الإرهاب الذي يلصق عادة بالعرب والمسلمين هو في الواقع من صنيعة الغرب وبعض من خدمه المعممين الأثرياء في المنطقة العربية الإسلامية وعندما يضرب الإرهاب في المدن فذلك من المفارقات المضحكة لأن الإرهاب بمثابة البضاعة الغربية التي ردت للغرب.
بقلم أحمد الحباسي
من الأحسن للبعض أن لا يقرأ ويطالع و يطلع على بعض الإحصائيات، لأن نتائج الإحصائيات ممنوعة على ذوى القلوب الرحيمة والضعيفة، و لأن هناك يقين بأن ما نطقت به هذه الإحصائيات هو نزر من الحقيقة والواقع فسأجنب المتابع مزيدا من الأوجاع ولن أطرحها على النقاش ولا على الإطلاع.
بعد أن كان في كل بيت رجل أمن بات اليوم في كل بيت إرهابي
مع ذلك هناك يقين لدى العموم أن ما يحصل في الوطن العربي أمر غير طبيعي وأن الشعوب العربية قد أصيبت بأنفلونزا التكفير والإرهاب وبعد أن كان في كل بيت رجل أمن بات اليوم في كل بيت إرهابي ينام معنا وبعد أن كان عنوان الفيلم “في بيتنا رجل” صار الواقع السيء يقول “في بيتنا إرهابي”، و بعد أن كانت هناك أمة متهمة بعدم حفظ القرآن و تدبر معانيه صار الجميع اليوم يفتون ويكفرون من باب أنهم حفظوا القرآن وتدبروا معانيه ليختلط الحابل بالنابل وتعم الفوضى التكفيرية ويباح الدم في كل الشوارع و الساحات العربية المشتعلة.
شيوخ التكفير صاروا معروفين بالاسم و يشار إليهم بأصابع الرضى من البعض وبأصابع الإتهام من الأغلبية الشعبية العربية الرافضة لهذا “الدين” الملطخ بالدم الذي تنشره الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق واليمن ومصر والجزائر وتونس وليبيا على سبيل التخصيص لا الحصر.
الشيخ يوسف القرضاوى مثلا يعد من كبار شيوخ نشر ثقافة الكراهية و التكفير والذبح على الهوية، منذ سنة 2003، تاريخ سقوط عاصمة الرشيد بغداد لا نسمع من فم الشيخ القطري الذي تتهمه زوجته “بمعاشرة” الصهيونية العالمية إلا لغة التكفير والكراهية، كل الرسائل الصوتية الصادرة عن شيخ التكفير مخضبة بالسموم و تدعو إلى مزيد من سيلان دم الأبرياء دون رحمة، خطب الجمعة لا تحتوى إلا على الآيات التي يخرجها الشيخ من مقامها العلي ليرمي بها إلى عقول الإرهاب بعد أن طوعها ببلاغة متناهية ليخلق منها الحجة القائمة والدليل القاطع على أن الإسلام هو دين تصفية ودماء وحرق وسحل للأبرياء وهتك محموم للأعراض.
مشكلتنا مع الشيخ القرضاوى وأمثاله أنه لا يراعى فينا دينا ولا حرمة ويسعى بكل علمه المسموم ليسلط علينا من يذبحنا ويسحلنا ويهدر دمنا لمجرد أننا نرفض الصلاة فى المعبد القطري ونرفض الصوم على معارضته ليلا نهارا ونرفض الزكاة لهؤلاء الذين وصموا الإسلام بالإرهاب ونرفض الحج الى حائط المبكى الصهيونى والقدس على بعد أمتار.
خطب الدعارة التكفيرية الدينية على مدار الساعة
كل يوم نسمع لهؤلاء الزعماء الغربيين القتلة ما يؤذي أسماعنا ومشاعرنا لأنهم يتجاهلون عمدا أن الإرهاب صنيعة غربية صهيونية أمريكية بامتياز ويتعمدون الإيحاء بأن هؤلاء القتلة الإرهابيين الذين يمولهم الشيخ القرضاوي وغيره بخطب الدعارة التكفيرية الدينية على مدار الساعة ليصبحوا وحوشا تلتهم كل أقراص الكابتغون السعودية.
هؤلاء القتلة يمثلون الإسلام، فالذين قاموا بعمليات نيس وبرلين وغيرها هم مواطنون عاشوا فى الغرب لسنوات طويلة ولكن “الحضارة” الغربية لم تستطع بكل مغرياتها أن تصمد فى وجه خطاب التكفير وكتب الدعوة للإرهاب وأموال الخليج النفطية الفاسدة.
هنا لا بد ان نتساءل، كما تساءل المجرم جورج بوش الإبن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بذلك السؤال الخطير “لماذا يكرهوننا” فنقول للرئيس الامريكى الجديد وللسيدة المستشارة الألمانية وللرئيس الفرنسي وغيرهم “لماذا تكرهوننا”…
هل كرهنا الغرب لما قتل منا من قتل واغتصب منا من اغتصب؟ ألم ننادي بالتسامح وطي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل؟ ألم يقتل منا الالاف فى حروب فرنسا الإستعمارية والالاف فى الغزو الألماني لمصر وليبيا وتونس، فهل طالبنا بالتعويض حتى؟ وهل وصلنا منكم اعتذار؟ فلماذا تصرون اليوم على إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب وتصنفون الدول العربية كل بتصنيف مغاير عن الأخرى؟ ألم تشبعوا من سياسة الميز العنصري ومن سياسة المكاييل المختلفة ومن سياسة محاولة ضرب الإسلام باسم مواجهة الارهاب؟
اليوم ثبت للجميع أنكم من تمارسون إرهاب الدولة وتشجعون على تنامى الإرهاب بل واستفحاله فى العالم لأنه الوحيد الكفيل بخدمة مصالحكم الاقتصادية وتجنيب عسكركم الموت فى الساحات العربية الساخنة، فالقاعدة صناعة المخابرات المركزية الامريكية وجبهة النصرة وداعش صناعة زعماء الجبهة المحافظة بالولايات المتحدة التى أسست لتفتيت المنطقة العربية بفيروس يسمى “الفوضى الخلاقة” وهي سلاحكم الجديد للأعوام والسنوات المقبلة.
اليوم لم يعد هناك من مجال للحديث عن كراهية طرف للآخر لأن الكراهية العربية للغرب صارت واقعا ملموسا لا يختلف عليه إثنان، الشعوب العربية التي دستم على كرامتها وتم إذلالها بقراراتكم العنصرية لم تعد تهتم بما يحصل فى دياركم من تفجيرات وضرب لمصالحكم لأنها تعلم كما تعلمون أن الإرهاب هو بضاعتكم التى ردت اليكم فى نهاية المطاف وأن الارهاب قد عاد من المنتج الغربى إلى المستهلك الغربى نفسه وهى إحدى المفارقات المضحكة فى زمن العولمة الذي ظن البعض أنه سينقله من الفقر الى العز فبقى الأمل مجرد حلم ميت.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
فتحي العيوني، سكين حركة النهضة في صدر الرياضيين التونسيين بمدينة الكرم
شكيب الدرويش دون كيشوت جديد أو قصة أحمق ظن نفسه في مهمة مقدسة
شارك رأيك