خميس الجهيناوي: تونس لم تدعو سوريا.
نفى وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، أمس الثلاثاء 18 ديسمبر 2018، في تصريح لإذاعة “موزاييك إف أم”، على هامش لقاء بين وفدي تونس والسنغال، بمناسبة زيارة الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى تونس، الأنباء التي تتحدث عن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور أعمال القمة العربية الــ30 التي تحتضنها تونس يوم 31 مارس 2019، قائلاً: “تونس لم ترسل دعوات حاليًا إلا للسعودية والإمارات”.
من الجزائر: عمّـار قـردود
وأكد وزير الخارجية التونسي أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب في القمة المقبلة، موضحًا: “الجامعة العربية هي من يقرر استدعاء الرئيس السوري من عدمه، وليست تونس”.
و أفاد موقع “روسيا اليوم”، مساء أمس الثلاثاء، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، نفيه للأنباء المتداولة حول زيارة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى تونس خلال أيام. ونقل الموقع عن المصدر قوله: “هم من يأتون إلينا ولسنا نحن من نذهب إليهم”.
و كانت وسائل إعلام عربية وغربية قد تداولت، الاثنين الماضي، أخبارًا مفادها بأن رئيس دولة عربية – في إشارة إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي- يستعد لتوجيه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد من أجل زيارة بلاده، حيث نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر في الرئاسة التونسية اليوم الاربعاء، أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها في تونس مارس المقبل.
وقال ذات المصدر: “يعتزم الرئيس التونسي إجراء مشاورات خلال القمة الاقتصادية في بيروت بشأن دعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى القمة العربية في تونس مارس المقبل، كما يجري التنسيق بين عدد من الدول العربية بينها تونس والجزائر لتقديم مقترح لرفع التجميد عن سوريا”.
ديبلوماسي جزائري: الجزائر وتونس تعملان من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية
ديبلوماسي جزائري رفيع المستوى سبق له وأن إشتغل بسفارة الجزائر بدمشق في ثمانينيات القرن الماضي قال لـــ”أنباء تونس” أن “الجزائر وتونس تعملان منذ مدة على تنسيق جهودهما من أجل إعادة سوريا إلى الجامعة العربية التي تم طردها منها في 2011، وذلك ليس بالأمر الجديد، كما أن الموقف الجزائري والتونسي حول الملف السوري متوافق ولهذا بذلا البلدان جهودًا كبيرة من أجل إعادة الوفاق بين أعضاء الجامعة العربية ولا يزالان يعملان من أجل تحقيق ذلك قريبًا”.
وحول إمكانية مشاركة الرئيس السوري في القمة العربية بتونس في ربيع العام المقبل أشار ذات المصدر أن “الجزائر تأمل وتتمنى أن يتحقق ذلك، لأن العرب في أمسّ الحاجة إلى التعاضد والتضامن فيما بينهم والرئيس بشار الأسد هو عربي مثلنا وليس غريبًا علينا ومشاركته مع أشقائه العرب في مؤتمر تونس أمر مدعاة للفرح و السرور”. لكن مصدرنا رفض تأكيد أو نفي الأنباء التي تتحدث عن دعوة تونسية رسمية للرئيس السوري بشار الأسد لحضور مؤتمر القمة العربية في تونس العام المقبل وقال بإقتضاب: “لا يمكنني الحديث في أمور لا أعلم تفاصيلها. لقد سمعت بالخبر من وسائل الإعلام”.
و قامت الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا في سنة 2011، ورغم محاولات جزائرية وتونسية حثيثة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية إلا أنها باءت بالفشل الذريع بسبب تعنت خليجي قوي. ففي سبتمبر 2017، دعا وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل إلى عودة سوريا لجامعة الدول العربية. وفي حديث لقناة “روسيا اليوم” من نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال مساهل: “لدينا علاقات تاريخية مع سوريا وندعو لعودتها إلى الجامعة العربية”.
وفي تأكيده على التزام الجزائر بمبادئها الرئيسية في سياستها الخارجية، أوضح مساهل أن “الجزائر ماضية في تأدية الدور المنوط بها القائم على المبادئ المذكورة وعلى تغليب الحلول السياسية، سواء كانت في سوريا او اليمن أو مالي أو ليبيا”.
في أفريل الماضي، كشف نائب عراقي عن مساع جزائرية تونسية عربية حثيثة لإعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية مؤكدًا أن إعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي سيسهم في استقرار حدود بلاده وتحصينها ضد الهجمات الإرهابية. وقال النائب جاسم محمد جعفر إن “العراق ومصر والجزائر وتونس يدعمون وبقوة عودة سوريا إلى وضعها الطبيعي وإعادة عضويتها في الجامعة العربية”.
وأضاف أن العراق يدعم تلك التوجهات من خلال وزارة الخارجية لارتباط استقرار الأوضاع على الحدود بعودة سوريا إلى وضعها الطبيعي، موضحًا أن “تلك الدول لا يهمها بقاء بشار الأسد من عدمه”، حيث أن استقرار سوريا يصب في صالح الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
والجدير بالذكر أن تونس قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا في 2012 وأغلقت السفارة السورية، قبل أن تفتح مكتب خاص بدمشق سنة 2015 لإدارة شؤون الجالية التونسية في سوريا.
شارك رأيك