لم تكن مجرد مباراة. العزيمة والتآزر والتضامن والإنضباط … كلها عناوين لانتفاضة شعب حول المبارة إلى نافذة ينظر من خلالها الى آفاق التجاوز. الفرحة لم تمر دون وقوع جرحى في نابل حيث دهس مخمور بعض المحتفلين بفوز الترجي.
متابعة شكري الباصومي
انتهت مباراة الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري برفع الترجي للقبه الافريقي الثالث لأمجد الألقاب الإفريقية بعد مباراة بطولية. لم تكن مجرد مباراة، كانت جرعة من الأمل وحدت كل الطيف التونسي وأعطت الأمل للتونسي بأنه مثلما انتصر رياضيا بإمكانه التحدي وكسب رهانات أخرى هو عليها قادر.
التونسيون لأول مرة اكتشفوا أن الأمن ممكن وأن الجمهور قادر على تنظيم نفسه بنفسه وأنه إذا توفرت له الظروف الجيدة يبدع في احترام القانون وأن حكاية التنافر بين الأمن والمواطن في الملاعب وهم يمكن تجاوزه. كانت فرحة شعب لكن لا يجوز أن تنسينا استحقاقاتنا المقبلة وألا نستسلم للغرور.
الترجي الرياضي رفع لقبا وأحدث شرخا في الكتيبة الأهلوية تمثلت في اعتذار الفرنسي كارتيرون المدير الفني للأهلي عن حضور المؤتمر الصحفي لما بعد المباراة، وقال محمد يوسف المدرب العام للأهلي والقائم بأعمال مدير الكرة أن الفرنسي كارتيرون المدير الفني اعتذر عن حضور المؤتمر الصحفي لظروف شخصية، موضحاً أن كارتيرون أوفده لحضور المؤتمر الصحفي بدلاً منه.
وجاءت تصريحات محمد يوسف لتنفي الأنباء التى ترددت مؤخراً بشأن إستقالة كارتيرون عقب خسارة لقب أفريقيا.
اثناء المباراة وبعدها كانت الصور وحدها معبرة فبعد تسجيل الهدف الثاني للترجي ٱمال البرقاوي إحدى المصورات تنفجر بالبكاء والجهاز الفني للترجي يهرع لمواساتها فيما يقبلها معين الشعباني من رأسها.
كلهم كانوا في الموعد من يوسف الشاهد إلى راشد الغنوشي يلتقط صورا بهاتفه فيما كان الشاهد يتفاعل بطريقة تلقائية وكتب على صفحته “تهاني الخالصة لتونس ولجماهير الرياضة بمناسبة فوز فريق الترجي الرياضي التونسي بكأس رابطة الأبطال الأفريقية مساء اليوم. مع كل التمنيات الصادقة بالمزيد من النجاح والتقدم للرياضة التونسية”.
“كانت مباراة في حجم وطن. في غياب الدولة تحضر الترجي هكذ الشاعر والإعلامي والباحث علي سعيدان الذي رأى أن تونس تأبى الفراغ وفي حاجة ماسة للفرح”. بل ان الدكتور نور الدين العلوي ذهب الى القول: “لو لم يفسق الحكم في ماتش الذهاب لكان زخم ماتش اليوم اقل بكثير… الانتفاضة الترجية (التونسية) ضد الظلم… هي الإبداع وهي البطولة هي الثورة التي انتصرت بوسائل الثورة الانتفاضة الترجية (التونسية) ضد الظلم هي الإبداع وهي البطولة اليوم سجلت الترجي أنظف بل أطهر أهدافها على الإطلاق”.
الروائي كمال الرياحي علق بطريقته المرحة الناقدة: “في الحقيقة لم أتابع المباراة لكني كنت اشرب نخبها مع ضيوف اعزاء. لكن أحببت الروح الرياضية هنا بين المصريين والتونسيين ومنذ نهاية المباراة وأنا اتقبل تهاني وأصدقائي و صديقاتي المصريين، شكرا لهم جميعا تعلمنا جميعا الدرس هيا نعود إلى الأزمة السياسية والاقتصادية في البلدين الأفيون لم بعد أفيونا”.
صابر الرباعي الذي يستعد لحفله بالقاهرة هنأ الترجي : “ألف ألف مبروك للترجي التونسي الذي وحد كل الفرق التونسية معه و تمنوا له الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا. لقد فعلها اللاعبون الأبطال بكل بسالة و قوة، ألف مبروك لتونس و فرصة أخرى للأهلي المصري في مناسبات قادمة” مذكرا بلقائه مع جمهور دار الأوبرا المصرية ضمن مهرجان الموسيقى العربية يوم الأحد 11 نوفمبر.
سمير بن علي تذكر صديقه عبد الستار المبخوت شقيق شكري المبخوت والعضو بالهيئة المديرة للترجي الرياضي التونسي وفي لمسة وفاء كتب : “الله يرحمك سي عبد الستار صديقي الرائع المثقف الخلوق الوفي المكشخ حد النخاع صاحب مشروع الترجي 2019 الذي أجهضه الغوغائيون كنت تريد ان يصل الترجي الى الاكتفاء الذاتي في موارده المالية. لم تكن تفوت مقابلة للترجي. أهديك هذا التتويج وأنت في عالم الخلود سيذكرني قومي إذا جدّ جدهمو وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر افتقدك أحبابك كثيرا الليلة الله يرحمك”.
كلثوم كنو لم تترك الفرصة تمر دون ان تتمنى ان نبني على هذا الإنجاز : “3 أهداف سجلها فريق الترجي الرياضي التونسي أهدى بها انتصارا لتونس ألم يحن الوقت لإهداء تونس الأمن والإستقرارالاجتماعي والسياسي وكشف أعدائها؟”.
لكن الحدث لم يمر دون وقوع ضحايا خارج الملعب فقد داس مخمور بسيارته في نابل جموعا من المحتفلين مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص منهم حالة خطيرة. وقد كانت ردة فعل المواطنين تحطيم سيارة الجاني الذي تم إيقافه و إستكمال الأبحاث معه. كما أصابت شاحنة 4 محبين للترجي كانوا في طرق عودتهم الى ديارهم مشيا على الاقدام على مستوى معمل رندة على الطريق السيارة في اتجاه تونس وتحديدا قبل مفترق بير للقصعة .
شارك رأيك