بلغ عدد الاحتجاجات المرصودة خلال شهر نوفمبر 2018 في عينة الرصد التي يتم الاشتغال عليها 746 تحركا احتجاجيا 94 بالمئة منها تحركات احتجاجية جماعية. وقد احتفظت القيروان بصدارة الترتيب ضمن المناطق الأكثر احتجاجا بـ174 تحركا احتجاجيا وفق ما تضمنه تقرير شهر نوفمبر 2018 حول التحركات الاحتجاجية.
وقال التقرير ان المشهد الجديد في خارطة الاحتجاجات الخاصة بشهر نوفمبر حازت فيه ولايات سيدي بوزيد والقصرين وصفاقس ونابل مراتب متقدمة بحوالي 59 تحركا احتجاجيا تليها ولايات قفصة وتطاوين ومدنين وجندوبة بحوالي 33 تحركا احتجاجيا. وتمثل البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين من ذلك توفير وسائل النقل ومياه الشرب والخدمات الصحية والخدمات البريدية وكذلك التشغيل وضمان استمرارية مواطن الشغل في المصانع المهددة بالافلاس ابرز المطالب التي رفعها المحتجون في اغلب هذه المناطق.
بالإضافة الى رفض فلاحي قابس ومدنين وتطاوين امضاء اتفاق التبادل الحر والشامل والمعمّق مع الاتحاد الأوروبي (الاليكا).
وإقليميا اثبتت خارطة التحركات الاحتجاجية ان إقليم الوسط بشرقه وغربه يمثل مركز ثقل في التحركات الاحتجاجية (428 تحركا احتجاجيا من مجموع 746) وفي مقدمتها ولاية القيروان إلاّ أنه لم يتم رسميا التعامل بشكل جدّي مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق من ذلك مثلا دراسة حالة لمختلف هذه الجهات وخاصة ولاية القيروان للوقوف عند الحلول الممكنة لاخراج هذه المناطق من متاهة الاحتجاجات المرشحة للتطور الى العنف.
حالات ومحاولات الانتحار
اشار نفس التقرير الى انه تم رصد 46 حالة ومحاولة انتحار بينهم 36 ذكرا و10 إناث ومنهم أربعة أطفال (دون 15 سنة) و9 ضحايا من الفئة العمرية ما بين 16 و25 سنة أي بينهم يافعين بالإضافة الى اقدام مسن (83 سنة) على القاء نفسه بوادي مجردة في جندوبة.
وقد مثل التهديد بالانتحار وبالانتحار الجماعي ومحاولة الانتحار شكلا احتجاجيا في العديد من المناطق من ذلك تهديد عدد من الرافضين لنتائج مناظرة انتداب شركة البيئة والغراسات بقفصة بالانتحار وتهديد معلمين نواب بالانتحار الجماعي في القيروان وتهديد معطلين عن العمل بالانتحار الجماعي في القصرين.
كما برزت ولاية المهدية ضمن خارطة المناطق التي تشهد حالات انتحار وذلك بتسجيلها 4 حالات ومحاولات انتحار.
وتمثل الفئة العمرية من 26 الى 35 سنة الأكثر انتحارا في مختلف الجهات وذلك بحوالي 50 بالمئة.
وقال التقرير انه اصبح للحراك الاحتجاجي خارطة واضحة طيلة السنوات الأخيرة ومن خلال التقارير الشهرية التي يرصدها المرصد الاجتماعي التونسي وتشهد الحصيلة الشهرية لما يتم رصده من تحركات ان السلطات المحلية والجهوية والمركزية لا تبدي أي تفاعل تجاه هذه التحركات لتستمر الاحتجاجات الرافضة للعطش والرافضة للتلوث والمطالبة بالتشغيل وبالخدمات الصحية والإدارية وإيجاد حلول لمختلف الازمات ذات العلاقة المباشرة بأداء الإدارة.
كما ان تزايد التهديد بالانتحار كشكل احتجاجي يثبت يأس الناس تجاه تحسن الأوضاع في ظل هذا الصمت المطبق واللاتفاعل الذي تنتهجه السلطات تجاه مطالبهم والتي ان دلّت على شيء فهي تدلّ على غياب البرنامج والرؤيا الواضحة للقائمين على السلطة للتفاعل مع الناس وإيجاد حلول لأزماتهم.
تونس العاصمة في صدارة احداث العنف
يمكن القول ان خارطة العنف المرصود من قبل فريق المرصد الاجتماعي التونسي بقيت نفسها خلال شهر نوفمبر مقارنة بقية اشهر السنة، حيث مازال العنف الاجرامي يتصدر اشكال العنف المسجلة في مختلف ولايات الجمهورية والذي أساسا كان في شكل براكجات او عمليات سرقة مرفوقة بعنف جسدي يليه في ذلك العنف ذو الطابع الاسري ثم العنف العلائقي وذو الطابع الانفعالي ، ذلك وفق ما جاء في تقرير العنف لشهر نوفمبر 2018.
وعلى غرار شهر أكتوبر تصدرت ولاية تونس العاصمة صدارة سلم احداث العنف المرصود اين كانت اكثر الولايات تسجيلا لاحداث عنف على اختلاف اشكاله الانفعالي والرياضي والاجرامي والاسري ويمكن القول ان حادثة تعنيف حفيد لجدته البالغة 71 عاما في حي ابن خلدون احادثة الأبرز هذا فضلا عن حادثة الاعتداء على سائق التاكسي التي اوشكت ان تتسبب في يوم اضراب لسواق التاكسي في تونس العاصمة.
وتاتي القيروان كثاني ولاية في الترتيب من ناحية الاحداث المرصودة عرفت أساسا عنف ذات طابع اجرامي.
ويمكن القول ان العنف ذو الطابع الجنسي قد سجل تراجعا مقارنة بالاشهر السابقة، حيث لم يحمل شهر نوفمبر عددا كبيرا من احداث العنف ذات الطابع الجنسي، رغم ان الاعتداء من قبل شاب انتحل صفة عون امن على طالبة افريقية في منطقة المنزه يمكن الوقوف عنده نظرا انه حمل اكثر من وجه للعنف الاجرامي والجنسي والعنصري.. هذا الى جانب حادثة حمام الانف التي قام خلال شاب بتعنيف جسدي لطفلة سنها اربع سنوات والاعتداء عليها بالفاحشة ونفس الامر سجل في سوسة اين اعتدى ميكانيكي على طفلة سنها اربع سنوات.
وامام ما سجله أكتوبر من لقاءات رياضية فقد شهد الشهر ارتفاعا نسبيا في احداث العنف المرصودة ذات الطابع الرياضي اين عرفت تونس العاصمة في منطقة الكبارية مواجهات وأحداث شغب بين محبي فريقي الترجي والافريقي وفي ابن خلدون تسبب خلاف رياضي بين شابين في فقئ احدهما لعين الاخر.
ويصعب تحديد او ضبط سن بعينها معني بأحداث العنف المرصودة حسب العينة التي يشتغل عليها فريق عمل المرصد الاجتماعي التونسي، فيبدو ان الظاهرة تمس مختلف الفئات والشرائح العمرية بداية من الأطفال والى غاية من سنهم ما فوق السبعين عاما.
شارك رأيك