غادر رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي صباح اليوم الثلاثاء 05 فيفري 2019 في اتجاه العاصمة المالطية فاليتا، للقيام بزيارة دولة إلى جمهورية مالطا يومي الثلاثاء والأربعاء 05 و06 فيفري 2019، بدعوة من نظيرته المالطية ماري لويز كوليرو بريكا.
وتم استقبال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي عند وصوله من طرف رئيسة جمهورية مالطا ماري لويز كوليرو بريكا، بالقصر الرئاسي بفاليتا، في مستهل زيارة الدولة التي يؤديها رئيس الجمهورية إلى مالطا. اثر ذلك عقد الجانبان جلسة عمل تم خلالها استعراض تطوّر علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين تونس ومالطا وبحث سبل الارتقاء بها إلى مستوى الإمكانيات الهامة للبلدين. وأعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه للتعاون المتميز بين تونس ومالطا الذي يعكس متانة العلاقات السياسية والدبلوماسية التي تربطهما منذ ما يزيد عن خمسين سنة مبديا تقديره الكبير لمواقف مالطا الداعمة لتونس خلال مختلف مراحل الانتقال الديمقراطي ومسار إرساء الدولة المدنية الحديثة سواء على الصعيد الثنائي أو مع الاتحاد الأوروبي، كما أكّد حرص تونس على تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها وحث رجال الأعمال المالطيين على استكشاف مناخ الاستثمار وفرص الشراكة في بلادنا. كما شدّد رئيس الدولة على تطلّع تونس في هذه المرحلة التي تواجه فيها تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية هامة، إلى دعم كافة الدول الصديقة لجهودها الرامية بالخصوص إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية تجعل من بلادنا وجهة اقتصادية واعدة في المنطقة وتمكّن من تحقيق التنمية وتحصين المجتمع، وبما يسهم في بناء فضاء متوسطي ينعم بالاستقرار والنماء. من جانبها، عبّرت الرئيسة المالطيّة عن تقديرها لما تحقّق في تونس من خطوات في مجال ترسيخ المسار الديمقراطي وارساء دولة القانون والمؤسسات واحترام الحقوق والحريات وأشادت بالخصوص برؤية رئيس الجمهورية في مجال دعم حقوق المرأة وتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع. وجدّدت دعم بلادها لجهود تونس في تحقيق الانتقال الاقتصادي والتنموي المنشود، معتبرة أن نجاح التجربة التونسية الفريدة عامل محوري في تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. من ناحية أخرى، أكّدت الرئيسة المالطية على عراقة العلاقات بين البلدين الذين ينتميان الى نفس الفضاء المتوسطي ويتقاسمان نفس القيم، مبرزة حرص بلادها على الارتقاء بالتعاون الثنائي خاصة في المجالات التي تتوفر فيها مالطا على خبرات هامة كالتجارة والسياحة وتكنولوجيا الاتصالات والتكوين المهني ومزيد تكريس سنة التشاور والتنسيق بخصوص القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك لا سيما منها تلك التي تهمّ أمن واستقرار الحوض المتوسطي. كما أعربت ماري لويز كوليرو بريكا عن تقديرها لمبادرة رئيس الجمهورية الرامية الى إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة الليبية وأكّدت استعداد بلادها لمعاضدة الجهود المبذولة في هذا الملف من أجل تجنيب ليبيا المزيد من الصراعات وتحقيق الاستقرار للمنطقة. وأشرف الرئيسان على مراسم توقيع اتفاقية تعاون في مجال تشغيل اليد العاملة المختصة من البلدين إلى جانب ثلاث برامج تعاون في مجالات الثقافة والطفولة المبكرة وكبار السن وعقدا مؤتمرا صحفيّا مشتركا
شارك رأيك