قررت الحكومة الجزائرية تحويل المعبر الحدودي بولاية الوادي-جنوب الجزائر- إلى معبر تجاري لتصدير المنتجات الفلاحية واستيراد الأسمدة. و قد تم ذلك على هامش لقاء العمل والتشاور بين المديرين الجهويين للجمارك بالولايات الحدودية الجزائرية والتونسية، الذي عقد مؤخرًا.
و كان المعبر الحدودي الجزائري “الطالب العربي” مخصّصًا حتى الآن لتصدير المنتجات البترولية فقط إلى تونس. ومن المنتظر أن يفتتح نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية، لاسيما وأن المركز الحدودي يعد من أكبر المراكز البرية الحدودية الجزائرية التونسية، حيث شهد المركز أشغال تهيئة غير مسبوقة، بتزويده بمرافق حيوية على غرار فندق، وأرضية للتصدير، وينتظر ربطه بطريق مزدوج، وهذا ضمن مساعي لجعل ولاية الوادي منصة التصدير الفلاحي للجزائر، نحو الأسواق المغاربية.
وزير الداخلية الجزائري يُدشّن المقر الجديد لمعبر الطالب العربي نهاية جانفي الجاري
و كشفت مصادر جزائرية موثوقة لـــ”أنباء تونس” أن وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي من المرجح أن يقوم بزيارة رسمية إلى ولاية الوادي نهاية شهر جانفي الجاري لتدشين المقر الجديد للمعبر الحدودي الطالب العربي و هو ما يعتبر قفزة نوعية في تحسين ظروف العابرين من و إلى تونس و الجزائر على حد سواء و يساهم في تنشيط حركة النقل و المبادلات التجارية بين البلدين.
و يعد المركز أكبر معبر حدودي يربط بين بلدين، في منطقة المغرب العربي، وينتظر أن يعطي فتحه دفعة قوية للتنمية المحلية في كلا المنطقتين الحدوديتين، خاصة أنه سيعقبه مباشرة الشروع في العمل في منطقة التبادل الحر بين الجزائر وتونس.
ويتربع المبنى الجديد للمعبر الحدودي البري الطالب العربي، على مساحة تفوق 5 هكتارات، ويضم ممثليات لمختلف الهيئات، التي لها صلة بعملية دخول وخروج المسافرين، كشرطة الحدود والجمارك ومبني الحجر الصحي.
ويشتمل المبنى الجديد، على مركز لشرطة الحدود، وإقامة فاخرة خاصة بالأمنيين كما ستمكن المعدات التي زوّد بها المعبر، رجال الشرطة من أداء مهامهم في ظروف أحسن، ويعول على أن يسهم المركز، في تسهيل من الإجراءات الخاصة بالدخول والخروج لصالح المسافرين.
و تمتلك ولاية الوادي الجزائرية لوحدها شريط حدودي بري مع تونس قدره 300 كلم و هو ما جعل المطالب تتجدد بضرورة فتح معبر حدودي آخر و أن لا يقتصر الأمر على معبر حدودي واحد بالنظر إلى الحركة الدؤوبة في تنقلات الجزائريين و التونسيين من و إلى البلدين.
معبر حدودي بين “دوار الماء” الجزائرية و “رجيم معتوق” التونسية قريبًا
و بحسب ذات المصادر فإن الحكومتين الجزائرية و التونسية تدرسان حاليًا عبر لجان مختلطة مختصة في إمكانية إنشاء معبر حدودي بري جديد بين البلدين في ولاية الوادي الجزائرية،و أن الأختيار يكون قد وقع على مدينتي “دوار الماء” الجزائرية و “رجيم معتوق” التونسية و أن الإمكانيات موجودة بين المدينتين المذكورتين و ذلك كمحاولة لفك الضغط و تخفيفه على المعبر الحدودي البري الوحيد المتوفر حاليًا.
وينتظر سكان ولايات الجنوب الجزائري و الولايات التونسية الحدودية مع ولاية الوادي تدشين المقر الجديد للمعبر الحدودي بالطالب العربي والذي يتوفر على مرافق استقبال راقية، ستقلص من مدة إجراء المعاملات الخاصة بالخروج أو الدخول، خاصة وأن أعوان الجمارك وكذا شرطة الحدود سيمكنون من ظروف عمل أحسن، كما يحتوي المقر الجديد على مواقع تضمن راحة العابرين عليه، والذي كان دومًا محل تظلم من طرفهم، ومن المتوقع أن يستمر الارتفاع المسجل في عدد الجزائريين والتونسيين الذين يستعملون المعبر الحدودي الطالب العربي إلى سنوات أخرى، وهو ما يجعل فتح المعبر الحدودي أمرًا ملحًا.
وتهدف السلطات الجزائرية و التونسية إلى الحدّ من ظاهرة التهريب وتوسيع نشاط المعابر بين البلدين، وتوسيع خدماته لتشمل القطاع التجاري، بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية لهذه المنطقة الحدودية، وهو مطلب للسكان في مناطق الحدود طال انتظاهره، كما أنه يعد من أبرز توصيات لجان العمل المشتركة بولاية الوادي، ناهيك عن تحوّلها إلى وجهة جديدة للسياح المحليين والأجانب، للترويج للسياحة الصحراوية، والمقومات الثقافية والاقتصادية، التي تزخر بها المناطق المحاذية للجانب الجزائري والتونسي.
وقد طلب في وقت سابق المشاركون بفعاليات معرض المنتوجات التجارية والصناعية والفلاحية للمنطقة من تونس، في إطار التوأمة بين ولايتي الوادي وتوزر، ضرورة الإسراع في فتح المرافق الجديدة للمعبر الحدودي التجاري بالطالب العربي، وضرورة تفعيل العمل بالمعبر الحدودي، والتعجيل في فتح البوابة التجارية التي من شأنها أن تسهّل المهمة أكثر على المتعاملين الاقتصاديين، كما طالبوا بتحفيزات أكثر وتسهيلات من الجهات الوصية.
مليون مسافر عبروا عبر معبر الطالب العربي الحدودي بالوادي
و كان المعبر الحدودي الطالب العربي بولاية الوادي الجزائرية، والمتاخم للمعبر الحدودي التونسي حزوة، قد حقق رقمًا قياسيًا في حركة المسافرين الذين يعبرونه، حيث وصل إلى مليون مسافر خلال سنة 2016، أي بزيادة قدرها 200 ألف مسافر مقارنة مع سنة 2015.
و إرتفع عدد الجزائريين وأغلبهم من ولايات الجنوب الجزائري كورقلة، غرداية، إيليزي، الأغواط، بسكرة والوادي الذين قصدوا التراب التونسي عبر معبر الطالب العربي و تجاوز عددهم النصف مليون مسافر، بينما بلغ عدد الرعايا الأجانب خاصة من حملة الجنسية التونسية الذين دخلوا للتراب الجزائري عبر ذات المعبر حوالي نصف مليون تونسي كذلك، مما يعني زيادة وصلت إلى 30 من المائة مقارنة بسنة 2015، التي وصل إجمالي العابرين إلى 800 ألف شخص، و عادة ما يسافر سكان ولايات الجنوب الشرقي الجزائري إلى مدن صفاقس، قابس، وسوسة وقفصة والعاصمة التونسية بغرض العلاج والسياحة وحتى الزيارات العائلية بحكم الروابط العائلية الموجودة بين سكان ولاية وادي سوف على الخصوص وتونس.
و مقابل ذلك يتوافد التونسيون على الجزائر عبر معبر الطالب العربي و خاصة من ولايات توزر و الوطن القبلي و قفصة و يقصدون أسواق ولاية الوادي الجزائرية لإقتناء مختلف السلع و البضائع،كما تم تسجيل عبور حوالي نصف مليون مركبة عبر ذات المعبر.
عمار قردود
شارك رأيك