تبجحت النائبة زينب براهمي من حركة النهضة بنضالات المنتمين إلى حركة النهضة ورأت أنهم يستحقون التعويضات لما اصابهم من الظلم والتعذيب زمن بن علي . النائبة فاطمة المسدي والأستاذة دليلة بن مبارك تولتا الرد عليها دحضا لمزاعم ” حزب التعويضات ” .
قالت النائبة النهضاوية زينب براهمي متبجحة :
” كل من يكره حركة النهضة يجب إيداعه بالقوة العامة مستشفى الأمراض العقلية بمنوبة.
النهضاويين ناضلوا نيابة عنكم يا جبناء (جبناء تشير بها الى عامة الشعب) وكنتم مجرد صبابة (تقصد عامة الشعب) ، التعويضات هي من حقنا وليست مزية ، علاش ما ناضلتوش جميعكم (تقصد عامة الشعب) حتى تتسلموا تعويضات أنتم ايضا ؟
وجاءها الرد عاصفا من الأستاذة دليلة بن مبارك والنائبة فاطمة المسدي .
الأستاذة دليلة بن مبارك مصدق ردت على النائبة المحترمة كالتالي :
” أنامن عائلة ناضلت سنوات سجن والدي 6 سنوات في برج الرومي وسجنت أمى وعذبا الإثنان في دهاليز الداخلية مدة أشهر طويلة كان عمري 3 سنوات .
عندما خرج والدي من السجن منع من العمل مدة عشرة سنوات أو اكثر وقامت والدتي بمفردها بأعباءالعائلة اكثر من 16 سنة . قضيت طفولتي في الطريق بين صفاقس وبرج الرومي .
والدي رفض التعويض واعتبر وان النضال من اجل الحريات ومن اجل الديمقراطية شرف ومسؤولية . توفيت والدتي ولَم تتمتع بثمار مجهوداتها . وأرفض أنا وأخي نطالب الدولة التونسية بالتعويض على عذاباتنا .
تعرفين أيتها النائبة المحترمة لماذا نرفض التعويضات ؟
لأننا نعشق هذا الوطن والعشق مهما كانت عذاباته فهو يهون من أجل المعشوق ،هل تطلبين من حبيبك ان يعوض لك دموعك أوسهرك أوحزنك اذا ما ظلمك يوما ؟ لا يعقل أليس كذلك ؟
أنتم لم تحبوا هذا البلد ولَم تأمنوا به يوما مشروعكم يتمثل أساسافي نسفه لبناء خلافة إسلامية تتجاوز حدوده الجغرافية وخصوصياته الثقافية لذلك تعتبرون التعويض واجباإنكم تتعاملون مع نضالكم كما يتعامل الجندي الإنكشاري مع الخليفةالعثماني .
حلّوا عن هذا البلد وكفاكم ما نهبتم منه من الخيرات الجشع اصبح عنوانا لكم ” .
اما النائبة فاطمة المسدي فرأت أن تبدأ ردها بعنوان أغنية تتغنى بالبرتقال :
“يالي زرعتوا البرتقال يالله اجمعوه، آن الأوان”
على كلمات هذه الأغنية السحرية التي يغنيها أبي و عيناه تحبس دموعا، نشأت و ترعرعت.
لم أفهم لمدة طويلة في طفولتي لماذا يبكي أبي عندما يغني هذه الأغنية.
كبرت في عائلة مناضلة لا تجاهر بنضالها. كان أبي فتحي المسدي وأمي سعاد التريكي من سجناء الرأي في حركة perspectives.
تعلمت منذ صغري النقد الفكري و التمسك بمبادئ الدولة الوطنية و النضال من أجل دولة مدنية و ديمقراطية يحترم فيها الفكر و اختلاف الرأي و حرية الضمير و يكون القانون هو الفيصل. يعني أن والدي زرعا في منذ الصغر طريقا للنضال من أجل دولة القانون دولة تقدمية معاصرة.
و اكتشفت عند بلوغي السنة 12 أن أبي عاش السجن لمدة 5 سنوات ونصف لنضاله من أجل الوطن مع انه كان بمقدوره أن يطلب العفو كما فعل البعض ليخرج و لكنه تمسك بمبادئه و قضى كل العقوبة السجنية تاركا أمي وحيدة.
و عند خروجه من السجن حرم من الوظيفة العمومية و من حقه في السفر و من إكمال دراسته الجامعية لمدة عشرات السنوات ولكنه صمد واشتغل في تجارة الكتب ليعيل عائلتنا. لم يلتجئ كما التجأبعض المتاجرين بالنضال لجهات أجنبية و توفي دون أن نطلب تعويضات على سنوات الجمر لأن النضال من أجل تونس لا يقدر بثمن.
دخلت معترك السياسة خوفا على البرتقال الذي زرعه مناضلون وطنيون تقدميون مثل أبي ليجنيه مجموعة من الانتهازيين الذين يتاجرون بدماء التونسيين ليصنعوا من تونس بلدا رجعيا يخدم أجندات أجنبية.
لذا مهما فعلوا و مهما شوهونا و مهما قالوا عنا نحن مستعدون لمواجهتهم و النضال لا يباع في حينا ….”
متابعة :شكري الباصومي
شارك رأيك