أبدت الجزائر تخوفها الشديد من توقيع إسرائيل لاتفاق وصفه بالتاريخي لمد خط غاز يربطه بأوروبا، بدعم من الاتحاد الأوروبي وبتمويل من إمارة أبو ظبي وفقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية مثلما جاء في “القدس العربي” اللندنية.
و يكمن سبب التخوف الجزائري،في أن هذا “المشروع الغازي الإسرائيلي” يمثل تهديدًا حقيقيًا للغاز الجزائري في أوروبا التي تُعتبر سوقًا تقليدية له، ويأتي الكشف عن هذا المشروع بالتزامن مع إنخفاض أسعار البترول بعد قرار السعودية التراجع عن التزاماتها في إطار منظمة “أوبك” بخصوص عدم رفع إنتاجها من النفط، وتلبيتها للطلب الأمريكي بزيارة الانتاج، الأمر الذي جعل رئيس مجلس إدارة شركة سوناطراك الجزائرية عبد المؤمن ولد قدور يقول إن الأسعار الحالية غير عادية.
و بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن الاتفاق الذي وقعته إسرائيل يهدف إلى مد خط غاز في أعماق البحر، على مسافة تمتد إلى 2000كيلومتر، بما يجعله الأطول في العالم، وذلك بغرض تصدير الغاز الإسرائيليي إلى أوروبا، والذي سيكون بطريقة أو بأخرى على حساب الجزائر.
و بالرغم من أن مراقبون إعتبروا أن تمويل أبوظبي لهذا المشروع يستهدف بالدرجة الأولى قطر، التي تعتبر لاعبًا عالميًا كبيرًا في سوق الغاز، ومُوردًا رئيسيًا له للإمارات. إلا أن آثاره السلبية على الجزائر ستكون كبيرة و واضحة.
و قال مصدر جزائري لـــ”أنباء تونس” أن المشروع الإسرائيلي الأوروبي و الممول من طرف الإمارات هو بمثابة حربًا تجارية إسرائيلية على الجزائر و أن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ذلك.
وكانت القناة التلفزيونية الثانية في إسرائيل كشفت أنها وقعت اتفاقًا وصفته بالتاريخي لمد خط غاز يربطها بأوروبا، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي وبتمويل من إمارة أبو ظبي. وأوضحت القناة أن التوصل للاتفاق جاء بعد عامين من المفاوضات، وسيوقع عليه كل من إسرائيل واليونان وإيطاليا وقبرص.
وينص على مد خط غاز في أعماق البحر والذي سيكون الأطول بالعالم، بطول 2000 كيلومتر، وسيتيح لإسرائيل تصدير الغاز للدول الموقعة على الاتفاقية ولدول البلقان ودول أوروبية أخرى.وقد بادر لهذه الخطوة، وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينس، الذي قدّم المُقترح للاتحاد الأوروبي، في مؤتمرٍ استضافته أبو ظبي التي وافقت على المُقترَح وقررت تخصيص 100 مليون دولار لدعمه كاستثمار أولي.
وكانت دول أوروبية، وقّعت مع إسرائيل، في 2017، على “الإعلان المشترك” القاضي “بتعزيز العمل الهادف إلى مد الخط البحري لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا” في غضون ثماني سنوات. وشارك في اللقاء الذي تمّ في مقر وزارة الطاقة الاسرائيلية وزراء طاقة كل من إسرائيل وإيطاليا وقبرص والاتحاد الأوروبي.
وأُعلِن حينها أن خطّ الغاز الذي سيُقام، سيكون طوله حوالي 2000 كلم، وبتكلفة تصل إلى عشرين مليار شيكل إسرائيلي أي ما يُعادل نحو 7 مليار دولار وهو “أطول خط بحري للغاز الطبيعي في العالم”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
من الجزائر:عمّـــــــار قـــــردود
شارك رأيك