كشفت مصادر إعلامية فرنسية متطابقة أن الاتحاد التونسي لكرة القدم قد دخل في مفاوضات متقدمة مع المدرب الأسبق للمنتخبين الجزائري و الياباني، و المدرب الحالي لنادي نانت الفرنسي، البوسني وحيد حاليلوزيتش، للإشراف على عارضته الفنية بعد إقالة المدرب التونسي فوزي البنزرتي.
و يوجد المنتخب التونسي الذي سيلاقي المنتخب الجزائري وديًا شهر مارس القادم تحسبًا لنهائيات كأس إفريقيا 2019،بالجزائر دون مدرب وطني حتى الآن، بعد أن كلف الاتحاد التونسي المدربين المحليين العقبي والكنزاري بالإشراف مؤقتًا على “نسور قرطاج” خلال المباراة الماضية أمام مصر، التي خسرها التونسيون بنتيجة 3/2 في شهر نوفمبر الماضي، في الجولة الخامسة من تصفيات المونديال الإفريقي،كما خسر التوانسة مباراتهم الودية التي جرت بملعب رادس ،الشهر الماضي،بنتيجة صفر مقابل هدف لصالح المنتخب المغربي و سيتم اتخاذ القرار النهائي بتعيين مدرب فني جديد، قبل إجراء أول مباراة له عام 2019.
فيلموتس،غيريتس،دوارتي و لوغوين:هؤلاء مرشحون لتدريب المنتخب التونسي
وذكرت تقارير إعلامية فرنسية، أن الاتحاد التونسي شرع في مفاوضاته مع مدرب نانت، البوسني وحيد حاليلوزيتش، ووضعه كخيار رئيسي لتدريب منتخب تونس، إضافة إلى بعض الأسماء الأخرى في صورة البلجيكي مارك فيلموتس ومواطنه إريك غيريتس والبرتغالي باولو جورج دوارتي والفرنسي بول لوغوين.
وكشف موقع “ماكسيفوت”الفرنسي، أن أكثر ما شجع التونسيين على مفاوضة حاليلوزيتش هو تهديدات هذا المدرب وتصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل لراديو “مونتي كارلو” الفرنسي، بعد أن أعطى الانطباع فيها بأنه على أهبة الاستعداد للرحيل عن الفريق الفرنسي في أي لحظة كانت، وقال بصريح العبارة: “لا يوجد أي ضغط علي، يمكنني مغادرة نانت غدًا، يمكنني أن أفعل ذلك إذا لم أكن راضيًا عن بعض الأمور، لكنني أتيت إلى هنا شجاعًا، لدي شخصية قوية جدًا، لا أعتقد أنه ستكون هناك تغييرات جذرية في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، أنا هادئ جدًا، لا أعتقد أنه سيغادر لاعبون الفريق”.
وسيكون حاليلوزيتش في حال توصله إلى اتفاق رسمي مع مسؤولي الاتحاد التونسي، قد أشرف على ثاني منتخب عربي و تحديدًا مغاربي بعد الجزائر،مع العلم أنه كانت له إتصالات مع الجزائر و المغرب و مصر للإشراف على منتخباتها لكن دون التوصل إلى إتفاق.
وسبق لحاليلوزيتش أن قاد المنتخب الجزائري إلى إنجاز غير مسبوق في مونديال البرازيل 2014، عندما بلغ معه الدور الثاني من المنافسة لأول مرة في تاريخ الجزائر.كما أهل المنتخب الياباني إلى مونديال روسيا 2018 و تم إقالته على بعد شهرين فقط من إنطلاق منافسات كأس العالم.
من هو المدرب المحتمل للمنتخب التونسي حاليلوزيتش؟
ولد حاليلوزيتش في مدينة جابلانيكا بدولة البوسنة و الهرسك -التابعة سابقاً ليوغسلافيا- عام 1952، حيث يبلغ من العمر 62 عاماً، بدأ مسيرته كلاعب هاو عام 1968 في فريق توربينا جابلانيكا حيث كان يلعب كمهاجم، قبل أن يصبح لاعباً محترفاً في نادي فيلاز موستار اليوغسلافي.
ورغم العروض الاحترافية للمهاجم صاحب الـ103 هدف في 207 مباراة مع ناديه، إلا أنه لم يتمكن من الانتقال خارج يوغسلافيا إلا بعد انتهائه من فترة أداء الخدمة العسكرية في سن الـ28، ليلعب بعدها في صفوف ناديي نانت وباريس سان جيرمان الفرنسيان على التوالي.
لعب المهاجم حاليلوزيتش مع المنتخب اليوغسلافي الأول في الفترة من 1976 وحتى 1985 في 15 مباراة، سجل خلالهم ثمانية أهداف، بعد أن نجح في تسجيل 12 هدفاً خلال 12 مباراة مع المنتخب اليوغسلافي تحت 21 عاماً.
بدأ حاليلوزيتش مسيرته التدريبية عام 1990، حيث كانت بدايته كمدرب مع نفس النادي الذي بدأ فيه كلاعب محترف لكرة القدم، ثم انتقل بعدها لتدريب نادي بوفي الذي يتواجد حالياً في دوري الدرجة الثالثة في فرنسا، لينتقل عام 1997 لتدريب الرجاء المغربي.
وعاد حاليلوزيتش إلى فرنسا مجدداً لتدريب نادي ليل الفرنسي لمدة أربعة مواسم، قبل ان يتوجه إلى مواطنه نادي رين عام 2002، ومن ثَم إلى باريس سان جيرمان في الفترة من 2003 حتى 2005، ليتوجه بعدها لتدريب طرابزون سبور التركي في فترة ولاية أولى مع النادي.
اتحاد جدة بوابة المنطقة العربية
وعاد بعدها المدير الفني البوسني – حامل الجنسية الفرنسية – إلى المنطقة العربية من جديد، عن طريق بوابة اتحاد جدة عام 2006، قبل أن يتولى الإدارة الفنية لمنتخب كوت ديفوار، الذي أصبح المنتخب الأول الذي يقوده حاليلوفيتش في مسيرته كمدير فني.
وعقب انتهاء بطولة كأس أمم أفريقيا 2010، عاد حاليلوزيتش ليكون بالقرب من موطنه الأصلي، بعدما تولى الإدارة الفنية لنادي دينامو زغرب الكرواتي لمدة موسم واحد، ليعود من جديد إلى القارة الأفريقية عن طريق البوابة الجزائرية لمدة ثلاث سنوات انتهت مع نهاية مونديال 2014 بالبرازيل.
وعاد حاليلوزيتش من جديد إلى تركيا في شهر يوليو الماضي، وعقب انتهاء مسيرته مع محاربو الصحراء، ليكون على رأس الجهاز الفني لنادي طرابزون سبور في فترة ولاية ثانية مع الفريق إلا أنه لم يستمر طويلاً، حيث رحل مطلع نوفمبر الجاري.
فريق بوفي ثاني الأندية التي قام حاليلوزيتش بتدريبها كان يصارع حينها على البقاء في دوري الدرجة الثانية الفرنسية، قبل أن يتولى المدير الفني تدريب الفريق ليقوم بإنقاذه من الهبوط، لينتقل بعدها إلى نادي الرجاء المغربي بناء على نصيحة من صديقه المقرب هنري ميشيل، حيث لعب الثنائي سوياً في نادي نانت الفرنسي.
ونجح المدير الفني البوسني في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية الأبطال – دوري أبطال أفريقيا في نسختها القديمة – عام 1997 مع الرجاء، إلى جانب الفوز بالدوري المغربي، ليقود بعدها نادي نانت للعودة إلى الدوري الفرنسي الممتاز، إلى جانب قيادته للتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001، حاصلا على جائزة أفضل مدير فني في فرنسا.
ولم ينجح حاليلوزيتش في مواصلة هوايته عندما انتقل لنادي رين، إلا أن تدريبه لباريس سان جيرمان أعاده إلى منصبة التتويجات بالفوز بكأس فرنسا عام 2003 إلى جانب الحصول على المركز الثاني في بطولة الدوري الفرنسي، ليقود بعدها طرابزون سبور للوصول للمركز الرابع في الدوري التركي ومن ثم التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي.
أسوأ مراحل حاليلوزيتش كانت في نادي اتحاد جدة السعودي، حيث لم تدم سوى أربعة أشهر فقط، قبل أن يتوجه للقارة الأفريقية عن طريق منتخب كوت ديفوار الذي قاده للتأهل إلى كأس العالم 2010، وكذلك في كأس أمم أفريقيا 2010، ليخرج الفريق حينها من دور الثمانية من البطولة على يد المنتخب الجزائري بعد وقت إضافي لانتهاء الوقت الأصلي بهدفين لكل فريق.
وانتقل حاليلوزيتش إلى الشرق الأوروبي في دينامو زغرب ليتوج معه ببطولة الكأس الكرواتي والتأهل إلى بطولة الدوري الأوروبي، قبل أن يقود المنتخب الجزائري لدور الـ16 من بطولة كأس العالم 2014 ليخرج أمام المنتخب الألماني – بطل العالم – بعد وقت إضافي، في مباراة وصفها الألمان بأنها الأصعب في مسيرتهم بالمونديال العالمي.
وبعد الجزائر توجه المدير الفني البوسني إلى طرابزون سبور من أجل بداية مرحلة جديدة من الإنجازات، إلا أنه لم يستمر طويلاً بعدما رفضت إدارة النادي التركي التعاقد مع لاعبين طلبهم حاليلوزيتش، ليرحل عن صفوف الفريق لعدم قدرته على الوصول إلى أحد المراكز الثلاثة الأولى بترتيب الدوري .
عمّــــــار قـــــردود
شارك رأيك