كشفت دراسة دولية حديثة أن حوالي 27 في المائة من التونسيين البالغين يرغبون في ترك بلدهم والهجرة إلى بلد آخر بحثًا عن فرص أفضل للعيش. وبحسب الدراسة التي صدرت الإثنين الماضي، 10 ديسمبر 2018، عن معهد “غالوب” للدراسات والأبحاث، فإن هذه النسبة ثاني أعلى نسبة مغاربيًا بعد الجزائر (31 في المائة).
بقلم عمّـار قـردود
وفيما يخص الدول المغاربية، أظهر المؤشر الذي حمل عنوان “مؤشر صافي الهجرة المحتمل” أن نسبة الراغبين في الهجرة مرتفعة نسبيا، وتصدرت الجزائر قائمة الدول التي يرغب مواطنوها في مغادرة البلاد، بنسبة تصل إلى 31 في المائة من سكانها البالغين في حال تمكن الراغبون في الهجرة من تحقيق ذلك، أما نسبة الشباب (من 15 إلى 29 سنة) فتصل إلى 44 في المائة، مقابل 27 في المائة بتونس، و25 في المائة بموريتانيا، مقابل فقدانها لنسبة تصل إلى 33 في المائة من الشباب، أما بالنسبة للمغرب، فتنبأ المؤشر بأنه سيفقد 19 في المائة من تعداد سكانه البالغين، فيما تصل نسبة الشباب إلى 29 في المائة. بينما وصلت النسبة إلى 16 في المائة بليبيا من إجمالي السكان، و19 في المائة من الشباب، كما أشارت الدراسة إلى أن منطقة شمال إفريقيا احتلت المرتبة الثالثة من بين مناطق العالم، من حيث نسبة البالغين الراغبين في الهجرة.
الدراسة شملت حوالي نصف مليون شخص عبر العالم
واعتمد المعهد في دراسته على مقابلات مباشرة أو عبر الهاتف مع 453 ألفًا و122 بالغين في 152 دولة، في الفترة ما بين 2015 و 2017. وقام “غالوب” بإجراء مقابلات مع ما يناهز نصف مليون شخص بالغ في 152 دولة عبر العالم بين 2015 و2017، وتمثل 152 دولة شملتها الدراسة حوالي 99 ٪ من سكان العالم البالغين. وقام بقياس صافي المكاسب والخسائر المحتملة في حال تمكن البالغون الراغبون في الهجرة من تحقيق هدفهم في مغادرة بلادهم، وكيف سيؤثر ذلك على البلدان الأم والبلدان المستقبلة.
وبحسب معهد “غالوب” يُقاس “مؤشر صافي مكاسب الدماغ المحتملة على مقياس من -100 ٪ (بمعنى أن مجموع السكان من السكان المتعلمين تعليمًا عاليًا – أولئك الذين أكملوا أربع سنوات من التعليم ما بعد المدرسة الثانوية أو لديهم ما يعادل درجة البكالوريوس – سيغادرون) إلى ما لا نهاية (مما يعني أن التدفق المحتمل لهذه المجموعة ذات التعليم العالي غير محدود ويعتمد على عدد الذين يرغبون في الانتقال من جميع أنحاء العالم)”.
و يتم “قياس مؤشر هجرة الشباب الصاعد المحتمل على مقياس من 100٪ (بمعنى أن إجمالي سكان البلد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة سيغادرون) إلى ما لا نهاية (بمعنى أن التدفق المحتمل للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة هو عدد غير محدود ويعتمد على عدد الذين يرغبون في الإنتقال من حول العالم)”.
و أشارت الدراسة إلى أنه و” بالنسبة لمعظم البلدان، تتراوح أحجام العينات المجمعة (عبر سنوات متعددة من الإستطلاعات) بين 1000 و 4000 مقابلة.”
نيوزيلندا الوجهة الأولى المرغوبة للمهاجرين حول العالم
وحسب نفس المصدر، فإن 18 دولة حُظيت باهتمام كبير كأفضل وجهات للهجرة، من قبل ثلثي المهاجرين المحتملين في العالم، حيث تصدرت نيوزيلاندا القائمة، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية ثم كندا ففرنسا.
وتصادف إصدار نتائج الدراسة المسحية مع استضافة المغرب المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الميثاق العالمي للهجرة، المنظم من طرف الأمم المتحدة، والذي تميز بالمصادقة الرسمية على الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، كما تزامن مع الفترة التي تتحدث فيها الدول الأوروبية عن تزايد في نسبة المهاجرين غير النظاميين، الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.
توقعات ببلوغ عدد المهاجرين 400 مليون شخص خلال العقود المقبلة
دراسة “غالوب” التي تساءلت “كم من الناس يريدون مغادرة بلدهم؟ أين يريدون الذهاب؟ كيف يشعر الناس بشأن المهاجرين الذين يعيشون في مجتمعاتهم؟ كيف يشعر المهاجرون بحياتهم؟” كشفت على أن “عدد المهاجرين المتوقع أن يصل إلى 400 مليون شخص على مدى العقود القليلة القادمة” على مستوى العالم.
هذا والجدير بالذكر أن مؤسسة “غالوب”، وهي مركز لتقديم الإستشارات والبحوث الإحصائية لها أكثر من 40 مقرًا في جميع أنحاء العالم، ومقرها الرئيسي هو العاصمة الأمريكية واشنطن، تم تأسيسها سنة 1958 .
شارك رأيك