قال النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج واصفا الثورة :كانت أقل من ثورة وأكبر من انتفاضة مع ما يشبه “انقلاب القصر” وخذلان الحلفاء والشركاء.
واضاف حدث ذلك كله، في لحظة استراتيجية فارقة كانت فيها “مخابر الديموقراطية” في العالم تعدّ وتستعد لتحولات كبرى، لتكون تونس نقطة الانطلاق غير المتوقعة لشرارة متوقعة ولبرنامج كامل أُشتغل عليه منذ الحادي عشر من سبتمبر أُصطلح على تسميته بالربيع العربي ا
وتساءل بن فرج في تدوينة فايسبوكية :”بلغة أخرى هل نواصل أم نتراجع؟ تلك هي المسألة ”
كانت أقل من ثورة وأكبر من انتفاضة مع ما يشبه “انقلاب القصر” وخذلان الحلفاء والشركاء
انتفض الشعب بعد أن انسدّت الافاق أمامه في التنمية، وفي الشغل وفي الحرية السياسية
رفعت القوى السياسبة التقليدية الداعمة للنظام يدها عنه وتركته يواجه الشارع لوحده، وفي حساباتها ان الامر سيعود اليها آجلا أو عاجلا
إنفضّت القوى الاقتصادية الفاعلة من حول النظام بعد ان استحوذت العائلة على أسباب الثروة ومصادرها وآلياتها ومكامنها
تخلّت القيادات الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية على قائدها بعد أن فقد في نظرها أهلية ومشروعية القيادة
حدث ذلك كله، في لحظة استراتيجية فارقة كانت فيها “مخابر الديموقراطية” في العالم تعدّ وتستعد لتحولات كبرى، لتكون تونس نقطة الانطلاق غير المتوقعة لشرارة متوقعة ولبرنامج كامل أُشتغل عليه منذ الحادي عشر من سبتمبر أُصطلح على تسميته بالربيع العربي القائم على : إسقاط أو التضحية بالدكتاتوريات الصديقة والعدوّة وتسليم المنطقة الى منظومة إقليمية جديدة قادرة على ملإ الفراغ الذي ستتركه الامبراطورية الامريكية المتأهبة للخروج من المنطقة والإنتقال شرقا نحو حدود الصين
المنظومة الجديدة ثلاثية الأبعاد تعتمد إقليميا على كلٍّ من قوة تركيا الاستراتيجية، قوة قطر المالية والإعلامية ، والقوة التعبوية والشعبية للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين
المنظومة الإقليمية ستعيد تشكيل المشهد السياسي في دول الربيع على ثلاثية أخرى : الإسلاميين /النخب الحاكمة التقليدية /والنخب الجديدة في طور التشكّل
الهدف الذي إشتغلت عليه مخابر ومراكز البحوث والدراسات هو الحفاظ على إستمرار المصالح الاستراتيجية الامريكية في غياب الحضور الامريكي المباشر، وضمان الاستقرار في المنظومة الإقليمية الجديدة عبر استيعاب الإسلاميين في منظومات الحكم، وتجفيف منابع الارهاب
بعد ثمانية سنوات جرت مياه كثيرة تحت الجسور : تكسّرت الموجة الربيعية الكبرى على أسوار دمشق، هُدمت قلعة الإخوان المسلمين في مصر، حوصرت قطر داخل مجالها الخليجي وصارت تركيا تتأرجح بين الانكفاء داخل حدودها والانتقال الى ضفة الحليف الروسي الصاعد،
لم يبقى عمليًّا من الربيع العربي سوى “التجربة التونسية” التي استفادت من تواجدها على الأطراف بعيدا عن ساحة المعارك والحروب الساخنة ومن نضج شعبها ونخبها ورغبة العالم في الحفاظ على أول وآخر التجارب، الماركة المسجلة للربيع : تجاوزت تونس محنة الارهاب، وتفادت في آخر لحظة الحرب الأهلية وتجاهد كي لا تكتسب صفة الدولة الفاشلة والمفلسة
مهما كان موقفنا مما حدث وما يحدث منذ ثمانية سنوات، سواءً كانت ثورة أو إنتفاضة أو إنقلاب، أو خيانة، تحرك وطني أو تدخل وتوجيه خارجي (والأغلب انه مزيج من كل ذلك) يبقى السؤال الأهم هو التالي : ما الذي علينا نحن التونسيون أن نفعل في المستقبل ؟
هل نستكمل المسار الديموقراطي حتى نصل في النهاية الى دولة عادلة قوية بسلطة القانون، سيّدة على قرارها ومتحكمة في مقدراتها وتعمل بإخلاص من أجل رفاه شعبها الحرّ ؟
علما بأن أغلب النخب (الحاكمة وغير الحاكمة) تشترك في هذه الرغبة /الحلم وإن اختلفت في المصالح والمواقف وتقييم التجربة والحماس لمواصلتها
أم نعود إلى الدولة المستبدة القوية العادلة التي تضمن الأمن والامان والحدّ الأدنى من العيش والرفاه وتحمينا الفوضى والظلامية بشرعية الدولة؟
علما بأنه توجد ضمن النخبة أقلية نافذة ومؤثرة ترى ذلك، وترى أننا غير جاهزين للديموقراطية وتجد سندا لها في الفشل في تحقيق مطالب انتفاضة 17 ديسمبر/14 جانفي الاجتماعية والاقتصادية ، وفي قناعة متزايدة لدى جزء هام من الشعب بأنه لم يربح شيئا من الديموقراطية التي إستأثرت بأرباحها طبقة سياسية فاشلة أو فاسدة
بلغة أخرى هل نواصل أم نتراجع؟ تلك هي المسألة
شارك رأيك