“الغربان” آخر ما نشرت ” دار الجنوب ” ضمن سلسلة ” عيون المعاصرة ” للكاتب والروائي والباحث حسين الواد الذي اختطفته يد المنون مؤخرا عن سن تناهز السبعين عاما ،ضمن ثلاثية بدأها ب”روائح المدينة” التي فازت بجائزة الكومار الذهبي للرواية العربية في تونس عام 2011 ليشفعها بجزء ثان بعنوان “سعادته… السيد الوزير” عام 2012 .الرواية طويلة(408 صفحات)، قسمها الراوي إلى 3 أجزاء، وكل جزء مقسم إلى مقاطع وكل مقطع تتخلله عناوين فرعية .
هل الرواية سيرة ذاتية …؟ هكذا يريد الراوي إيهامنا .
«سي حميدة» المتقمص شخصية الكاتب، عاش طفولة بائسة مع والدين متخاصمين إنتهيا بالطلاق والزواج سريعاً كل من جانبه، فاضطر الطفل إلى العيش مع جده ال ” الشحيح، الفاسد الطوية، قبيح الوجه… “.
وفي باريس ، ينخرط حميدة في الأعمال الوضيعة طلباً للعيش، ثم يتعرف على فتاة فرنسية يقطن معها في منزلها ويرزق منها مولودة ،ويفترقا. يعود الى تونس ويقترن بامرأة غير مثقفة سرعان ما خسرت وظيفتها بعدما زحف من اسماهم الكاتب ب ” الخوانجية ” على مواقع العمل وعينوا أنصارهم فيها .
يتردد سي حميدة يوميا على أمكنة بعينها ، من الحلاق، وصاحب المكتبة، والعطار، وبائع الإطارات، والجزار، والمهندس المعماري، إلى عالم الإجتماع…
تم اغتيال صديق سي حميدة الحميم لمواقفه المناهضة للملتحين . وعاش سي حميدة عجائب الأحزاب التي تناسلت ومظاهر دين جديد جاء به الملتحون . إنتهى به الأمر في مستشفى الرازي للأمراض العقلية .
يشدنا الواد بمتانة اللغة وتوغلها في سحيق الأدب العربي لكنه لم يفلح كثيرا في تشويقنا على اعتبار أننا نعرف تفاصيل الثورة وهذا أكبر عائق واجهته الرواية .
ش- ب
شارك رأيك