التقى المحامي ووزير أملاك الدولة السابق مبروك كورشيد العائد إلى ممارسة المحاماة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بطلب منه وهو أمر طبيعي أن يطلب الرئيس لقاء وزير سابق في الحكومة، حسب تصريحه في ميدي شو اليوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018
أكّد مبروك كورشيد أنّه لم يُكلّف رسميا من رئيس الجمهورية بمتابعة ملف الإنقلاب الذي أعلن عنه الأمين العام لنداء تونس سليم الرياحي ، لكنه لم ينف تكليفه .
وأوضح كورشيد أنّ قبوله إنابة في ملف سواء تعلق الأمر برئيس أو بغيره لا يتم استنادا لمنطق عداوة مبينا ألا عداوة تجمعه بحركة النهضة وأنه اكتفى بتقديم الأسباب التي رفع بموجبها رئيسها راشد الغنوشي فيتو على بقائه في وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية ، وأنه فوق العداوات الشخصية ، وينوب رئيس الجمهورية لمصلحة الحقيقة ولمصلحة تونس .وكان استقبال السبسي لمبروك كورشيد وتكليفه بمتابعة ملف الإنقلاب قد لقي استغرابا لسببين :
السبب الأول :
أن السياسة لا تدار بالمناكفة ، واختيار السبسي لكورشيد لا يخلو من انتهازية ورغبة في ” كيد العدو ” النهضة التي اعلن كوشيد عليها الحرب واعتبرها سبب إقالته ، بل ذهب إلى حد فتح ملف التعويضات وادعى أن النهضة طالبت بتعويضات لستين ألف من أنصارها وهو ما نفته سهام بن سدرين . والباجي قايد السبسي يدرك حساسية المسالة فوجه رسالة حاسمة إلى النهضة : إما ترك الشاهد للعراء أو ستفتح كل الملفات . وليس من باب الصدفة أن تنشط التحركات العمالية ويستقبل هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد براهمي ويقع النظر في قضية الإنقلاب المزعوم . لا مناص ولا فكاك ، عنوان واحد لعودة الهدوء : تخلي النهضة عن الشاهد .
السبب الثاني :
ذاتي بحت ، فقد تساءل متابعون عن مغزى تكليف الباجي قائد السبسي لمبروك كورشيد لمتابعة ملف الإنقلاب المزعوم والذاكرة ما زالت تحتفظ بما قال الرجلان في حق بعضهما:
مبروك كرشيد كان قد صرح لإذاعة شمس أف أم متهما فيه رئيس الجمهورية بتعذيب اليوسفيين، واعتبره ” المسؤول المباشر عن تعذيب اليوسفيين في الحقبة البورقيبية أثناء تولية وزارة الداخلية أنذاك، مضيفا بأن كل علاقته بضحايا تلك الفترة هي إنصاف تاريخي لتلك الفترة وعلى الباجي القايد السبسي أن يتعامل بجدية مع هذا الملف ، مضيفا ” إنه ارتكب أخطاء فعليه تحمل المسؤولية ” . ونقلت إذاعة ” موزاييك ” عن المحامي مبروك كورشيد قوله ” سنقاضي الباجي قائد السبسي بناء على الاتفاقيات الدولية من أجل جرائم التعذيب التي سلطت على مناضلي الحركة اليوسفية إبان الحقبة البورقيبية ” .
بل إن كورشيد أعلن خلال ندوة صحفية عن تشكيل لجنة وطنية تحت إسم “اللجنة الوطنية للدفاع وإنصاف ضحايا الحركة اليوسفية سنوات الجمر ” التي تتكون من بعض ضحايا التعذيب وعوائلهم ورجال قانون وأكاديميين مختصين في تاريخ الحركة الوطنية إضافة لشخصيات وطنية ، وتهدف اللجنة إلى العمل على إرجاع جثث الضحايا لذويهم لإعادة دفنهم بعد التعرف عليهم كما تعمل اللجنة على نشر دعاوى قضائية للمطالبة بإرجاع الحقوق المادية والمعنوية لضحايا التعذيب في السجون البورقيبية.ومن أهم الشخصيات في اللجنة الحقوقي خالد الكريشي والدكتور عميره علية الصغير الأكاديمي المختصّ في تاريخ الحركة الوطنية ورشيد الحسيني حقوقي ووجه قومي .
ولم تقف العلاقة عند حدود التقاضي بل إن الباجي قايد السبسي ، اتهم كورشيد بالعمالة للقذافي وبأنه ” كلب سوق ” . مبروك كورشيد رد على اتهامات السبسي قائلا ” أتحدّاه أن يأتي بوثيقة تثبت عمالتي لليبيا وأنا شخصيا لم أزر ليبيا منذ سنوات عدّة .
ما الذي تغير ؟ أم هي لعبة السياسة والمناكفة ؟وهل ضحى كورشيد بدماء الشهداء الذين كرس نفسه من أجل إثبات حقوقهم وإنصافهم ؟
متابعة : شكري الباصومي
شارك رأيك