في إطارالتوثيق للذاكرة الوطنية وإبراز رموزها الذين أهملتهم الروايات الرسمية، بدأ الإعداد لفيلم”المشهور الدغباجي” الذي سيتم تصويره في الجنوب التونسي. الفيلم إنتاج تونسي إيطالي مشترك.
هو “المشهور الدغباجي” ، في كل الأحوال.
وهي من كلمات الشاعر علي الحمروني، رئيس فرقة طايفة العراس بمنطقة عرام، مارث بقابس، وليست من التراث كما هو شائع.
حميد العش، طارق الخريجي منتجا الفيلم ، والمخرج محمد علي ميهوب، وكاتب السيناريو نبيل ميهوب. أربعة على كورنيش بنزرت، وكل الطرق تؤدي إلى الإبداع. رغم صعوبات الإنتاج.
“صعوبات الإنتاج مصدرها تردد المؤسسات ورجال الأعمال التونسيين في تقديم الدعم المادي والذي يمكن أن يلغى من الأداءات”. هكذا تحدث نبيل ميهوب وهو يقدم الصعوبات التي اعترضت فريق الإنتاج وهو مقبل على عمل مهم للذاكرة الوطنية.
وفي تصريح ل”أنباء تونس” قال نبيل ميهوب : إنتاج الفيلم مشترك تونسي إيطالي وجزائري وفرنسي، بدعم من وزارة الثقافة التونسية. وسيتم التصوير بالكامل في الجنوب التونسي لمدة 12 أسبوعا. الفيلم الذي سيمتد على مدى ساعتين و15 دقيقة، سيكون مكلفا، بالنظر إلى كون عصرالدغباجي كان ضاجا بالأحداث العسكرية فضلا عن الأزياء وكل المتطلبات التي تتوافق مع العصر”.
وبخصوص الكاستينغ قال ميهوب : “هو غير محدد بعد، والعديد من الممثلين من الجنوب، خاصةً الشباب لأن معدل أعمار لأبطال في الفيلم يتراوح بين العشرين والثلاثين سنة”.
وبخصوص المراجع التي إعتمدها الفيلم، قال نبيل ميهوب : “هي عديدة ، وخاصة كتاب المرزوقي حول الدغباجي، ووثائق من أرشيف الجيش الفرنسي بوزارة الخارجية الفرنسية ، ووثائق أخرى”.
محمد بن صالح الدغباجي من مواليد سنة 1885 بوادي الزيتون الواقع على مسافة 30 كم من بلدة الحامة، وقع تجنيده سنة 1907 فقضى بالجندية الاستعمارية ثلاث سنوات، عاد إثرها إلى موطنه حيث تزوّج ثم عاد للجندية متطوّعا بعد خروجه منها بثلاثة أعوام ، أي سنة1913.
شعر بالخزي والعار وهو يحمل السلاح ويقاتل تحت راية فرنسا. فرّ من الجندية الفرنسية ليقاتل ضد الاستعمار الايطالي حينا وضد الاستعمار الفرنسي حينا آخر.
وحين أبرم الصلح بين ايطاليا والثوّار الليبيين سنة 1919 ودخلت الثورة الليبية مرحلة هدنة، تحتّم على محمد الدغباجي أن يعود الى موطنه منطقة بني زيد ليواصل كفاحه ضد المستعمر الفرنسي. فخاض عدة معارك أهمّها : “معركة جبل بوهدمة ” و”خنقة عيشة” و”الزلوزة” و”المغذية” .
تم الحكم على الدغباجي غيابيا يوم 27 أفريل 1919 بالإعدام مع جمع من رفاقه، الذين التحقوا بالتراب الليبي، ولكن الطليان ألقوا القبض عليهم وسلموهم إلى السلطات الفرنسية.
وفي غرّة مارس 1924 اقتيد البطل إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. ويروى أنه رفض وضع “العصابة”، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه ، ساخرا من الموت. ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد،فأجابها وهو يبتسم “لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني” .
شكري
شارك رأيك