بالرغم من أن إختيار ملكة الجمال يخضع لجملة من المعايير والمقاييس يجهلها الكثير من الناس وهم معذورون في ذلك لأنهم ليسوا أهل إختصاص في الميدان، إلا أن رواد منصات التواصل الإجتماعي راحوا يتحدثون بإسهاب كبير عن إختيار فتاة سمراء مائلة إلى السواد النسبي تنحدر من أعماق الصحراء الجزائرية بين مُرحب لذلك و بين رافض.
من الجزائر: عمّـار قـردود
الرافضون يرون أن الإختيار هذه المرة أخطأ التقدير وجانب الصواب وهو بعيد كل البعد عن الذوق الجمالي، ليس لأن ملكة جمال الجزائر لسنة 2019 سمراء أو سوداء البشرة ولكن لأن هناك فتيات جزائريات من الجنوب الجزائري هن أجمل بكثير من خديجة بن حمو المنحدرة من ولاية أدرار، وهذه الآراء إعتبرها بعض “المشوشين” عنصرية مقيتة وجهوية مشينة بالرغم من أن لا علاقة للأمر بذلك و هي مجرد أذواق و آراء قد لا تُفسد للود قضية.
خديجة بن حمو لم تبال بما قيل عنها من إنتقادات
والدليل على أن الإنتقادات لم تكن عنصرية أو جهوية هو أنه في سنة 2005 تم تتويج الجزائرية بنت ولاية أدرار كذلك نسيمة بوقادم كملكة جمال الجزائر وبالرغم من أنها كانت سمراء البشرة إلا أنها كانت تضّج بالجمال والأنوثة
لكن مثيري الفتن كان لهم رأي آخر وراحوا يعتقدون أن الجزائريين لم يعجبهم إختيار فتاة صحراوية سمراء أو سوداء البشرة لتكون ملكة لجمال الجزائر بعد أن توجت ملكة من بين 16 فتاة من جميع أنحاء الجزائر شاركن في هذه المسابقة التي أشرفت عليها شركة خاصة، وباشرت التحضيرات لها منذ جوان الماضي.
وقال فيصل حمداد، رئيس لجنة تنظيم المسابقة: “كان لدينا 16 مترشحة، وبدأنا العمل منذ 6 أشهر من أجل اختيار أجمل المتنافسات”.
خديجة بن حمو عبّرت عن فرحتها الكبيرة بتتويجها ملكة لجمال الجزائر و لم تبال بما قيل عنها من إنتقادات و تقبلت ذلك بصدر رحب عكس الآخرين الذين كانوا ملكيين أكثر من الملكة. وردت خديجة على المنتقدين بالقول إن اختيارها “يعود إلى ثقافتها وابتسامتها وأعمالها الخيرية وعاداتها وتقاليدها”. وأضافت أنها “تنوي القيام بأعمال خيرية وتتمنى أن تكون على قدر المسؤولية”.
ملكة جمال الجزائر سنة 2005.
حضرت الملكة و غاب الجمال
عدد كبير من الجزائريين أجمعوا على أن ملكة جمال الجزائر لسنة 2019 لا تستحق اللقب ولا تمت لأية صلة بقواعد الجمال والحسن، قد تكون ملكة ربما، لكن الجمال خانها للأسف. ويرى بعض المتتبعين أن الإختيار لم يكن صائبًا وأن المتوجة ليست جميلة ولا هي بالفاتنة بالقدر الذي يؤهلها لأن تكون ملكة جمال الجزائر، حيث علق أحدهم قائلاً: “ملكــة جمـال الجزائـــر 2019. أين هي الملكة ؟ أين الجمال ؟”
المقاييس المعتمدة في تحديد ملكة الجمال
وبحسب بعض المختصين في الجمال لـ”أنباء تونس” فإنه لن يتم إختيار الفائزة باللقب، على أساس الشكل والجمال والمظهر الخارجي فقط، و أجمعوا على أن الفتاة الفائزة، يجب أن تتمتع بصفات أخرى مثل اللباقة والذكاء والثقة بالنفس. وأضافو أن الفتاة التي ستفوز باللقب، يجب أن يكون لديها قضية مجتمعية، مثل الأعمال الخيرية، لتقوم بدورها الفعّال، في عرض هذه القضية، ومحاولة إيجاد حلول لها، مؤكدًين أنه بعد فوز أي فتاة باللقب، سيكون هناك دعم كبير لها السنة التي فازت فيها.
شارك رأيك