قصة المختل عقليا عمر سحاري الذي أقنعه بعض الشبان بأنه يصلح للترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر والمقررة في 18 أفريل 2019 فذهب إلى وزارة الداخلية ليطلب إستمارات الترشح. والأغرب من ذلك أنه حصل عاى الإستمارات دون عناء.
من الجزائر: عمّار قردود
أفادت مصادر جزائرية متطابقة وشهود عيان لـــ”أنباء تونس” أن مجموعة من الشباب الجزائريين بمدينة القليعة بولاية تيبازة – وسط الجزائر – يبدو أن الفراغ القاتل فعل فيهم فعلته و أرادوا أن يُكسروا الروتين الممل و الضحك، فإتصلوا بشخص مجنون يدعى عمر سحاري، وهو معروف عند جميع سكان القليعة بأنه شخص “غير مسؤول على تصرفاته وسلوكه”، وسألوه إذا كان يريد أن يصبح رئيسًا للجزائر مكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فأخبرهم بأنه “جاهز لذلك”، فقام هؤلاء الأشخاص – من باب التسلية و الترفيه عن النفس – بأخذه معهم في سيارتهم إلى الجزائر العاصمة، وإتجهوا به صوب مقر وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وهناك أوقفوا سيارتهم وطلبوا من المختل عقليًا عمر سحاري أن ينزل من السيارة ويذهب نحو مبنى الوزارة و يدخل ويطلب إستمارات الترشح لرئاسيات 18 أفريل المقبل، فنزل المسكين وفعل ما طُلب منه، والشباب منخرطين في الضحك و القهقهة.
المجنون عمر سحاري صدّق بأنه سيصبح رئيسًا للجزائر
والمثير للغرابة والأسى في هذه القصة أن عمار دخل إلى وزارة الداخلية و إستلم الإستمارات دون أدنى عناء وعاد إلى الشباب وهو محملاً برزمة من إستمارات الترشح وتم تصويره من طرف الصحفيين وعرضه على مختلف القنوات التلفزيونية.
لكن الشباب المعنيين وعندما شاهدوه خارجًا من مقر الوزارة و هو يحمل إستمارات الترشح ذهلوا لذلك ولم يصدقوا الأمر، فكيف لشخص مختلّ عقليًا يتمكن من إستلام إستمارات الترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة بكل بساطة و يسر ودون إجراءات معينة.
الشباب وفي طرفة عين تحول لعبهم وسخريتهم إلى حزن و أسى على ما يحدث للجزائر… جزائر العزة و الكرامة.
الشباب كانوا يلهون فقط من أجل كسر الروتين القاتل ليس إلا ففكروا في الخطة – من أجل التسلية – لكنهم كانوا يعتقدون جازمين بأنها ستفشل لأنه من غير المعقول أن يتحصل مجنون على إستمارات الترشح لموعد إنتخابي هام ومصيري للبلاد مثل الرئاسيات.
الشباب عادوا إلى مدينة القليعة، و هم تارة يضحكون ملء أشداقهم و تارة يتأسفون و يتحسرون عمّا آلت إليه الأوضاع في الجزائر، والخطير في كل ذلك أن المجنون عمر سحاري صدّق بأنه سيصبح رئيسًا للجزائر ما بعد 18 أفريل المقبل وينتظر فقط مراسيم أداءه اليمين وتسلمه مقاليد الحكم!
10 شروط لا بد من توفرها لمن يرغب أن يكون رئيسًا للجزائر
ينص الدستور الجزائري على جملة من الشروط القانونية والسياسية التي ينبغي أن يتوفر عليها الرئيس الجزائري،حيث تلزم أحكام المادة 142 من قانون الانتخابات في الجزائر، جميع المترشحين إلى منصب رئيس الجمهورية بجمع 60 ألف توقيع لدى المواطنين على مستوى 25 ولاية، أو 600 توقيع من المنتخبين في المجالس المحلية والوطنية.
و تحدد المادة 87 من الدستور الجزائري مجموعة من المواصفات الواجب توفرها في المرشح لكرسي قصر المرادية. و من بين هذه الشروط أن يكون مُتمتعا بالجنسية الجزائرية الأصلية، كما ينبغي عليه إثبات الجنسية الجزائرية الأصلية لوالديه، وألا يكون حاملاً لأية جنسية أخرى، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجه. كما تشترط هذه المادة أن يكون مسلم الديانة، وأن يتمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية.
و ينص الدستور على وجوب إثبات أي مترشح مولود قبل جويلية 1942 مشاركته في ثورة التحرير، التي انطلقت في 1 نوفمبر 1954. كما يذكر نص المادة ذاتها أنه لا يجوز لأي جزائري ولد بعد جويلية 1942 الترشح لهذه الاستحقاقات إلا بعد أن يثبت عدم تورط أبويه في أعمال ضد ثورة نوفمبر 1954.
منصب رئيس الجمهورية في الجزائر مفتوح للمترشحين الذين يبلغون سن الـ40 كاملة يوم إجراء الانتخاب، بحسب ما تؤكده المادة 87 من الدستور. وإضافة إلى ذلك، عليه “أن يثبت إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر سنوات على الأقل قبل إيداع الترشح”، كما يلزم المرشح بتقديم التصريح العلني بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه.
79 مترشحًا لرئاسة الجزائر
هذا وكشفت وزارة الداخلية الجزائرية إن 79 شخصية عبرت عن رغبتها في الترشح إلى الإنتخابات الرئاسية القادمة. وأضاف بيان نشرته الداخلية أمس الأربعاء عبر موقعها الإلكتروني أن الأمر يتعلق بـ11 شخصية حزبية و68 مترشحًا مستقلاً.وأشارت الوزارة إلى أن طالبي الترشح حصلوا على استمارات جمع التوقيعات تطبيقًا للأحكام القانونية، مؤكدة أن عملية الترشح تسير في ظروف جيدة.
وسحب هؤلاء المترشحون استمارات الترشح من أجل مباشرة عملية جميع التوقيعات من المواطنين. ويفرض قانون الانتخابات بالجزائر على جميع الراغبين في الترشح جمع 60 ألف توقيع من المواطنين، أو 600 توقيع من المنتخبين بالمجالس الوطنية أو المحلية.
و أعلن المجلس الدستوري في الجزائر، أمس الأربعاء 23 جانفي 2019، بأن آخر أجل لإيداع ملفات الترشح لانتخاب رئيس الجمهورية الذي سيجري في 18 أفريل المقبل سيكون يوم 3 مارس 2019 في منتصف الليل. وأوضح بيان للمجلس بأن إيداع ملف الترشح يتم من قبل المترشح لدى الأمانة العامة للمجلس الدستوري مقابل وصل استلام مع تحديد موعد مسبق لإيداع ملف الترشح.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 18 جانفي الجاري فتح باب الترشح للرئاسيات وأمام المرشحين 45 يومًا لتقديم ملفاتهم. ومنذ الكشف عن تاريخ الرئاسيات، تتجه الأنظار كلها نحو الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة – 81 عامًا حاليًا و 82 عامًا في مارس المقبل – الذي يحكم البلاد منذ أبريل 1999 ورغم وضعه الصحي وتقدمه في السن، يدعوه معسكره منذ أشهر إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة.
و قدتدهورت صحة بوتفليقة بشكل ملحوظ منذ إصابته بجلطة دماغية في العام 2013، حيث ينتقل على كرسي متحرك، ولا يظهر إلا نادرا ولم يعد يدلي بتصريحات رسمية. ويمكن أن يستمر “التشويق” حتى آخر لحظة كما حدث في 2014 حين لم يقدم بوتفليقة ترشحه إلا في آخر أيام المهلة القانونية.
شارك رأيك