“بالملايين، بالملايين رايحين على فلسطين”، هذا هو الشعار الذي طالما رفعه الإخوان المسلمون و من بينهم حركة النهضة من باب رفع العتب فقط وليس من باب النية الصادقة في تحرير أو المساهمة في تحرير الأرض الفلسطينية. لأن العلاقة المميزة بين الإسلاميين والصهاينة ثابتة وموثقة.
بقلم أحمد الحباسي
كل الشعوب العربية بما فيها تلك التي تم التغرير بها فكريا طيلة عقود من الزمن انتهت إلى أن الإخوان ومنهم حركة النهضة وقيادتها المشبوهة لم تقصد يوما ما دأبت على ترديده في خطبها ومناسبات اجتماعاتها المتعددة بل تبين في نهاية الأمر أنه لا أحد قد أخذ على مأخذ الجد حكاية إزالة إسرائيل بل جاء خطاب محمد مرسي رئيس مصر المعزول إلى شمعون بيريز حين عنونه “عزيزي شمعون بيريز” وخطاب مرشد الإخوان راشد الغنوشى في مؤتمر الأيباك حين أكد شخصيا أن موضوع فلسطين هو شأن داخلي فلسطيني لا علاقة لحركته به لا من قريب ولا من بعيد وهو يتعهد في هذا الإطار ومن باب طمأنة اللوبي الصهيوني بعدم إدراج بند رفض التطبيع مع إسرائيل في الدستور.
راشد الغنوشي شخصية إخوانية مشهورة بالمراوغة والدجل
يقول الكاتب السعودي عبد الله العتيبى في مقال منشور على موقع العين الإخبارية بتاريخ 29 ديسمبر 2018 أن راشد الغنوشي هو أحد الشخصيات الإخوانية المشهورة بالمراوغة والدجل فمرة يرفع الديمقراطية شعارا ويتحدث وكأنه أحد رموز التنوير في العالم ومرة يتبنى التنظيمات السرية التي تغتال خصومه ومواطنيه ومرة ينجذب للنموذج التركي وأخرى لنموذج إخوان مصر التنظيم إلأم.
يقول الكاتب محمد آل شيخ: “ليس لدى أدنى شك أن جماعة النهضة المتأخونة وزعيمها الغنوشي سينكشفون، مهما تلونوا وارتدوا لباس المدنية لأن حركتهم تؤمن في منطلقها بالإنتماء للإخوان قبل الوطن فالكيان التونسي في إيديولوجيتهم السياسية وهدفهم الذي يسعون إليه هو مجرد مساحة لجوء وسكن وهذه الأمة في قاموسهم تمتد جغرافيتها من جاكرتا إلى طنجة وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يعمل الإخوان الذين تنتمي إليهم حركة النهضة ويستخدمون لتحقيق هذا الهدف كل الوسائل بما فيها العنف والإرهاب وأكاد أجزم أن ثمة تنظيما سريا خفيا وغير معلن له صلة بشكل أو بآخر بعمليات الإرهاب التي انتشرت في تونس بعد الثورة وأخرها تلك الفتاة الانتحارية التي فجرت نفسها قبل أسابيع في شارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة ولو كان ثمة جهاز أمني مستقل لكشف للتونسيين هذا التنظيم الخاص الذي يوجهه ويوجه عملياته حزب النهضة”.
الإسلاميون والإرهاب باسم الإسلام صنوان
لعل من يقرأ أدبيات هذه الجماعة وتاريخها الدموي يجد أنها وجميع كوادرها ولئن أخفوا نواياهم الشريرة والحقيقية هم والإرهاب صنوان ويبدو أن ما كشفته هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمى والذي تطرق إليه كثير من الذين انفصلوا عن الحركة أو غيبهم الموت مثل الدكتور المنصف بن سالم قد جعل المواطن التونسي والعربي يدرك هذه الحقيقة المرعبة و لو متأخرا خاصة وقد أكدت الهيئة أنها تملك من الوثائق ما يثبت ضلوع الحركة في الإرهاب ولعل الملاحظين قد تنبهوا أيضا إلى أن الحركة قد وقعت في ارتباك شديد وتبين خوفها وانزعاجها من كشف هذه الحقائق بدليل امتناعها عن المصادقة على طلب المساءلة البرلمانية العاجلة لوزير الداخلية حول وجود تلك الغرفة السرية السوداء داخل وزارته والتي تقول الهيئة أنها تحتوى على كميات من الوثائق الخطيرة التي تدين الحركة في علاقتها الآثمة بالإرهاب والتخابر مع الدول الأجنبية و التمويل المشبوه و تسفير الإرهابيين إلى سوريا إضافة طبعا إلى اغتيال المعارضين والتصنت على السياسيين ومراقبتهم.
لقد كان المراقبون دوما على يقين بأن حركة النهضة شأنها في ذلك شأن دول أخرى مثل قطر وتركيا والسعودية و الإمارات والبحرين والأردن لطالما قاربت الملف الفلسطيني من زوايا دعائية مضللة ومنافقة بهدف تحقيق مآرب إنتهازية أخرى لأن الإقتراب والإلتصاق بالقضية الفلسطينية يعطي الحركة كثيرا من الشعبية ولعل اللجوء إلى شعارات “تحرير فلسطين” و”الموت لإسرائيل” هو أمر طالما دغدغ مشاعر الملايين في الوطن العربي الذين حلموا باسترداد الأرض المسلوبة ولعل حركة النهضة الفرع من الإخوان قد قلدت هذا الشعار واستثمرت في المسألة من باب صراعها مع أقطاب إسلامية أخرى تبحث على زعامة الوجدان العربي وإذا كان مفهوما زمن بداية الحركة هروبها إلى مثل هذه الشعارات الزائفة فإن من المنطقي أن نتوقع زمن صعودها إلى الحكم تبدلا في لغة الخطاب المخاتل ومفرداته لكن من شاب على شيء شاب عليه ولا تزال الحركة تتحرك داخل نفس المنظومة التي حددتها حركة الإخوان العالمية ولا زالت الطموحات والأطماع الشريرة هي من تؤثث خطاب التكفير والإرهاب تماما كما سمعنا على لسان أحد قادتها عبد الحميد الجلاصي منذ أسابيع قليلة فقط.
تراجع شعبية حزب النهضة بصورة قوية مقارنة بسنة 2011
يقول الملاحظون الأجانب أنه رغم تصدر حركة النهضة للنتائج في الإنتخابات البلدية منذ أشهر قليلة إلا أن نزيف مؤيديها متواصل بشكل لافت إذ بعد حصولها على مليون ونصف صوت في إنتخابات سنة 2011 ثم تسعمائة ألف صوت في إنتخابات سنة 2014 فقد حصلت الحركة هذه المرة على نصف مليون صوت فقط في الإنتخابات البلدية وهو مؤشر معبر وفاضح على تراجع شعبيتها بصورة قوية مقارنة بسنة 2011 ورغم مظاهر الفرح الكاذبة فان قيادة الحركة لم تستطع إخفاء تبرمها وإحباطها من هذه النتيجة المعبرة بل قناعتها الراسخة بأن هذه النتيجة الفخ قد كانت تكون أفظع وأشنع لو لم يكن الناخب ساخطا بشكل مباشر على حركة نداء تونس نتيجة فشلها في إدارة العملية السياسية بعد فوزها في الإنتخابات الرئاسية وفشل الحكومة في التعاطي مع المسائل الإقتصادية، لعل النهضة قد انتبهت أنها حلت ثانية من ناحية نسبة الأصوات إذ حصلت على 29 بالمائة مباشرة بعد القوائم المستقلة التي حازت على النسبة الأولى وهو 33 بالمائة في دلالة على أزمة ثقة شعبية كاسحة ضد النهضة بعدما تحول ثلث الوعاء الإنتخابي إلى شخصيات مستقلة بديلة بعيدة عن الحياة الحزبية مما يسقط شعار الشعبية الذي تردده الحركة في الساحات الإعلامية و التجمعات الحزبية.
“راشد الغنوشى على خطى خيرت الشاطر في تونس” عنوان مقال للكاتب المصري أحمد عرفه يؤكد أن الغنوشى يسير على نفس منهج و اتجاه القيادي خيرت الشاطر السجين حاليا ونائب رئيس مرشد جماعة الإخوان عندما كان يلتقي دبلوماسيين ومسؤولين صهاينة بعلم القليل من قادة الحركة لكن الأخطر كما يقول بعض الكتاب في المشرق هو هذا الحلف بين الحركة وقطر والإسلام المتطرف خاصة وأن ما يثير الإنتباه والريبة هو هذه العلاقة الآثمة بين أمير قطر ومرشد حركة النهضة التي لا يفهم الجميع دواعيها وأسرارها لاسيما أنها ليست علاقة دولة بدولة إنما هي علاقة دولة ترعى إرهاب الدولة بحركة إرهابية لها جهاز عسكري سرى يغتال المعارضين ويتخابر مع جهات أجنبية ويسعى إلى ضرب مؤسسات الدولة وتفخيخها بواسطة المنتسبين إليها ونقل الأسلحة وتخزينها استعدادا لساعة الإستيلاء على الحكم بالقوة وهو ما يجعل هذه العلاقة مشبوهة يتراكم عليها الكثير من غبار التساؤلات التي لا تنتهي.
مقالات لنفس الكاتب [أنباء تونس :
موقع تونس في شبكات الرقيق الأبيض والدعارة في تركيا وبلدان الخليج
عن الجهاز السري أو حين تسأل حركة النهضة : ما اسم الذئب الذي أكل يوسف ؟
إلى متى سيظل سر الإغتيالات السياسية في تونس مكتوما والنهضة متربعة في السلطة؟
شارك رأيك