هناك مساع عربية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية والإعداد لمشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية القادمة التي ستحتظنها تونس في شهر مارس المقبل. وحسب معطيات حصلت عليها “أنباء تونس” الجزائر وتونس يعملان معا من أجل التسريع بتنقية الأجواء بين سوريا وعدد من الدول العربية.
من الجزائر: عمّـار قردود
استقبل رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، يوم الاثنين 24 ديسمبر 2018، بالجرائر العاصمة، المبعوث الخاص للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الحبيب الصيد، الذي سلم له رسالة الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
و في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف بن صالح، أكد مبعوث الرئيس التونسي، أن رسالة الرئيس قائد السبسي الى الرئيس بوتفليقة “تندرج في إطار التشاور” بين البلدين “تحضيرًا لانعقاد القمة العربية التي ستحتضنها العاصمة التونسية في 21 مارس المقبل”.
واعتبر المبعوث التونسي ورئيس الحكومة التونسية الأسبق أن “التشاور الثنائي بين البلدين هو أمر أساسي ومهم” مضيفًا أن بلاده تونس “تأخذ بآراء واقتراحات الشقيقة الجزائر” فيما يتعلق بإعداد وتنظيم القمة العربية المقبلة، وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية.
ديبلوماسي جزائري يؤكّد تنسيق جزائري-تونسي لتقديم مقترح لرفع التجميد عن سوريا
لكن مصدر ديبلوماسي جزائري كشف لـ”أنباء تونس” أن زيارة المبعوث الخاص للرئيس التونسي، الحبيب الصيد، إلى الجزائر تندرج في إطار الوساطة الجزائرية التونسية المشتركة من أجل إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإحتمال دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية في تونس ربيع العام المقبل، كما يجري التنسيق بين عدد من الدول العربية بينها تونس والجزائر لتقديم مقترح لرفع التجميد عن سوريا.
و إستدلّ الديبلوماسي الجزائري بصحة ما تفضل به بعدم حديث برقية وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن تلقي الرئيس الجزائري لدعوة رسمية لحضور مؤتمر القمة العربية بتونس وإنما أشارت إلى التشاور بين البلدين تحضيرًا للموعد العربي المذكور آنفًا. وهو الأمر الذي يوحي بأن ثمة فعلاً رغبة تونسية جزائرية مشتركة وعلى أعلى مستوى في قيادة البلدين لإعادة “ترتيب البيت العربي و تنقية الأجواء ورأب الصدع وتقريب وجهات النظر”، مشيرًا إلى أن هذه ليست أول مرة تسعى تونس والجزائر سواء معًا أو بشكل إنفرادي لمثل هذا المسعى وهو إعادة سوريا إلى “الحضن العربي” ومن ثم استعادة مقعدها في الجامعة فهناك تنسيق سابق بهذا الصدد بين تونس والجزائر وربما أنه قد تجدد مؤخرًا.
و عادة ما تفضل تونس و الجزائر أداء هذه الوساطة في السر في صمت وهدوء وبعيدًا عن “البهرجة الإعلامية”،مع العلم أن وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، كان قد سبق له وأن نفى أن تكون بلاده وجَّهت أو تتجه لتوجيه دعوة إلى النظام السوري لحضور فعاليات القمة العربية الثلاثين التي ستحتضنها بلاده مارس القادم.
وقال في تصريحات لإذاعة “موزاييك”، الجمعة الماضية، إن قرار إعادة سوريا إلى الجامعة من مشمولات القادة العرب، ولا علاقة للبلد المنظم به، مرجحاً أن يتم تداول الأمر في اجتماع وزراء الخارجية في حال طرحه على جدول الأعمال. وأضاف أنه قام الأسبوع الماضي بنقل أول دعوة لقمة تونس إلى الرياض باعتبارها رئيسة الدورة الحالية.
مشاورات حول توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة
و أعلن حزب “نداء تونس” – وهو حزب الرئيس – إن الرئيس التونسي قائد السبسي يقوم بالتشاور مع الدول الشقيقة حول توجيه دعوة رسمية لنظيره السوري بشار الأسد، لحضور القمة العربية في مارس المقبل.
وأشار القيادي بحزب نداء تونس، منجي الحرباوي، إلى أن موقف تونس يبقى دائماً متناسقاً مع موقف الدول العربية الشقيقة، ولذلك لن تبتّ تونس في مشاركة الرئيس السوري في القمة، إلا بعد التنسيق والتشاور مع الدول العربية الأخرى. وقال الحرباوي إن حزب نداء تونس يرُحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
كما سبق و أن تحدثت مصادر دبلوماسية عن وجود مشاورات تونسية جزائرية للعمل على رفع قرار تجميد عضوية سوريا بالجامعة لعربية المتخذ في نوفمبر 2011، غير أن قراراً كهذا يحتاج إلى موقف عربي جماعي، وفق ذات المصادر.
عبد الكريم الزبيدي يوجه رسالة الدعوة لأمير قطر.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قام، الأحد الماضي، بزيارة قصيرة ومفاجئة إلى دمشق لم يعلن عنها إلا بعد انتهائها، حيث عقد خلالها مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.وتعتبر أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية، قبل نحو 8 سنوات. كما سبق لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل أن زار سوريا ليكون أول مسؤول عربي يزورها منذ إندلاع الحرب بها. وكانت تونس أغلقت السفارة السورية في البلاد سنة 2012، قبل أن تفتتح سنة 2015 مكتبًا في دمشق لإدارة شؤون الجالية التونسية في سوريا.
و إستلم أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني رسالة خطية من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تتضمن دعوة سموه لحضور الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية التي ستنعقد في تونس، في شهر مارس 2019. وقام بتسليم الدعوة عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع الوطني التونسي، خلال استقبال أمير قطر له بمكتبه في الديوان الأميري صباح الإثنين الماضي.
شارك رأيك