ها هي روسيا التي نجحت في إطالة أمد بقاء حليفها الإستراتيجي الرئيس السوري بشار الأسد و حمايته بالرغم ما حدث في سوريا طيلة 8 سنوات من حرب أتت على الأخضر و اليابس،و أرغمت أمريكا على سحب قواتها بسوريا بعد فشلها في إسقاط النظام السوري،لا تألو جهدًا في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
و تندرج جولة وزير الخارجية الروسي المغاربية التي بدأها الأربعاء من الجزائر و سيختمها اليوم السبت من تونس في محاولات روسية حثيثة قد تصل حد ممارسة ضغوطات على الجزائر،تونس و المغرب من أجل السعي لعودة سوريا إلى حضنها العربي الطبيعي،بالرغم من أن تونس و الجزائر هما حاملتا لواء “ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية” و بذلتا مجهودات كبيرة-و لا تزالا-من أجل تحقيق ذلك في صمت و هدوء و بعيدًا عن البهرجة الإعلامية البرّاقة.
لافروف تحادث مع المسؤولين التونسيين عن ضرورة العمل على عودة سوريا إلى الجامعة العربية
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،الذي يختتم اليوم السبت زيارته الرسمية إلى تونس و جولته المغاربية التي شملت الجزائر و المغرب، قال إنه تحدث مع الأصدقاء التونسيين عن ضرورة العمل على عودة سوريا إلى الجامعة العربية.و قال لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي: “مثلما تحدثت في الجزائر والمغرب فإنني أتحدثت مع الأصدقاء التونسيين عن ضرورة العمل لعودة سوريا إلى الجامعة العربية”.
الجهيناوي:موضوع عودة سوريا للجامعة العربية قرار يأخذه العرب مجتمعون
ليرد عليه الجهيناوي بأن موضوع عودة سوريا للجامعة العربية قرار يأخذه العرب مجتمعون، مضيفًا “سوف نستضيف القمة العربية في 31 مارس وسيبحث وزراء الخارجية العرب ذلك”.وأضاف “ما يهمنا في تونس هو أمن سوريا وخروجها من أزمتها، ووحدة سوريا الوطنية والمحافظة على الدولة السورية، وكل ما يدعم ذلك فنحن معه”.
وتابع المسؤول التونسي “على المستوى الثنائي، سفارة تونس مفتوحة في سوريا، في مستوى قائم بالأعمال أي في مستوى قنصل، يقوم على رعاية التونسيين الموجودين هناك”، مضيفا “نتابع ما يجري في سوريا، ولكل حادث حديث، وكلما تقدمت نحو مزيد من الاستقرار وسلامتها الترابية، وسوريا دولة مهمة وأساسية في الوطن العربي، وموقعها الطبيعي أن تكون على الساحة العربية”.
و خلال إجتماع وزراء الخارجية العرب ببيروت تمهيدًا للقمة العربية الإقتصادية التي جرت منذ أيام -في 20 جانفي الجاري-بلبنان في غياب لافت لمعظم القادة و الزعماء العرب بإستثناء الرئيس الموريتاني و أمير قطر،قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن “لبنان طرح موضوع عودة سوريا إلى الحضن العربي، وبالتالي عودتها إلى الجامعة العربية. وهذا الموضوع بحاجة إلى صيغ ولا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن مقاربته”. وسبق له أن قال إننا “سندفع داخلياً وخارجياً لتكوين توافق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية”.
و نفى الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، دعوة سوريا لحضور القمة الاقتصادية العربية التي إنعقدت في بيروت.وصرح السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، بأن بلاده تلقت دعوة من الرئاسة اللبنانية للمشاركة في القمة، لكن دمشق اعتذرت عن الحضور.وأوضحت السفارة السورية في لبنان أن السفير اعتذر عن حضور مراسم افتتاح القمة، وأن الدعوة كانت موجهة لحضور مراسم الافتتاح وليس لحضور القمة.
و أعرب وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عن دعم بلاده لدعوات بعض الدول العربية من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وقال بوريطة لقناة “الجزيرة” القطرية، الأربعاء الماضي: “يجب أن يكون هناك تنسيق عربي بشأن عودة سوريا للجامعة العربية”.لكن بوريطة قال إن بلاده “لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، كما لم تُغلق سفارتها في دمشق”.وأضاف أن “الطاقم الدبلوماسي السوري غادر العاصمة الرباط في العام 2012 والطاقم الدبلوماسي المغربي رد على هذه الخطوة بمغادرة دمشق، وهو الآن يشتغل ويعمل بشكل طبيعي في بيروت”.
وأكد بوريطة أن المملكة المغربية “ليست في حكم إعادة العلاقات مع سوريا، أو في منطق إعادة فتح السفارة في دمشق”.لكنه لفت إلى أن “هناك تغييرات كبيرة على أرض الواقع ستأخذها الرباط بعين الاعتبار”.
وعلى غرار دول عربية أخرى، استدعى المغرب سفيره من سوريا في عام 2011 بعد اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية، كما جرى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.ويتعين الآن أن تتوصل الجامعة العربية إلى إجماع بين أعضائها من أجل عودة سوريا إليها.
و تبين من المعلومات الديبلوماسية أن تونس و العراق والجزائر والكويت وسلطنة عمان ولبنان ومصر وموريتانيا وفلسطين والمملكة المغربية يريدون ان تحضر سوريا ويتم دعوتها للقمة العربية التي ستنعقد في أواخر مارس بتونس.و أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي يأمل شخصيًا في عودة سوريا إلى الحضن العربي و أن يكون ذلك من البوابة التونسية،حيث ستحتضن تونس مؤتمر القمة العربية المقبل.
أكثر من نصف الدول العربية مع عودة سوريا إلى الجامعة
و كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها صادر أواخر ديسمبر الماضي، إن دول الخليج، تعمل على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد 8 سنوات من تعليق عضويتها.وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر لم تكشف عنه، إنه “وفي مرحلة ما من العام القادم-2019- من المرجح أن يتم الترحيب بالرئيس السوري بشار الأسد في الجامعة العربية ليشغل مقعده مرة أخرى بين قادة العالم العربي”.وذكّرت “غارديان” في تقريرها بأنه تم طرد سوريا من جامعة الدول العربية عام 2011 بسبب ردها العنيف على المعارضة، مشيرة إلى أن تلك الخطوة فشلت وتطورت الأمور إلى حرب أهلية.
كما أشارت إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق في ديسمبر الماضي بادرة ودية من جانب السعودية في ضوء علاقاتها الوثيقة بالخرطوم.وصرحت مصادر دبلوماسية لصحيفة “غارديان” بأن هناك إجماعًا بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية البالغ عددها 22 دولة على ضرورة إعادة سوريا إلى الجامعة، على الرغم من أن الولايات المتحدة تضغط على الرياض والقاهرة لتأجيل الخطوة.
وأضافت المصادر أن الرغبة في إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية قد تكون استراتيجية جديدة من جانب السعودية والإمارات في محاولة لإبعاد دمشق عن طهران، وتغذيها الوعود بتطبيع العلاقات التجارية وإعادة الإعمار، حيث تحتاج إعادة إعمار سوريا إلى قرابة 400 مليار دولار.
وفي تصريح لصحيفة “الوطن” السورية، قال رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي الذي يشارك في اجتماعات وفعاليات الجامعة العربية: “هناك جهود حثيثة من عدد كبير من الدول العربية التي تسعى من أجل أن تعود سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية”.وحول الدول التي تبذل جهودها لإعادة سوريا إلى الجامعة، أشار إلى أن أكثر من نصف عدد دول الجامعة العربية يؤيدون ذلك.
وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا عقب اندلاع الأزمة فيها عام 2011، وسحبت الدول العربية سفراءها من العاصمة السورية، لكن بعض الدول العربية بدأت مؤخرًا اتخاذ بعض الخطوات لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
عمّــــــار قــــردود
شارك رأيك