قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن الإتهامات الموجهة لحركة النهضة بتشكيل تنظيم سري على علاقة باغتيالات سياسية وتسفير للمتطرفين للقتال في سوريا تدعو إلى التحري الدقيق وحث على الوصول إلى الحقيقة الكاملة.
وقال السبسي في حديث خاص أدلى به لصحيفة “العرب” الدولية الصادرة في لندن: “أنا من موقعي كرئيس للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية،” مضيفا أن “النهضة يجب أن لا تخشى هذا التحقيق إذا لم يكن لديها ما تخفيه.” وأضاف: “لا بد أن نتأكد إن كان هناك ذراع سري. النهضة تنكر وجوده لكن الكثير من المراقبين والسياسيين والمحامين الذين يتابعون قضايا إغتيال الشهداء يقولون إنه موجود. دولة مثل تونس تريد أن تكون ثورتها نزيهة يجب أن تعرف هل هذا الجهاز موجود أم لا. لهذا يجب أن نقوم بالاستقصاء والتحقق للتأكد من أنه موجود. نحن لا نتهم دون حجة.”
واستطرد: “لو كنت أنا مكان النهضة لكنت عملت على إثبات أن هذا الأمر غير موجود. لكن نحن ليس لدينا موقف معادي أو متحمس لهذا أو ذاك. نحن نتحمس للحقيقة لأنها ذات فائدة للجميع.”
ويرى الباجي قائد السبسي أن حركة النهضة تسيطر حاليا على حكومة يوسف الشاهد التي يصفها بأنها “حكومة النهضة منذ أن زكاها 60 بالمئة من النواب بأصوات مريحة” وهي “إذا تسحب النهضة ثقتها منها تسقط.”
ولا يرى الرئيس التونسي أن العلاقة المتوترة بين الشاهد والنداء مردها خلاف سياسي وإنما تعود لرغبة رئيس الحكومة في البقاء في السلطة.
وقال الرئيس التونسي: “الشاهد يريد أن يبقى في السلطة وقال إن عنده خلاف مع النداء. لا أعتقد أن هذا الأصل، النهضة فهمت طموحه وتعاملت معه بذكاء ودفعته إلى تكوين حزب جديد يشاركها الحكم بعد إنتخابات 2019 وراشد الغنوشي سيدعمه في السرّ ليترشّح لرئاسة الجمهورية. هذا لم يعد خافيًا على أحد في تونس.”
وبخصوص الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر تنظيمها ٱخر السنة يرى قائد السبسي “أن المواعيد الدستورية يجب أن تتم في آجالها”.
وحول إمكانية ترشحه لفترة رئاسية ثانية قال السبسي: “لست من المؤيدين لفكرة رئيس مدى الحياة. أنا ضد هذا التوجه. ليس طموحي أن أبقى رئيسا مدى الحياة.”
لكن السبسي يترك احتمال ترشحه مفتوحا ويقول: “اليوم الذي أقرر فيه الترشح من عدمه، سيكون حافزي الحقيقي هو مصلحة تونس. إذا كانت مصلحة تونس تقتضي شخصا آخر نساعده في ذلك. وإذا اقتضت المصلحة وجودي وقتها سأفكر في الترشح.”
وتحدث الباجي قائد السبسي عن الوضع الإقليمي و القمة العربية القادمة التي سوف تحتضنها تونس في مارس القادم، ويقول أنها قمة “جمع الصفوف وستتم في أحسن الظروف. نحن لا نملك مواقف سلبية ضد سوريا أو أي كان. نحن مع الاجماع العربي، والقرار الذي ستعتمده الجامعة العربية سنعتمده.”
شارك رأيك