ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بحديث الجزائريين بسخرية عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي (وعند حديثه عن منتقدي مؤذن جامع الجزائر الأعظم قيد الإنجاز) بالتأكيد على أن صوته جوهري ويشبه إلى حد كبير صوت الصحابي الجليل، بلال بن رباح، لذلك وقع الإختيار عليه…
من الجزائر: عمّـار قـردود
وأوضح الوزير الجزائري، في تصريح صحفي لوسائل الإعلام المحلية، أن إنتقاد الآذان كان بسبب كونه ليس من الجزائر العاصمة، وباعتبار أن الجامع هو ملك لجميع الجزائريين فقد تم اختياره، مؤكدًا أن الشريط الذي سجل عليه الآذان أتاح وصوله على بعد 6 كليومتر، عند بثه من المنارة التي تعتبر الأكبر في العالم.
وكانت قد رفعت قبل أسابيع على مسامع الجزائريين تجربة بث للآذان لأول مرة بصوت المؤذن الشاب شعيب، من منارة المسجد الأعظم، لكنه لم ينل استحسان الكثيرين.
وبحسب الجزائريين الذين سخروا كثيرًا من كلام وزير الشؤون الدينية، فإن هذا المسؤول لا يُفرق بين الواقع والحقيقة وبين التاريخ الإسلامي والأفلام، لأنه في لحظة تبرير لإختيار وزارته للمؤذن تناسى أو نسي بأن ما سمعه على أنه صوت للصحابي الجليل بلال بن رباح وهو يؤذن كان مجرد مشهد تمثيلي في فيلم “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد وليس واقعا، ويبدو أنه إرتكب خطأ فادحا فرُبّ عذر أقبح من ذنب، وكان حرّي به، وهو وزير للشؤون الدينية، أن يختار كلماته بعناية فائقة وأن يتفادى قدر المستطاع الوقوع في المحظور، لأن الصحابي بلال بن رباح توفي منذ 1379 سنة، وذكّروه بأن بلال توفى يوم 2 مارس 640 ميلادية الموافق لــ20 هجرية.
و بحسب الفيديو فإن الوزير الجزائري كان يتحدث عن الصحابي بلال بن رباح وكأنه توفي منذ زمن قصير وليس منذ أزيد من 13 قرنًا كاملاً وهو الأمر الذي جعله “مسخرة” وهدفًا لتهكّم الجزائريين عليه الذين إندهشوا لمستوى وزيرهم المتدني، وكيف لم يتدارك مستشاروه الموقف لتصحيح الأمر.
جامع الجزائر الأعظم.
وباتت تصريحات الوزير الجزائري عن بلال بن رباح قضية رأي عام وحديث الجزائريين الذين طالبوا بإقالة أمثال هذا الوزير الذي أهانهم وأهان بلد المليون ونصف المليون شهيد.
ومن جهتها، إقترحت النقابة الجزائرية للزوايا الأشراف أن يكون هناك تسجيل للآذان يبقى يعمل أليًا بمسجد الجزائر الأعظم. وقالت النقابة إن هذا الحل يُبقي الجزائريين بعيدين كل البعد عن الإختلاف في إختيار وتعيين مؤذن للمسجد
ونشرت النقابة على صفحتها الرسمية في فايسبوك: “نتقدم بالشكر العظيم وكامل التقدير الى جميع من وقف مع الجامع الأعظم من بعيد أو قريب. كيف لا وهو بصمة التاريخ التي لابد أن تبقى في ذاكرة أبنائنا وجميع شعوبنا ووطننا الحبيب”.
شارك رأيك