تم اليوم الجمعة 8 فيفري 2019 تدشين عملية تزويد منطقة ساقية سيدي يوسف التونسية بالغاز الجزائري انطلاقًا من الشبكات الجزائرية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. حسب ما كشف عنه فريد محمدي والي ولاية سوق أهراس الجزائرية الذي أفاد بأن ذلك سيكون انطلاقًا من منطقة الحدادة الجزائرية، كعربون محبة وصداقة وأخوة بين الشعبين الشقيقين.
من الجزائر: عمّــار قـردود
وزيرا الداخلية هشام الفوراتي و الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة سليم الفرياني شاركا في تدشين عملية تزويد منطقة ساقية سيدي يوسف التونسية بالغاز الجزائري بحضور وفد وزاري رفيع يتمثل في وزراء الداخلية والطاقة والمجاهدين
و الرئيسين المديرين العامين لسوناطراك و سونلغاز من الجزائر والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز.
كما ترحم المسؤولون الحاضرون في المدرسية الإبتدائية ساقية سيدي يوسف على أرواح 11 تلميذًا ضحايا القصف الذي نفذه الجيش الفرنسي ذات 8 فبراير 1958.
خلال استضافته في برنامج ضيف الصباح على القناة الإذاعية الجزائرية الأولى، بمناسبة إحياء الذكرى الـ61 لمجزرة ساقية سيدي يوسف، أكد الوالي أن ولايته استفادت من مشاريع كثيرة بتمويل من صندوق تنمية المناطق الحدودية ستمكن من التكفل بانشغالات سكان هذه المناطق، وبعث تنمية جديدة بها وتحقيق الإستقرار على مستواها. مشيرًا أنه في قطاع التشغيل، استفادت البلديات الحدودية الخمسة من مناصب شغل هامة الى جانب مرافقة المستثمرين والشباب في إنشاء مؤسساتهم في المناطق الحدودية.
ونشر نور الدين بدوي على صفحته الرسمية على “تويتر” : “بتكليف من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أشرف، اليوم الجمعة، رفقة وزير المجاهدين ووزير الطاقة على مراسيم الاحتفالات الرسمية المخلدة لأحداث ساقية سيدي يوسف الموافق لتاريخ 8 فيفري”. وتابع بدوي: “هذا اليوم التاريخي الذي قدّمت فيه سَاكِـنَة المنطقة أَرْوَع مَشَاهدِ البُطولة والتآخي نُصْرَةً لقضية عادلة، قضية شعب تَـوّاق للحُرية يـَأْبَى العيش تحتَ نيْـرِ الاستعمار”. وختم الوزير تغريدته : “المجد والخلود لشهدائنا وشهداء أشقائنا الأبرار”.
الرئيس بوتفليقة: “أحداث ساقية سيدي يوسف مصدر إلهام للأجيال القادمة بين البلدين”
و كان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد أبرق، اليوم الجمعة، رسالة لنظيره التونسي الباجي القايد السبسي، بمناسبة ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف.وفي مستهل الرسالة أكد الرئيس الجزائري أن هذه المناسبة الخالدة ستظل فرصة لتثمين أواصر الأخوة والتعاون بين بلدينا ومصدر إلهام للأجيال القادمة.
وأضاف بوتفليقة، في برقيته قائلاً: “يطيب لي، بمناسبة إحياء الذكرى الواحدة والستين لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة، أن أعرب لفخامتكم بإسم الجزائر شعبًا وحكومة واصالة عن نفسي، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات، راجيا من المولى العلي القدير أن يديم عليكم الصحة والعافية، و يهب الشعب التونسي الشقيق مايتوق من تطور وإزدهار تحت قيادتكم الحكيمة” . وأضاف رئيس الجمهورية الجزائري قائلاً: “وإننا إذ نقف في ذكرى هذه الملحمة البطولية وقفة إكبار وإجلال ترحما على أرواح شهداء بلدينا الأبرار الذين إمتزجت دماؤهم الطاهرة على أديم الأرض، نستحضر تضحياتهم التي سجلوا بها أعظم صور التضامن والتلاحم والتآزر بين شعبينا الشقيقين في كفاحهما المشترك من أجل التحرر من نير الإستعمار وإستعادة السيادة والإستقلال”.
وتابع بوتفليقة بالقول أن “هذه المناسبة الخالدة العزيزة على قلوبنا جميعا، بما تحمله من أنبل المعاني والقيم،ستظل فرصة لتثمين أواصر الأخوة والتعاون بين بلدينا ومصدر إلهام للأجيال القادمة للمضي قدما نحو مستقبل واعد يستجيب لتطلعات شعبينا الشقيقين في الرقي والإزدهار، ووفاء منا لنهج شهدائنا الأبراروإدراكا لما تقتضيه هذه المرحلة من مزيد التعاون والتكامل”. وختم بوتفليقة قائلاً: “ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أجدد لفخامتكم حرصنا الدائم وعزمنا الراسخ على مواصلة العمل معكم من أجل تمتين وتوطيد الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع شعبينا الشقيقين والإرتقاء بالتعاون بين بلدينا إلى أسمى المراتب خدمة لمصالحهما المشتركة”.
أحداث ساقية سيدي يوسف حدث تاريخي هام مهد لتأسيس الإتحاد المغاربي
قال الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم أن أحداث ساقية سيدي يوسف حدث تاريخي هام مهد لتأسيس الإتحاد المغاربي من منطلق وحدة المصير.
وأوضح سعيد مقدم في لقاء له مع الإذاعة الجزائرية أن “رمزية الاحتفال بهاته الذكرى هي رسالة للأجيال في المنطقة المغاربية ككل، بأن التوصل إلى احترام سيادة الدول لمن يتأت هكذا فقط، وإنما بتضحيات جسام، ومنها الأحداث الدامية لساقية سيدي يوسف، التي ذهب ضحيتها العديد من أبناء الشعبين الجزائري والتونسي، ولأول مرة في تاريخ العلاقات المغاربية كان لقاء طنجة لمدة ثلاثة أيام بقيادة فرحات عباس والكثير من الشخصيات التي رسمت خريطة عمل والشكل الهندسي للوحدة المغاربية “.
ويعتبر العديد من المؤرخين أن تنفيذ جيش الاحتلال الفرنسي في الجزائر لهذا الاعتداء على قرية حدودية، ليس إلا دليلا على ضعف القدرات العسكرية لجيش الإحتلال الفرنسي بعد فشله في الحد من الإنتصارات المتتالية لجيش التحرير الوطني على الحدود الشرقية للوطن.
وكان امتزاج دماء الشهداء الجزائريين والتونسيين في حادثة ساقية سيدي يوسف، نقطة بداية للتشكيك في قدرات الخطط العسكرية للجيش الفرنسي الذي انتقم من مواطنين عزل بعد فشله في الحد من انتصارات جيش التحرير الوطني الجزائري على الحدود الشرقية، حيث تميزت 1958 بتواجد قوي لجيش التحرير الوطني الذي أرهق جيش الاحتلال بهجمات قوية تمثلت في 84 عملية عسكرية في السداسي الثاني من نفس العام وهو ما دفع المحتل الفرنسي ليحاول عزل الجزائر عن جيرانها من الجهة الشرقية التي كانت مركز لعبور الأسلحة نحو الأراضي الجزائرية.
وفي مثل هذا اليوم من سنة 1958، نفذ المستعمر الفرنسي هجوما على ساقية سيدي يوسف بتونس قرب الحدود مع الجزائر. حيث يكشف هذا الهجوم الحقيقية عن مدى وحشية المستعمر الذي قصف آنذاك المنطقة بحجة حق ملاحقة ومتابعة وحدات جيش التحرير الوطني. وتعد تلك الأحداث رمزا للنضال المشترك بين الشعبين وهي خير شاهد على التلاحم الأخوي بينهما ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.
وبدأ الهجوم الفرنسي على ساقية سيدي يوسف في 8 فيفري 1958 في يوم السوق الأسبوعي حيث نفذ من قبل إحدى (11) طائرة مقنبلة من نوع ب26 و6 طائرات من نوع كورسير و8 طائرات من نوع ميسترال واستغرق ساعة وعشرون دقيقة مخلفا استشهاد 79 شخصا من بينهم 20 طفلا و11 امرأة وإصابة 130 آخر بجروح إلى جانب تدمير 3 عربات للصليب الأحمر الدولي وحوالي 130 سكنا و85 متجرا ومدرستين.
شارك رأيك