شرعت الدكتورة ليلى الهمامي منذ أيام في إعداد كتاب لسرد مسيرتهاالأكاديمية والمهنية التي ستسقط عديد الأوهام حول ما يسوّق له ويدّعيه الغرب عن نفسه وحقيقة المهام والأدوار التي تضطلع بها بعض المؤسسات الدولية والأفريقية ” على حد تعبيرها وتشرح فيه رهانات ترشحها للإنتخابات الرئاسية 2019 .
د. ليلى الهمامي أول امرأة مرشحة لمنصب رئاسة الجمهورية التونسية 2019
” في ظل تجاهل رئيس البلاد الحالى، الباجى قايد السبسى، بناء قوة ديمقراطية تحد من نفوذ الإخوان ”
وعلى وجه الدعابة قالت الدكتورة ليلى الهمامي :
– سألوا قيس بن الملوّح ، من أحقّ بالخلافة بنو العبّاس أم بنو هاشم ؟
فأجاب : ليلى.
وفي حوارها مع مجلة “هن” تحدثت عن دوافعها للترشح في الانتخابات الرئاسية :
” تعيش تونس مشهدا سرياليا مطبوعا بالهشاشة والتناقض وعدم الاستقرار حيث تشهد جل الاحزاب السياسية تقريبا حالات تفكك وانقسام وسيناريوهات كر وفر وعدم استقرار واضح ومفضوح، وفوضى سياسية تحتاج قوة ضبط معبرة عن إرادة شعبٍ قطع مع طبقة سياسيةٍ لا مسؤولة ” .
ومن جهة أخرى : ” مازالت سيادة الثقافة الذكورية التي جعلت السلطة حكرًا على الرجال، متأصلة في العالم العربي الذي يعيش حالة من “التخلف” المزمن منذ عقود، ولم يكن “تحرير المرأة” في أهم مناطق العالم العربي إلا ضمن سياق التأقلم مع النمط الرأسمالي المفروض من الدوائر الغربية، ورغم التطور الذي شهدته بعض التشريعات إلا أنها بقيت تطورات شكلية، فالثقافة الاجتماعية بقيت مرتهنة بمحرمات الماضي
إن ترشحي للإنتخابات الرئاسية هو أعمق من أن يوصف بالسياسي، فهو يحمل رسائل ومعان ثقافية تؤكد بأن المرأة العربية اجتازت أدق وأصعب المهام والاختصاصات فهي قادرة اليوم على قيادة الأمة، وهي ليست أقل سلطة أو أدنى معرفة من نظيراتها في الغرب، فأنا باحثة وخبيرة في الشؤون الاقتصادية تحملت مسؤوليات ضمن أهم المؤسسات المالية الدولية ومراكز البحث والجامعات، وأرى أن هذا الظرف الزمني هو ظرف القطع مع الثقافة الرجعية بمختلف مظاهرها، التي لا تقبل الاختزال في تيار أو حركة بعينها ” .
الدكتورة ليلى الهمامي تحدثت عن إقصائها من قبل حين أعلنت ترشحها للرئاسة :
” كنت أدرك بأن ترشحي خارج حسابات القوى الغربية المهيمنة على الساحة السياسية التونسية والعربية في تلك المرحلة، لذلك لم أباغت بإقصائي من طرف هيئات قادتها شخصيات أعرف جيدًا حجم ارتباطاتها بالدوائر الغربية ومستوى التزامها بمخططاتهم . وأدرك اليوم أن تحديات كثيرة تنتظرني ” لكن أستطيع مواجهتها، منها استخدام أساليب الإقصاء الإعلامي لتقليص حظوظ المنافسين للقوى المدعومة من الأطراف الغربية، وأيضًا اتباع أسلوب المال السياسي، وهو من أهم الإشكاليات المطروحة في إحداث المنافسة غير الشريفة بين المترشحين للانتخابات الرئاسية2019.
وفيما يخصني كامرأة، فأنا أصف نفسي بـ”المرأة الحديدية”، ولا يمكن لأي طرف مهما كان حجمه أن يشككني في أهدافي أو قناعاتي أو في ثقتي بنفسي، فأنا أنتمي إلى المجاهدات اللاتي صنعن ذواتهن بإرادتهن وذكائهن، لذلك مستعدة لكل المعارك وإيماني راسخ بأن الرأي العام العربي سيناصرني ” .
وفي حال فوزها قالت ليلى الهمامي : ” الرئاسة لن تغير شيء في نمط حياتي فمسيرتي الاكاديمية ودراساتي العليا استوجبت مني كل التضحيات، لا فقط في مستوى علاقاتي الاجتماعية والشخصية، بل أيضًا في نطاق حريتي، لذلك فأنا أجد نفسي طبيعيًا مستعدة لهذا النمط من الحياة خاصة وأن زوجي ينتمي إلى عالم الأعمال وعلاقتنا قائمة على العقلانية والرقي، فهو يدعمني ويتفاعل معي يجادلني ويحترم إرادتي ” .
وبعيدا عن الوعود الإنتخابية ، طالبت الدكتورة ليلى الهمامي من راشد الغنوشي الرحيل باعتباره أصل المشكلة : ” راشد الغنوشي أعلن وبصفة ضمنية عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة … اعلانٌ كشَفَهُ بهرج الاجتماع الذي جمعه بكوادر الحركة .
المهم أن الرجل يقدم نفسه كبديل عن واقع مهين يعيشه الشعب التونسي متناسيا أنه هو الجزء المركزي من هذا الواقع… وإذا كان الراهن حالكُ السواد فإن البديل عنه ليس أقل سوادا .
السيد راشد الغنوشي ، مرشد الإخوان فرع تونس ” . وفي آخر تدوينة لها كتبت : ” نرفض أي مشروع قانون لتوزيع 1400 مليارتعويضا لمنتسبي النهضة ” .
متابعة : شكري الباصومي
شارك رأيك