أن يحمل الحوار التلفزي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد مع قناة التاسعة ليلة أمس الجمعة 22 ديسمبر 2018 رسائل واضحة ومباشرة لأكثر من جهة لم يكن مفاجئا في محتواه و إن فاجا البعض بنبرته الواضحة والحاسمة تجاه معارضي الحكومة الذين وسمهم بالشعبوية.
بقلم أحمد الحمودي*
الرسالة الأولى كان عنوانها عموم المواطنين القلقين على وضع البلد الأمني والإقتصادي والإجتماعي والمكويين بنار شظف العيش فلم يخلو خطابه من عبارات الطمأنة والأمل في مستقبل أفضل تتحسن فيه ظروف عيشهم من خلال التحكم في تضخم الأسعار وتحسين الخدمات الاجتماعية. وتوجه الشاهد رأسا إلى الفئات الأقل حظا من العائلات المعوزة ومحدودة الدخل والمعطلين وأصحاب الشغل الهش ولكنه ربط كل ذلك بضرورة العودة للعمل وزيادة الإنتاج والإنتاجية وهي عبارة رددها طوال اللقاء ورأى فيها مفتاحا لتجاوز كل المصاعب الاقتصادية.
الرسالة الثانية توجهت لإتحاد الشغل قيادة وقواعدا وكانت تحمل ضمنيا بوادر لنهاية أزمة طال مداها وفيها اعتراف بشرعية مطالب الموظفين بتحسين أجورهم بعيدا عن خطاب الشيطنة.
الرسالة الثالثة للنخب السياسية والتي اتهم بعضها بالشعبوية ورد بوضوح بالغ على اتهاماتها له بمحاباة اللوبيات حين ذكر بأن هذه المؤسسات محل الإتهام وخلال السنتين الماضيتين تحملت زيادة في الأداءات ب7 ونصف بالمائة ولكن انعكاس ذلك على الاسعار كان سلبيا ودعا إلى الكف على شيطنة هذه المؤسسات الوطنية التي تساهم في خلق الثروة والشغل.
الرسالة الرابعة لفئات واسعة من نساء تونس ورجالها وشبابها المنسحبين من المجال السياسي نظرا لانحدار الخطاب وسقوطه للإنطلاق في بناء حركة سياسية وطنية وتقدمية تعيد التوازن للمشهد السياسي ضمانا للديمقراطية والتداول لاسيما بعد تفكك وتحلل حزب نداء تونس.
قصارى القول أن مثل الحوار مع يوسف الشاهد كان فرصة له ليجيب على كل ما يعتمل في نفوس التونسيين من تساؤلات وما يروج من أخبار وأقوال وصلت حد اتهامه بالعمالة. وبغض النظر على مدى نجاحه في إقناع قطاعات واسعة من الشعب التونسي فإنه نجح حسب رأيي في إطلاق رصاصة الرحمة على نداء تونس وفتح طريق سياسي جديد سنرى لاحقا ملامحه وأرضيته وشخوصه.
* ناشط سياسي.
شارك رأيك