عن دار الجنوب وضمن سلسلة “معالم الحداثة ” التي يديرها الدكتور عبد المجيد الشرفي صدر مؤخرا للباحثة نسرين بوزازي كتاب بعنوان : “مفهموم الجبر بين الديني والسياسي في الصراع الأموي الجهمي ” .
الكتاب الذي جاء في 242 صفحة هو في الأصل بحث أكاديمي لنيل شهادة الماجستير بتأطير وإشراف من الدكتورة ناجية الوريمي بوعجيلة التي قدمت الكتاب .
الكتاب جاء في قسمين : مفهوم الجبر الأموي و مفهوم الجبر الجهمي .
خصصت الباحثة القسم الأول لدراسة المفهوم السائد للجبر وقسمته بدوره إلى فصلين . حاولت في الفصل الأول رصد السياق التاريخي الذي نشأ فيه المفهوم بشقيه الثقافي والسياسي ، وتتبعت الكاتبة في الفصل الثاني دلالاته السائدة من الناحية اللغوية والاصطلاحية وعلاقته بمقولة قدم القرآن .
ولمصطلح الجبرحسب ما هو متداول دلالة واحدة وهي أن الإنسان مجبر على إتيان أفعاله وفق ما قدرله منذ الأزل.ومن المعلوم أن بني أمية هم أول من استغل مفهوم الجبر لتبرير سياساتهم . ومن هنا يبرز دور السياسي المتحكم في الثقافي لمحاولة تركيز سلطة لا تستمد مشروعيتها من نوعية سياستها الاجتماعة .
لقد طور الأمويون الخطاب الجبري لصالح فكرة الحكم بالحق الإلهي حيث يقدم الحاكم من خلالها على أنه حاكم بأمر الله وخليفته في الأرض . وروج الأمويون لذلك عن طريق بطانتهم . وقد جاء في الخطبة البتراء لزياد ابن ابيه : ” إنا أصبحنا لكم ساسة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا فلنا عليكم السمع والطاعة ….” .
وتنسب الجبرية أيضا للجهم بن صفوان المتوفى سنة 128 للهجرة .والذي تنسب إليه إحدى أكبر الثورات التي سجلت ضد الأمويين سياسيا .
وانتهت الباحثة في الختام للتأكيد على أن مفهوم الجبر الجهمي لم يكن فقط ضحية استبداد جهات سياسية ،بل تم توظيفه لتهيمن بعض الجهات الثقافية الأخرى وتتسيد المشهد الثقافي.
شارك رأيك