فضحت الحصة الرياصية “بالمكشوف” تصرفات النهضاوي فتحي العيوني رئيس بلدية الكرم وما حاول ارتكابه من ظلم في حق أبناء الضاحية الشمالية و خاصة الرياضيين منهم الذين فوجئوا بتسلط رئيس بلدية ينتمي فكره لعصور غابرة يحاول بكل الطرق بث التفرقة بين الجمعيات و”قسمة” منخرطيها إلى نهضويين وندائيين.
بقلم أحمد الحباسي
لعل من تابع مداخلة الأستاذ فتحي العيوني رئيس بلدية الكرم في برنامج “بالمكشوف” ليلة أمس ، الإثنين 10 ديسمبر 2018، قد خرج بانطباع سيء وشاهد الوجه المظلم من الصورة لقياديين من حركة النهضة.
ربما حاولت الحركة في وقت ما التبرؤ منهم ولكنهم ظلوا على وفائهم لتعاليم الإخوان المسلمين ومخططاتهم الجهنمية وألاعيبهم السيئة ، خاصة و أن الإنتخابات البلدية الأخيرة قد سمحت لكثير منهم باستغلال الفرصة وبالذات سقوط وضمور حزب نداء تونس لممارسة سياسة “التمكين” بعد أن قضوا مدة لا بأس بها في سياسة “التقية” سيئة الصيت.
من سياسة “التقية” إلى سياسة “التمكين”
تصريحات الرجل التي أطلقها وسط سحاب كثيف من الصياح وتطاير اللعاب أثارت سخرية كل الحاضرين وربما كل المتابعين للحصة بعد أن كشف الرجل عن هبوط خطابه الحركي وما حاولت نيته السيئة ارتكابه في حق أبناء مدينة الكرم وحق أبناء الضاحية الشمالية الذين عرفوا بحبهم المتميز للرياضة وتعلقهم الزائد بالروح الرياضية فإذا بهم يفاجؤون بتسلط رئيس بلدية ينتمي فكره لعصور غابرة يحاول بكل الطرق بث التفرقة بين الجمعيات و”قسمة” منخرطيها إلى نهضويين وندائيين باسم تنفيذ القانون.
لقد فشل الرجل في إقناع محاوريه وتغلبت عليه لغة استبداد واستفراد بالحوار كشفت عن مخزون هائل من الفكر الرافض للتعايش مع الآخر وغاية مستبدة تبحث عن ضرب الرياضة التونسية لأغراض سياسية تخدم حركة النهضة على حساب مصلحة متساكني تلك المنطقة التي طالما أنجبت كبار الرياضيين في كل المجالات.
لقد تعمد سي الأستاذ كيل الإتهامات لناقدي سياسته الهدامة الرافضة للحوار والبحث عن حلول وسطى ترتقي بالرياضة في تلك الربوع وكان يحاول بكثير من الغوغاء والغرور القانوني الممجوج، مع أن العارفين بشؤون القضاء و المتابعين لجلسات المحاكم يدركون تدني مستواه بالقياس مع كبار المحامين، أن يوهم متابعي البرنامج بأن كل أهل بلديته على خطأ وهو الوحيد على صواب والحال أن اللافتات والمظاهرات والإحتجاجات والتصريحات قد أثبتت بأن سي الأستاذ لا يمثل إلا الوجه القبيح لفكر حركة الإخوان وأن الصدفة السيئة وحدها هي من حملته على رأس ذلك المقام الرفيع الذي لا يستحقه.
لقد عبرت هيئة فريق النادي الأولمبي بالكرم عن تنديدها بتصرف رئيس البلدية ناسبة له النية في ضرب الجمعية و عرقلة نجاحها واصفة ممارساته بالمؤامرة السياسوية الهابطة.
في تحقيق مثير منشور بموقع “الثورة نيوز” بتاريخ 31 جويلية 2013 تحت عنوان “مجموعة من المحامين مورطين في قضية أمن دولة : فتحي العيونى على رأس القائمة” تم الكشف عن عديد التصرفات الشاذة والمثيرة لسي الأستاذ وبالذات دوره المشبوه في إطلاق سراح الإرهابيين الذين تمت محاكمتهم في قضية براكة الساحل والذين كشفت التحقيقات التي أثارتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي علاقة بعضهم بحادثتي الاغتيال وبالإنتساب إلى الجهاز العسكري السري لحركة النهضة.
بطبيعة الحال لم يتبرأ الأستاذ فتحي العيوني من هذه التهمة الخطيرة ولم يستعمل هذه المرة ثقافته القانونية لنشر دعوى وهو المتعود على اقتناص كل الفرص لرفع القضايا من باب السعي الإنتهازي المحموم للشهرة.
ربما تحدث البعض عن تغلغل حركة النهضة فى كل دواليب الدولة تنفيذا لمقاصد فكر مرشدها المعلن فى ذلك الفيديو الشهير ولكن من الثابت أن الحركة كما تملك جهازا عسكريا سريا للإستيلاء على الحكم ولمتابعة معارضيها واغتيالهم عند الضرورة بالتوازي مع علاقة الجهاز بوكالات استعلامات خارجية فإن لها جهازا “إداريا” يقوم بخدمة مشاريعها في “الاستحواذ” على فكر المواطن التونسي وتوجيهه إلى فكر الإسلام السياسي بالترهيب والترغيب.
تقسيم الرياضيين في مدينة الكرم بعلة تطبيق القانون
ربما يقوم الدكتور نور الدين الخادمى و من شابهه في حركة النهضة بالدور الديني لفرض ثقافة بول البعير وثقافة التكفير وثقافة التمكين والتقية وبقية المبادئ السيئة التي قام عليها فكر الإخوان المسلمين في مصر منذ نشأته على يد الراحل حسن البنا وما تشهده المساجد التونسية من “احتلال” متواصل في غياب هيبة الدولة و وجود إرادة سياسية يؤكد أن حركة النهضة لم تغير جلدها إطلاقا ولم تنتقل من الدعوي إلى السياسي كما جاء على لسان مرشدها في الذكرى العاشرة لنشأتها.
في هذا السياق يعمل سي الأستاذ فتحي العيوني على “احتلال” عقول الرياضيين وضرب كل معارض فيهم وكل رافض لإدخال السياسة في الرياضة وهو ينتهز فرصة صعوده على رأس بلدية الكرم لفرض أجندة حزبية تكفيرية تحاول اجتذاب كل العناصر القابلة للتطويع الذهني والدخول إلى حظيرة الإسلام السياسي المتطرف الذي تمثله حركة النهضة بامتياز ولهذا الغرض الدنيء لم يجد الرجل من العهر السياسي استعمال بعض المفردات القانونية لتقسيم الرياضيين في مدينة الكرم بعلة تطبيق القانون و الحفاظ على ممتلكات البلدية ولعل صيحات وتعبيرات الاستهجان التي شاهدها المتابعون على شفاه المتدخلين في حصة “بالمكشوف” قد أكدت للرجل سوء أخلاق الحركة و زيف مزاعمه وافتضاح أمره كأحد رموز الإسلام السياسي.
شارك رأيك