رئيس الحكومة في حوار مع سياح جزائريين في معبر حدودي الصائفة الفائتة.
كشفت مصادر سياحية جزائرية لــــ”أنباء تونس” أن آلاف الجزائريين قاموا بإلغاء رحلات كانت مبرمجة خلال أواخر شهر ديسمبر الجاري إلى فرنسا لقضاء إحتفالات “الريفيون” هناك، و ذلك بسبب الأحداث والأحتجاجات العنيفة التي تعيشها المدن الفرنسية.
من الجزائر: عمّــار قــردود
وقال عدد من أصحاب الوكالات السياحية أن المسجلين للأحتفال بـــ”الريفيون” بفرنسا غيروا وجهاتهم نحو بلدان أخرى كتونس، المغرب وتركيا ولم ينتظروا أي جديد بخصوص محتجي “السترات الصفراء” التي يتجه إحتجاجهم للحل وقاموا بتغيير الوجهة خوفًا من إنزلاق الوضع الأمني خلال إحتفالات رأس السنة الميلادية و يُفسد عليهم الأمر.
التطوّرات الأمنية الخطيرة التي شهدتها فرنسا أرغمت الكثير من الجزائريين على إلغاء حجوزاتهم وتغيير وجهاتهم خشية تردّي الأوضاع الأمنية في هذه الدولة وإستهدافها في عمليات إرهابية محتملة.
إلغاء 50 بالمائة من الرحلات والحجوزات بالفنادق الفرنسية
وقال مراد مواقي بناني، المدير العام للوكالة السياحية الجزائرية “الزعاطشة”، أن العديد من الجزائريين لم ينتظروا تحذيرات الحكومة الجزائرية بعدم السفر إلى فرنسا وتحذير رعاياها هناك، أين لجأ العديد منهم إلى سحب وإلغاء الرحلات بسبب أحداث الشغب. مشيرًا إلى أن أغلب الرحلات التي تم إلغاؤها خاصة بالسياحة والمتعلقة باحتفالات رأس السنة.
وقال بناني: “سجلنا إلغاء 50 بالمائة من الرحلات والحجوزات بالفنادق الفرنسية، غير أن الجزائريين الذين لديهم مواعيد طبية لم يلغوا رحلاتهم إلى فرنسا.”
وحسب عدد من الوكالات السياحية الجزائرية لـــ”أنباء تونس” فإن نسبة إرتفاع الحجوزات إلى تونس إرتفعت في ظرف أسبوع واحد بنسبة 65 بالمائة، ما يعني أن تونس ستشهد بداية من من تاريخ 20 ديسمبر المقبل غزوًا جزائريًا كبيرًا مع إحتمال إرتفاع عدد السياح الجزائريين خلال هذه الفترة ليبلغ مستويات قياسية وغير مسبوقة، خاصة وأن الذين قاموا بإلغاء السفر إلى فرنسا فضلوا السفر نحو تونس لسهولة الأمر وعدم تطلب ذلك إجراءات إدارية معقدة كالسفر إلى تركيا ومصر الذي يتطلب التأشيرة والإنتظار وهو ما لا يفضله معظم السياح الجزائريين.
الحكومة الفرنسية تتراجع أمام ضغط المحتجين وتعلق الضرائب 6 اشهر
هذا و تراجعت الحكومة الفرنسية أمام ضغط الاحتجاجات، وقررت تجميد الضرائب 6 اشهر، وكشف رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، عن اتخاذ إجراء لتخفيف العبء المالي عن الفرنسيين. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أنه تقرر تعليق قرار فرض الضرائب على الغاز والديزل والفحم لمدة 6 أشهر، وذلك بداية من أول جانفي 2019. وخاطب فيليب المنتفضين: ”أسمع هذا الغضب، وأخذه على محمل الجد.“ مضيفا أن حكومة بلاده ”لم تقبل العنف الأخير“، لافتا إلى أنه حان الوقت للحوار
وشهدت فرنسا احتجاجات عنيفة خرجت خلال عطلة نهاية الأسبوع تحت اسم ”السترات الصفراء“، ما أثار دعوات إلى التهدئة والدعوة إلى عقد محادثات بين الحكومة والمحتجين. وتسببت التكلفة المتزايدة في أسعار البنزين ووقود الديزل في اندلاع الاحتجاجات التي تطورت منذ ذلك الحين إلى مظاهرات أوسع ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، وكشفت عن التوترات بين النخبة الحضرية والفقراء.
وبدأت الاحتجاجات في فرنسا يوم 17 نوفمبر الماضي للتنديد بفرض رسوم إضافية على الوقود ثم تحولت إلى حركة احتجاجية أوسع مناهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتحولت الإحتجاجات في باريس يوم الأول من ديسمبر إلى العنف فشوهت قوس النصر وعانت الشوارع المحيطة بالشانزيليزيه من أعمال تخريب.
شارك رأيك