عرض وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، يوم الأربعاء الفارط، خلال مشاركته في مؤتمر للنقل البري تستضيفه سلطنة عُمان، مشروعًا مثيرًا للجدل لإنشاء خط سكة حديدية يربط بلاده بدول الخليج.
في خطوة تعزز المساعي الإسرائيلية لاستمالة الدول الخليجية، وتأتي بعد أيام فقط من زيارة غير معلنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطنة.
وقال المكتب الإعلامي للوزير كاتس، الثلاثاء الماضي، إنه خلال زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان، سيلقي كاتس كلمة في مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل للتعريف بمشروع معنون باسم “مسارات للسلام الإقليمي” يهدف إلى إنشاء سكة حديدية تنطلق من ميناء حيفا على البحر المتوسط مرورًا بالأردن ثم تمتد عبر الطرق المتجهة إلى بلدان الخليج.
و كان وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، قد دعا إلى إعادة إحياء خط سكة حديد الحجاز ليربط بين ميناء حيفا ودول الخليج مرورا بالأردن والسعودية و ذلك سنة 2017.
و دعوة الوزير الإسرائيل والعضو البارز في حزب الليكود اليميني إلى “ربط الخليج العربي بميناء حيفا بسكة حديدية”، هي مؤشرًا جديدًا على التقارب المتسارع وغير المسبوق بين السعودية والدولة العبرية، الذي تنكره الرياض إلى الآن على إعتبار أن السعودية هي قاطرة دول الخليج و رأسها المفكر و المقرر.
نتنياهو يعيد بعث الخط الحديدي الحجازي الذي بنته الدولة العثمانية
يعتقد “ريتشارد سبنسر”، مراسل صحيفة “التايمز” البريطانية في الشرق الأوسط، أن الخط الحديدي الحجازي الذي بنته الدولة العثمانية لربط الولايات العربية بمركز الدولة وأبعد، يعود للضوء مجدداً، ولكن على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكان المغامر البريطاني لورنس العرب قد دمر أجزاء من الخط الحجازي بدعم من حلفائه البدو أثناء الحرب العالمية الأولى. ولا تعمل من الخط سوى الأجزاء التي ظلت في لبنان وتوقفت الخطوط في فلسطين بعد إنشاء إسرائيل.
وتقوم الخطة التي يقترحها نتنياهو على بناء خط من حيفا على البحر المتوسط وعبر الضفة الغربية والأردن إلى جنوب السعودية حيث سيرتبط بالخط السعودي وبقية دول الخليج.ويقول سبنسر إن فكرة الكشف عن الخطة في دولة خليجية هي دليل على العلاقات المتغيرة في الشرق الأوسط.
قطار حيفا-الخليج..هل سيتجسد على أرض الواقع؟
وبحسب وسائل إعلامية إسرائيلية، فإن هذه السكة إن تم إنشاؤها، ستوفر لدول الخليج العربية منفذا برّيًا مباشرًا مطلاًّ على البحر المتوسط. ومن المتوقع أن تمتد بطول 1590 كيلومترًا من حيفا إلى الرياض، ثم إلى الإمارات العربية المتحدة بطول 970 كيلومترا.
المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط “جايسون د. غرينبلات”، أشاد بعرض كاتس لمشروع “مسارات للسلام الإقليمي” في مسقط عبر حسابه على موقع “تويتر” باللغتين الإنكليزية والعربية. واعتبر مكتب كاتس بدوره أن التغريدة تمثل سابقة لأنها “المرة الأولى التي تؤيد فيها الولايات المتحدة الأميركية المشروع بشكل علني ورسمي”.
وبثت وسائل إعلامية إسرائيلية الثلاثاء الماضي الاستقبال الذي حظي به كاتس في العاصمة العُمانية مسقط، وأثار الشريط المصور له وهو يؤدي رقصة عمانية تقليدية إلى جانب فرقة الاستقبال موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، واعتبر مغردون أن هذا التقارب مع إسرائيل يشكل خيانة للقضية الفلسطينية.
ويأتي الإعلان عن مشروع السكة الحديدية في إطار مساعي نتانياهو إلى مد جسور تواصل مع الدول العربية الخليجية الأبعد جغرافيا عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والاستفادة من الواقع الإقليمي الحالي الذي يجعل من إيران تهديدا مشتركا للبلدان العربية ولإسرائيل على حدّ سواء.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن افتخر أكثر من مرة بتزايد التقارب مع “دول عربية معتدلة” لاتربطها مع إسرائيل معاهدات سلام من دون تسميتها، واعتبر مراقبون أن المقصود هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
عطوان:إنه قِطارُ التَّطبيع والهَيمَنة على مَنابِع النِّفط
و عن قطار التطبيع العربي مع إسرائيل يقول الإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان:”إنّه ليسَ “قِطارُ السَّلام” وإنّما قِطارُ التَّطبيع والهَيمَنة على مَنابِع النِّفط والعَودةِ إلى خيبر.. لماذا لا تَصِل دُوَل الخليج إلى المُتوسِّط عبر بَيروت أو اللاذقيّة أو بانياس وليسَ حيفا؟ وكيف يَبْدأ التَّسويق لهذا المَشروع مَع بِدء الحِصار النِّفطيّ على إيران؟ وهَل يُدرِك الأُردن وشعبه مَخاطِرهُ عَليهِم ومُستَقبل وَطنِهِم؟”.
و أضاف “تتَوالى حَلقاتُ الصَّدَمات التَّطبيعيّة فَوقَ رؤوسنا، فبَعدَ زِيارَة بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيليّ، لمسقط، واستقبالِه بحَفاوةٍ بالِغةٍ، وتَجَوُّل وزيرَة الثَّقافة الإسرائيليّة ميري ريغيف في مسجد الراحل الشيخ زايد في أبو ظبي الذي تَزَعَّم حَظْر النِّفط تَضامُنًا مع أبطالِ حرب أكتوبر عام 1973، وأطلَقَ عِبارته التَّاريخيّة “النِّفط ليسَ أغلَى مِن الدَّم”، وعَزفْ النَّشيد الوَطنيّ الإسرائيليّ في الدَّوحة احتِفالًا بفَريق الجُمباز المُشارِك في دَورةٍ رياضيّةٍ فيها، بعد كُل هَذهِ الضَّرَبات التَّطبيعيّة المُوجِعَة، يَقِف إسرائيل كاتس، وزير المُواصَلات الإسرائيليّ، في منبر مؤتمر دولي للنَّقل بَدأ اعماله اليوم في مَسقط للكَشفِ عن مَشروعِ خَط سِكك حديديّة يَربُط ميناء حيفا الفِلسطينيّ بالأُردن والسعوديّة ومِنها إلى الدُّوَل الخليجيّةِ الأُخرَى، ويشرح الفَوائِد الجَمّة لقِطار التَّطبيع هذا التي ستُجنيها دُوَل الخليج مِن جرّاء إقامته، سِياسيًّا واقتِصادِيًّا”.
البحرين تدعو وزير إسرائيلي لزيارة المنامة..!
كشفت وزارة الخارجية في إسرائيل ،أمس الخميس، أن وزير الاقتصاد والصناعة “إيلي كوهن”، تلقى دعوة رسمية من البحرين للمشاركة في مؤتمر دولي بهدف التداول في كيفية دفع مبادرات تكنولوجية بين الدول. وتأتي دعوة كوهين بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عُمان وزيارات مسؤولين إسرائيليين آخرين منهم وزيرة الثقافة ميري ريغف التي زارت الإمارات، ووزير الاتصالات أيوب القرا للإمارات، ووزير المواصلات والمخابرات يسرائيل كاتس الذي تم استقباله بحفاوة في سلطنة عُمان.
ويعقد المؤتمر الاقتصادي في البحرين برعاية البنك الدولي بعدما عقد خلال السنوات الأربع الأخيرة في ميلانو، اسطنبول، جوهانسبورغ وميدلاين.
هذا و نشير إلى أن البحرين وخلال توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة في 2005 أعلنت عن إبطال مشاركتها في المقاطعة العربية لإسرائيل. وفي 2007، زعم وزير خارجية البحرين خالد خليفة أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اقترحت على بلاده إنشاء علاقات دبلوماسية لكن تم إرجاء الموضوع.
وفي عام 2008، عينت البحرين اليهودية، هدى عازار نونو، سفيرة لها في واشنطن. وفي ذات العام أيضا، دعا وزير خارجية البحرين إلى إنشاء منظمة تضم الدول العربية وإسرائيل وتركيا، بداعي التوصل إلى سلام. وفي عام 2009، وصل وفد بحريني إلى إسرائيل، بداعي استلام 5 بحرينيين شاركوا في حملة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وفي العام نفسه، اقترح ولي عهد مملكة البحرين التواصل مع الإسرائيليين ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
من الجزائر:عمّـــــــار قــــردود
شارك رأيك