أشارت مصادر إعلامية ليبية مطلعة أن كتيبة “الوادي” الإرهابية في ليبيا قد تنتهز الفرصة في حال رفضت الحكومة التونسية إستلام أطفال “داعش” و تخلي الهلال الأحمر الليبي بمصراتة عنهم و إخلاء مسؤوليته بعد شهر لإستقطاب و إحتواء هؤلاء الأطفال و تجنيدهم للقتال مستقبلاً في صفوفها ،
عمار قردود
وكتيبة “الوادي” السلفية هي الجماعة الإرهابية القريبة من الحدود التونسية الليبية و التي تمكنت من السيطرة على مساحة كبيرة من مدينة صبراتة الليبية و تخطط للامتداد في اتجاه الحدود التونسية بغاية استهداف الجنوب التونسي كما فعلت “داعش” في مدينة “بن قردان” و تحاول الانطلاق في اتجاه الجزائر لاستهدافها و تنفيذ إعتداءات إرهابية بالتزامن مع الإنتخابات الرئاسية المقبلة وخلق البلبلة فيها.
وكتيبة “الوادي” السلفية المدخلية الليبية تنتمي فكريًا وعقائديًا للتيار السلفي المدخلي المقاتل، كانت في البدء مجندة في الشرق الليبي لحساب المشير خليفة حفتر المدعوم من بلد عربي خليجي وظهرت بشكل علني بعد معركة مدينة صبراتة ضد تنظيم “داعش” في فيفري 2016 .
وبعد هزيمة “داعش”، أنشأت غرفة محاربة التنظيم الإرهابي المذكور وكانت الكتيبة إحدى مكوناتها ثم انغلقت على نفسها وبدأت في جمع مناصريها في كامل المنطقة الغربية وزادت من مستوى تسليحها وتدريبها وكان خط امدادها لا يتوقف من داخل البلد وخارجه.
و بحسب نفس المصادر فإن الدعم العسكري للكتيبة السلفية يأتي عن طريق قاعدة “الوطية” جنوب زوارة . وفي سبتمبر 2017 ،صُدرت لعناصرها الأوامر ببسط سيطرتها على مدينة صبراتة بالتعاون مع أجهزة الدولة الرسمية كقوة مساندة وبمساعدة أنصار النظام السابق وأنصار عملية الكرامة التابعة لخليفة حغتر إضافة إلى مهربي “الحراقة”، إذ قامت الكتيبة السلفية بافتعال مشكلة بدأت بها الحرب ضد كتائب الثوار لإقصائها من المشهد الليبي.
الهلال الأحمر الليبي بمصراتة يطلب من السلطات التونسية بإستلام أطفال “داعش” و يُمهلها شهرًا واحدًا
هذا و طلب الهلال الأحمر الليبي بمصراتة ،الأربعاء الماضي،من السلطات التونسية باستلام أطفال مقاتلي تنظيم “داعش” في ليبيا غير المصحوبين بذويهم الذين أخرجوا من سرت في معارك تحريرها.وأمهل المسؤولين في تونس شهرًا واحدًا من أجل “الاستجابة لهذا النداء الإنساني”.
وقال ممثل الهلال الأحمر الليبي “فيصل جلوال” ، في مؤتمر صحفي مشترك مع مجلس مصراتة البلدي وعملية البنيان المرصوص، إن “ملف أطفال مقاتلي تنظيم داعش في ليبيا أثقل كاهل الهلال الأحمر خلال السنوات الماضية”.وأضاف جلوال خلال مؤتمر صحافي ،الأربعاء المنصرم، بالقول إن “الهلال الأحمر أول فرع من فروع الهلال الأحمر في العالم يتبنى أطفال مقاتلي داعش ويقوم بإيوائهم ورعايتهم وعلاجهم”.واستغرب جلوال “تجاهل” السلطات التونسية للنداءات المتكررة و”تقاعس الحكومة التونسية على مدى سنتين وعدم الالتفات لرعاياها”.فيما أكد عضو مجلس مصراتة البلدي ،محمد التومي ، على ضرورة استمرار التواصل مع الجانب التونسي لتسلم هؤلاء الأطفال بعد تعرف ذويهم عليهم.
هذا و نشير إلى أن عدد الأطفال التونسيين الموجودين في مقر إيواء جمعية الهلال الأحمر الليبي بمصراتة هو 6 أطفال جرى إنقاذهم أثناء تحرير مدينة سرت من قبضة “داعش” على يد قوات البنيان المرصوص عام 2016..وقال جلوال، إن هناك ستة أطفال تونسيين جرى التواصل مع عائلاتهم لكن من غير تدخل رسمي للجهات المختصة التونسية.وأضاف جلوال أنه ولفترة سنتين قدمت لهم الرعاية الصحية الكاملة، لكن حاليًا لم تعد الإمكانيات متوفرة، مطالبًا في الوقت ذاته بتدخل السلطات التونسية بأسرع وقت لتسلم هؤلاء الأطفال.
و تتحمل الحكومة التونسية كامل المسؤولية في إستعادة تونس لأبناءها المتواجدين في بؤر التوتر خاصة الأطفال و أمهاتهم،خاصة في ظل تقاعسها الغامض و المُبهم بالرغم من مطالب جمعية إنقاذ التونسيين العالقين في الخارج بضرورة إستلام هؤلاء الأطفال،حيث طالب رئيس الجمعية ، محمد إقبال،
إن جمعيته طالبت منذ أكثر من سنتين “باستلام أطفال ضحايا داعش الموجودين في ليبيا وسوريا”.و قال موضحًا “التقينا العديد من المسؤولين في الخارجية التونسية، وقمنا بالعديد من المراسلات والندوات الصحافية والوقفات الاحتجاجية، وآخر مبادراتنا كانت توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية التونسية باستلام الأطفال فقط من بؤر التوتر”.وأعزا إقبال سبب عدم استلام الدولة التونسية لأطفال “داعش” إلى “ارتباك السلطة والحكومة في تعاملهما مع هذا الملف تحديدًا”، مؤكدًا وجود حوالي 93 طفلاً عالقًا في الخارج نصفهم في ليبيا.
شارك رأيك