وافتنا الشاعرة نائلة عبيد بقصيدها الأخير المنشور أسفله، مع العلم أن شاعرة سوسة التي بدأ صوتها يتوهج خارج تونس نشرت مؤخرا ديوانها الثالث “من قاع الجرح أمد يدي”*، وقد قال عنها الناقد الجزائري د. فيصل الأحمر أنها شاعرة وامرأة “تحمل كثيرا من جروح الوجود” و تفتح لها “خارطة طريق شعرية جديدة”.
لم يفتح الصّبح النّوافذ ؟ ولمن يسدل جدائله؟
كيف يملأ رئتيه بأتفاس لا تحتوي عطره ؟
على مهل أطلّ، لم يكن بالكفّ ورد أنثره على خطوه أو درر أسكبها… كنت مابين شوقيْن، أحاول ترميم الخدوش التي طالت جسد ذاكرتي وأجمّع لحظات الودّ التي،جمعتنا… كان القمر مبتهجا، يبعث إلينا بنجومه كي تُضيء، بوحنا والشجر يخفي وجوهه بين الأكفّ خجلا.
قليلة كانت تلك اللّحظات التي كنّا نسرقها… لذلك كنّا نخلع مرارة الزّمن العاثر ونرتدي عشقنا مثل طفلة صغيرة تخاف من ان تسرق منها لعبتها، كنت انتحي خلف شجرة وأتدثّر بأغصانها ومثل فارس كان يُطلّ ليعيد للوردة الحزينة أريجها…
كم كنت شهيّة وكم كان عنيدا…
الآن ما عاد الفجر يشدو أو اللّيل يشرق… صار الكون حزينا، يجتر طراوة الأيّام ويعلّق على الأشجار المنتكسة آهاتنا…
ليتني ما التقيته، ليتني ما قاسمت اللّيل وهجه… ليلتني أخفيت في جرابي حلم تلك الطّفلة التي لا تكبر…
* المطبعة الثقافية للطباعة والنسر و التوزيع، 216 صفحة، 2019.
شارك رأيك