تعيش مدينة تالة (القصرين) اليوم الخميس 10 ديسمبر 2019 ولليوم الثالث على التوالي حالة إحتقان وذلك بعد أن شهدت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن خلال اليومين الفائتين.
بقلم فوزي العبيدي
هذه المواجهات عقبت المسيرة السلمية المطالبة بالتنمية والتشغيل يوم 8 جانفي 2019 التي تم خلالها تم إستعمال القنابل المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين الذين بادروا برشق مقر منطقة الحرس الوطني بالحجارة وزجاجات المولوتوف.
هذا الإحتقان أصبح يتكرر كل سنة مع إحياء ذكرى إندلاع أحداث الثورة سنة 2011 بالمدينة التي أصبحت رمزا للتهميش فرغم عراقتها فهي من أول البلديات التي تأسست بعد بلدية تونس فقد تأسست سنة 1904 ورغم الوضع الصعب الذي تعيشه لم يجد سكانها الإنصات خاصة مع تأخر المشاريع الموعود بها منذ سنة 2011 فالمستشفى المزمع إنجازه بالمدينة منذ ثمانية سنوات لم يتحقق للآن والمنطقة الصناعية التي تم إنجازها بقيت بدون مشاريع و الرخام المشهورة به الجهة لا يصنع في المدينة.
أمام صعوبة الوضع الإقتصادي من المستحيل الإستجابة لكل مطالب الجهات ولكن على الأقل التحاور مع المحتجين وعدم تركهم في صراع بين كر وفر مع قوات الأمن التي تم إنهاكها.
أهم مثال على ذلك الصورة التي تم تداولها بوسائل التواصل الإجتماعي لإستقبال المواطنين من قبل مركز العلاقة مع المواطن بمقر ولاية القصرين من وراء قضبان حديدية التي تم إعتبارها في أغلب التعليقات مهينة. لذلك وجب التعامل مع الإحتجاجات في هذه الفترة بأكثر حنكة وتفهم وعدم التصعيد. هذا لا يخفي كذلك مسؤولية المحتجين في إحترام أساليب التظاهر السلمي وعدم الإعتداء على الملك العام والخاص.
شارك رأيك