زعمت بعض وسائل الإعلام المغربية أن “الجزائر قد لعبت دورًا محوريًا في المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي نفذها بعض أعضاء الجيش الغابوني صبيحة اليوم الاثنين 7 جانفي 2019”. ولم ترد بعد السلطات الجزائرية على هذا الإتهام.
من الجزائر: عمّار قردود
و حسب ذات المصادر، “فإن التخطيط لهذه المحاولة قد بدأ منذ شهور، حيث عملت المخابرات الجزائرية على تجنيد بعض الضباط و تدريبهم على قلب السلطة في الغابون، بينما كانت تتحين الفرصة لدفعهم نحو اسقاط الرئيس الحالي”.
و عزت المصادر ذاتها أسباب وقوف الجزائر وراء هذه العملية، “إلى سعيها وراء تخريب العلاقات المتميزة التي تجمع الغابون بالمملكة المغربية، و الى قلب موازين القوى بالمنطقة، خصوصًا في ظل التغلغل المغربي في
عمق القارة السمراء”.
و بحسب الصحافة المغربية فقد “كانت الصحافة الجزائرية سباقة الى نشر خبر محاولة الانقلاب، و ركزت من خلال تغطياتها للحدث على فترة النقاهة التي يقضيها الرئيس الغابوني بالمغرب، بعض خضوعه لعملية جراحية تكلف بها الملك محمد السادس، و كللت بالنجاح”.
فشل محاولة الانقلاب في غياب الرئيس بونغو منذ ثلاثة أشهر
و كان وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة بالغابون، غي بيرتران مابانغو، قد أعلن أن العسكريين الذين استولوا على مبنى الإذاعة الوطنية صباح اليوم الاثنين، ودعوا إلى “الانتفاضة”، تم توقيفهم، وأن الوضع أصبح “تحت السيطرة”.وقال مابانغو الذي نقلت وسائل الإعلام الغابونية و العالمية تصريحاته، إن “الهدوء عاد، والوضع تحت السيطرة”.
وحسب مصادر أمنية بليبروفيل، فإن عدد عناصر هذه الحركة الانقلابية بلغ 8 عسكريين تم قتل اثنين منهم وتوقيف خمسة آخرين، فيما لاذ آخر بالفرار ويجري البحث عنه.
وتوقفت الطلقات النارية التي سمع دويها من قبل في ليبروفيل، وعادت الحياة لمجراها الطبيعي في العاصمة الغابونية، فيما توقف الإرسال بالإذاعة الوطنية.
وكان عسكريون غابونيون استولوا على مبنى الإذاعة الوطنية قرابة الساعة 6,30 حسب توقيت تونس -5,30 بتوقيت غرينيتش-” من صباح اليوم الاثنين. وبثوا رسالة عبر الإذاعة الرسمية طلبوا فيها من الشعب الغابوني النزول إلى الشوارع وأعلنوا من خلالها تشكيل “مجلس وطني للإصلاح”.
وقال اللفتنانت كيلي أوندو أوبيانج زعيم ما يعرف باسم الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الغابون إن الكلمة التي ألقاها علي بونغو بمناسبة العام الجديد “عززت الشكوك في قدرة الرئيس على الاستمرار في القيام بمسؤوليات منصبه”.
وتجمع حشد من 300 شخص تقريبًا عند مقر المحطة دعما لمحاولة الانقلاب لكن الجنود أطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريقه.
الإتحاد الإفريقي يُدين محاولة الإنقلاب العسكري في الغابون
و أدان الاتحاد الإفريقي “بشدّة” محاولة الانقلاب التي جرت الاثنين في الغابون، وفق ما أكد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه.وكتب فقيه في تغريدة له على تويتر”الاتحاد الإفريقي يدين بشدّة محاولة الانقلاب التي وقعت هذا الصباح في الغابون”، مع دعوة مجموعة من العسكريين صباحاً إلى “انتفاضة” شعبية في غياب الرئيس علي بونغو الموجود في نقاهة خارج البلاد منذ 3 أشهر.
و أدان الاتحاد الإفريقي “بشدّة” محاولة الانقلاب التي جرت الاثنين في الغابون، وفق ما أكد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه.وكتب فقيه في تغريدة له على تويتر”الاتحاد الإفريقي يدين بشدّة محاولة الانقلاب التي وقعت هذا الصباح في الغابون”، مع دعوة مجموعة من العسكريين صباحاً إلى “انتفاضة” شعبية في غياب الرئيس علي بونغو الموجود في نقاهة خارج البلاد منذ 3 أشهر.
بونغو إنتقل بين السعودية و المغرب و بقي غائبًا عن بلاده لمدة 3 أشهر
و إنتقل الرئيس الغابوني علي بونغو،أواخر نوفمبر الماضي، إلى العاصمة المغربية الرباط لقضاء “فترة نقاهة” بعد أن قضى نحو شهر في مستشفى الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض. وقالت زوجته على “فيسبوك” إن انتقاله إلى المغرب جاء بدعوة من الملك المغربي محمد السادس وأن مسؤولين في الدولة سيلتحقون به من أجل مباشرة العمل على ملفات ملحة.
و قالت زوجة علي بونغو رئيس الغابون آنذاك إن زوجها سيغادر الرياض حيث يعالج منذ أسابيع إلى العاصمة المغربية الرباط “لمتابعة فترة النقاهة”. وكان بونغو يلازم مستشفى في العاصمة السعودية الرياض منذ 24 أكتوبر المنصرم.وكتبت زوجته سيليفا على موقع فيسبوك. “غدًا الأربعاء 28 نوفمبر-الماضي- (…) سيغادر زوجي علي بونغو أونديمبا مستشفى الملك فيصل في الرياض بالسعودية”، مضيفة أنه سيصل في اليوم نفسه “إلى الرباط”.
وأعربت باسمها وباسم زوجها عن “امتنانهما الكبير للسلطات السعودية والطاقم الطبي”.وأضافت “لمتابعة نقاهته، اختار الرئيس بالتشاور مع عائلته أن يقبل بعرض استقباله من أخيه العاهل المغربي محمد السادس. نحن ممتنون له جدًا”.
وأوضحت أن هذا الانتقال من الرياض إلى الرباط “بات ممكنا بفضل التحسن الملحوظ جدًا” للوضع الصحي لزوجها.وتابعت أن الرئيس “سينتهز فترة النقاهة القصيرة هذه لاستعادة كامل قدراته البدنية وللعمل على الملفات الأكثر إلحاحًا” في الغابون.وقالت أيضا “لهذا الغرض، طلب من المسؤولين الأساسيين في رئاسة الجمهورية أن ينضموا إليه في الرباط”.
وتمتاز العلاقات بين الأسرة الملكية في المغرب، وأسرة علي بونغو بالصداقة الكبيرة، ولا يخفي الرئيس الغابوني إعجابه بالمغرب، حيث لا يتردد في الظهور باللباس التقليدي المغربي، كما أن القصر الرئاسي مبني وفق الطراز التقليدي المغربي.
فيما أعلن موقع “Africa Intelligence”، المقرب من المخابرات الفرنسية، أن قرار نقل الرئيس الغابوني إلى المغرب قد اتخذ من قبل مؤسسات الدولة الغابونية رغم اعتراض زوجته.وقال إن “رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، ورئيسة المجلس الدستوري، حسموا نقل الرئيس إلى المغرب من اجل فترة النقاهة”. وأوضح الموقع، أن “أركان دولة الغابون أصروا على نقل الرئيس إلى مدينة مراكش بالمغرب للنقاهة، باعتبارها رغبته، ولكونه يتوفر على مسكن بالمدينة”.
ومنذ نقل بونغو إلى المستشفى في السعودية في 24 أكتوبر 2018، أصدرت الرئاسة الغابونية بيانين رسميين، الأول في 24 أكتوبر الماضي لتعلن نقل الرئيس إلى مستشفى الملك فيصل في الرياض بسبب “الإجهاد في الأشهر الأخيرة”، والثاني في 11 نوفمبر للقول إن بونغو بدأ يستعيد كامل قدراته البدنية.
وتولى بونغو رئاسة الغابون، الدولة الأفريقية الغنية بالبترول، في 2009 بعد رحيل والده عمر بونغو، الذي حكم البلاد منذ 1967.وفي 2016، أعيد انتخاب علي بونغو رئيسًا في انتخابات فاز فيها بفارق ضئيل وأثارت جدلاً واسعًا. ومنذ خمسين عاما، تنفرد عائلة “بونغو” بالسلطة في الغابون، حيث يعيش ثلث السكان في فقر، رغم عائدات نفطية وثروات معدنية.
وكان الرئيس علي بونغو قد نقل إلى المستشفى بالرياض، أثناء مشاركته في المؤتمر الاقتصادي “دافوس الصحراء” الذي دعا له ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.و أصدرت المحكمة الدستورية في الغابون قرارا بنقل مهام وصلاحيات بونغو، إلى نائبه بيير موسافو بشكل مؤقت.
وفي 23 أكتوبر الماضي، للمشاركة في المؤتمر الدولي “مستقبل الاستثمار”، بالعاصمة الرياض، ولقائه الملك سلمان عبد العزيز، لم يظهر الرئيس الغابوني بتاتًا أمام كاميرات المصورين.واختفى الرئيس علي بونغو، واختفت أخباره بعد يوم واحد من وصوله السعودية، وكانت آخر صورة للرئيس الغابوني في السعودية قد جمعته مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
ودعت شخصيات بارزة في الحزب الحاكم في الغابون، الحكومة إلى الكشف عن مصير بونغو، وقالت اللجنة الاستشارية للحزب الديمقراطي الغابوني: “وضوح مصير الرئيس ضروري لطمأنة الجمهور في وقت انتشرت فيه شائعات فظة عن حالته في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي”.
وفي 12نوفمبر الجاري، قالت الحكومة، إن بونغو “كان يعاني من الدوار في فندقه بالرياض يوم 24 أكتوبر الماضي، ما استدعى حصوله على الرعاية الطبية في مستشفى الملك فيصل بالعاصمة السعودية”.
شارك رأيك