منذ أيام كشفت جريدة تونسية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عرض على السلطات التونسية وضع ملياري دولار في البنك المركزي كوديعة، مع ضخّ كميات من البترول بأسعار تفاضلية، ودعم الجيش التونسي بطائرات عسكرية.
بقلم عمّــار قـردود
وقد أكدت مجلة “جون أفريك” الفرنسية المعلومات التي كشفتها الجريدة التونسية أو ربما نقلتها عنها وقالت أن ولي العهد السعودي قدّم دعماً مالياً كبيراً لتونس خلال زيارته ، الثلاثاء 27 نوفمبر 2018، بالرغم من الرفض الشعبي والنخبوي الكبير لهذه الزيارة غير المرغوب فيها لكنها دون أن تؤثر بشكل فعلي على العلاقات السياسية والإقتصادية بين تونس والرياض.
وقالت مجلة “جون أفريك” إن بن سلمان تعهد بتقديم وديعة مالية تبلغ ملياري دولار لدى البنك المركزي التونسي، وتوفير كميات من البترول بقيمة 400 مليون دولار، بسعر تفضيلي لتونس. و إعتبرت المجلة المذكورة أن “هذه المساعدات ليست الأولى، لأن جميع الدول التي التزمت إلى جانب تونس في الاجتماع الدولي للمستثمرين “تونس 2020″، في نوفمبر 2016، والمملكة العربية السعودية هي واحدة من الدول القلائل التي تكون قد أوفت بوعودها للتمويل من خلال صرف 500 مليون دولار على شكل قرض على مدى 20 سنة، إضافة إلى 200 مليون دولار لتنشيط التصدير، و 100 مليون من التبرع. وتستكمل هذه المساعدات المالية بتوريد المعدات العسكرية، مع العلم أن تونس هي عضو في التحالف العربي تحت القيادة السعودية.
ووفقاً للمجلة الفرنسية الذائعة الصيت، فإن تونس كانت بأمسّ الحاجة لهذه المساعدة المالية، التي يمكن أن تجنب البلاد أزمة اقتصادية، في ظل المؤشرات السيئة للاقتصاد التونسي ومطالب عمالية برفع الأجور. وقالت : “بالنسبة لتونس، التي تناضل من أجل جمع الأموال على الساحة الدولية نظراً لمؤشراتها الاقتصادية السيئة، فإن هذا المن يأتي في الوقت المناسب لمنع تحول الأزمة الاقتصادية إلى صراع اجتماعي. كما يسمح للبلد، الذي اعتمد الإعتماد على الجهات المانحة الدولية، بتنويع مصادره من خلال تعزيز العلاقات الثنائية”.
و بحسب “جون أفريك” فإن زيارة الأمير محمد تبدو “ناجحة بالنسبة للدبلوماسية التونسية، التي حرصت بشدة على احترام البروتوكول وعدم ذكر المواضيع المزعجة، مثل قضية جمال خاشقجي وتسليم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي حلّ ضيفًا على آل سعود منذ رحيله في 14 جانفي 2011. في عام 2012، أصدرت العدالة التونسية طلبًا أوليًا، ظل حبرًا على ورق. ومن أسباب الخلاف الأخرى، المساواة في الميراث بين النساء والرجال، التي يود الباجي قائد السبسي أن يثبت أنها تتوافق مع الدستور، لكن الرياض لا يوافق عليها”.
لكن و مع ذلك – أضافت المجلة الفرنسية – فإن ولي العهد السعودي اضطر لاختصار زيارته لتونس على وقع المظاهرات التي خرجت تنديداً بالزيارة، حيث تظاهر تونسيون في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس تعبيراً عن رفضهم لقدوم بن سلمان، واتهموه بالتورط في قتل الصحافي جمال خاشقجي، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن.
شارك رأيك