بعد أن عارضوا بشدة جلسة الإستماع المقررة اليوم الإثنين 19 نوفمبر 2018 لوزيري الداخلية والعدل في مجلس نواب الشعب حول التنظيم العسكري السري المنسوب لحركتهم حضر نواب النهضة بقوة وكادوا أن يحتكروا الكلمة دفاعا عن حزبهم و دفعا للشبهات المتعلقة به في عمليتي اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
بقلم فتحي الهمامي
كتلة النهضة في مجلس نواب الشعب أقامت الدنيا ولم تقعدها من أجل إفشال الدعوة الموجهة إلى وزيري الداخلية والعدل للإستماع إليهما في مجلس نواب الشعب بخصوص شبهة وجود تنظيم سري مرتبط بحركة النهضة وعلاقته بملف إغتيال الشهيدين محمد البراهمي و شكري بلعيد. ولأيام ناهضت النهضة بقوة إنعقادها ونهضت بهمة من أجل إبطالها! وعندما لم توفق في مسعاها قررت كتلة الحركة مقاطعة الجلسة.
واليوم عند انعقاد في رحاب مجلس النواب حصة المساءلة يتفاجأ المرء بحضور نواب ممثلين عن المناهضين، ينهض كل مرة واحد فيهم ليملأ القاعة إستنكارا واعتراضا! لماذا؟ وكيف؟ ويأتيك الجواب على لسان مناهضة : “حضرنا لنبلغ صوت المناهضين لانعقاد جلسة المساءلة” !
يا الله ها هم بعد أن خاصموا وحاربوا إنعقاد الجلسة يناقشون ويشاغبون في إطار الجلسة نفسها بل يستعملون كل الوقت المخصص لهم للايقاع بها وتحويل وجهتها!
فالمقاطعة في عرف “النهضة” وجود وحضور ومشاركة وليست هجرانا ومجافاة ومباعدة!
فما أدرانا إذن بالمعاني الحقيقية لمفاهيم “التوافق” و”الديمقراطية” و”الدستور” وغيرها كثير من تلك التي يصمون بها أذاننا!
و”النهضة” نفسها هل هي إسم على مسمى كما تفسر في المعاجم والكتب أم يقصدون بها شيئا آخر.
فما عليكم يا إخواننا في الوطن (النهضويين) إلا أن تنهضوا فعلا لأنفسكم وتعطوا الكلمات حق قدرها ومعناها وأن تتحلوا بالشجاعة الأدبية والفكرية إزالة لللبس ورفعا للشك.
شارك رأيك