نفّذ، اليوم الإثنين 10 ديسمبر 2018، أهالي الحامة التابعة لولاية قابس ومكوّنات المجتمع المدني بالجهة إضرابا عاما ومسيرة شعبية حاشدة طافت المدينة وصولا إلى ساحة الشهداء، وذلك تنديدا بقرار تحويل وحدات المرّكب الكيميائي “الفوسفوجيبس” إلى المنطقة.
بقلم سنيا البرينصي
وطالب أهالي الحامة الجهات المعنيّة بالتراجع عن نقل وحدات “الفوسفوجيبس” التي وصفوها ب “وحدات الموت” إلى مدينتهم لما تمثّله من خطورة على البيئة وعلى صحة المواطنين.
وفي هذا الإطار، أوضح والي قابس المنجي ثامر، في اتصال مع “أنباء تونس” أن هذا المشروع هو مشروع وطني وأكبر مشروع استثماري في الجمهورية تقدّر تكلفته ب 4500 مليون دينار، ويتمّ تفعيله بمقاربة تشاركية مع جميع الجهات المتدخّلة.
كما أكد والي قابس أنه يتمّ العمل إحداث مشاريع صديقة للبيئة بالجهة وفق المعاير الدولية، من ذلك إحداث مصانع دون مداخن، موضحا في الأثناء أن الدراسات المائية والجيولوجية والعقارية الخاصة بالمشروع انتهت، في حين أن الدراسات الفنية والبيئية على وشك الإنتهاء.
وفي سياق متصل، أشار المنجي ثامر إلى أن هناك لجنة قيادة وطنية تسهر على تنفيذ المشروع يترأّسها الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلّف بمتابعة المشاريع والبرامج الوطنية رضا السعيدي بمشاركة 11 وزارة معنيّة، إلى جانب السلطات الجهوية ورئيس المجمع الكيميائي بقابس.
وتابع بأن الجهات المعنية بمشروع نقل وحدات “الفوسفوجيبس” تعمل بمقاييس علمية وموضوعية، داعيا في الأثناء اهالي الحامة ومنزل الحبيب إلى الحوار والنقاش مع الأطراف المتدخّلة.
ولفت المنجي ثامر إلى أن أبواب الولاية مفتوحة لآهالي الحامة ومنزل الحبيب المحتجّين على تنفيذ المشروع انف الذكر للحصول على توضيحات في الغرض.
كما كشف والي قابس أنه سيتمّ خلال الفترة المقبلة إرسال وفد يجمع ممثّلين عن الحامة ومنزل الحبيب إلى الخارج للإطلاع على تجارب مقارنة لبعض الدول حول المشروع انف الذكر، وذلك في إطار المقاربة التشاركية والمسؤولية المجتمعية وفق كلامه.
وأضاف أنه سيتمّ كذلك إحداث محطة تحلية مياه بالجهة يتمّ توزيع فائضها على فلاّحي الحامة ومنزل الحبيب، مؤكدا في هذا الصدد أنه يتمّ العمل على إحداث مدينة صديقة للبيئة بمواصفات علمية وبيئية عالية الجودة في المنطقة المذكورة.
يشار إلى أن ملف التخلّص من وحدات “الفوسفوجيبس” بقابس يعدّ معضلة بيئية كبيرة ومن الملفات الحارقة التي ظلّت تراوح مكانها خلال السنوات الأخيرة دون التوصّل إلى حلول جذرية تنهي مخاوف المواطنين ومكوّنات المجتمع المدني بالجهة باعتبار أن “الفوسفوجيبس” من المواد الرئيسية المخلّة بالبيئة ولها تأثيرات خطيرة على صحة المواطنين.
ومادة “الفوسفوجيبس” هي النفايات التي تنتج بعد تحويل الفوسفاط الطبيعي لإنتاج الحامض الفوسفوري.
وتشير الإحصائيات إلى أنه يتمّ إلقاء ما فوق 22 ألف طن من “الفوسفوجيبس” يوميا في الفوسفوجيبس خليج قابس خلال السنوات الأخيرة، مقابل 15 ألف طن فقط في عهد النظام السابق.
وتقدّر بعض الجمعيات الناشطة في المجال أن كميات “الفوسفوجيبس” التي تلقيها المصانع في البحر تضاعفت بعد أحداث 14 جانفي 2011 بنسبة قدّرت ب 150 ألف مرّة.
شارك رأيك