دعت السيدة نزيهة العبيدي، وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، إلى إعتماد رؤية عربية موحدة لمناصرة حقوق المرأة في إتجاه دعم مكاسب النساء العربيّات، مشيرة إلى التحديات التي تعيشها المرأة العربية اليوم من أجل إعادة وحدة المجتمعات والأُسَر وتعزيز الإستقرار في المنطقة العربية.
والإستقرار في المنطقة يستوجب تطوير مكانة النساء ودعم إندماجهنّ في عملية التنمية الشاملة والمستدامة وفي الحياة الإقتصادية والاجتماعية السياسية والعامة.
كان ذلك ما قالته الوزيرة لدى إشرافها، صباح أمس، السبت 9 فيفري 2019، بجامعة السربون بباريس، على إفتتاح الندوة الدولية حول “المرأة العربية: داعمة للسلم والاستقرار والأمن والتنمية”، التي تنظمها الوزارة على هامش تظاهرة “تونس عاصمة للمرأة العربية 2018-2019”.
واستعرضت بالمناسبة المسار التاريخي للتجربة التونسية في مجال تكريس حقوق المرأة منذ الحركة الإصلاحية في بداية القرن الماضي مرورا بإصدار مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 إلى المصادقة على دستور الجمهورية الثانية سنة 2014، مشيرة إلى مختلف الجهود الوطنية المبذولة في المجالين التشريعي والمؤسساتي من أجل تدعيم هذه المكاسب أهمها إحداث مجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص، ووضع خطة وطنية لإدماج مقاربة النوع الإجتماعي في عملية التخطيط التنموي، وخطة عمل وطنية لتنفيذ القرار 1325 حول المرأة السلم والأمن، إلى جانب إحداث برنامج لدفع المبادرة الاقتصادية النسائية “رائدة”.
واعتبرت الوزيرة أنّ اختيار تونس عاصمة للمرأة العربية (2018/2019) – وإذ هو تتويج للمسار الإجتهادي المتواصل الذي اتبعته بلادنا – فإنه يعكس بالدرجة الأولى الدور الذي تلعبه المرأة التونسية وأهمية النجاحات التي حققتها في مختلف المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، مذكرة بمختلف الأنشطة الوطنية والإقليمية والدولية التي انتظمت في هذا السياق بهدف التعريف بمدى إشعاع المرأة العربية ومساهمتها في مختلف أوجه التنمية ودعم تبادل التجارب والوقوف على التحديات الجديدة التي تعرفها المنطقة العربية.
وفي جانب آخر، أكدت السيدة نزيهة العبيدي أنّ اختيار بلادنا لتكون “عاصمة دولية لتكافؤ الفرص” سنة 2019 و”عاصمة أممية لطفولة دون عقوبة بدنية” سنة 2020 هو أفضل تتويج للجهود الوطنية المبذولة في مجال تدعيم حقوق المرأة والطفولة بصفة خاصّة، وفي إطار ترسيخ استقرار الأسرة والمجتمع عموما.
هذا ومثلت الندوة الدولية فرصة للتذكير بحصول تونس على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 لإطلاقها مبادرة الحوار الوطني، وللتأكيد أنّ هذا التكريم يقيم الدليل مجددا على إنفتاح بلادنا على التوافق والتعايش وحرصها على إرساء مبدأ السلم الاجتماعي.
يُذكر أنّ الندوة قد تضمّنت عددا من الورشات التي تمحورت حول “المرأة العربيّة المقيمة بالخارج ومساهمتها في التنمية” و”المرأة العربيّة ومناهضة أشكال التطرّف والإرهاب: أفضل التجارب العربية في مجال المرأة والأمن والسلم” و”أهميّة التشبيك النسائي الدولي من أجل السلم والاستقرار والتنمية”.
ولدى اختتامها لفعاليات هذه الندوة الدولية تولت السيدة نزيهة العبيدي تلاوة البيان الصادر عن المشاركين تحت عنوان “دعوة الى بناء السلم والامن والأجيال القادمة ” والذي جاء فيه بالخصوص دعوة لأصحاب القرار والمصنعين والباحثين الى الإلتزام بالتعهدات التالية:
ـ توجيه بحوثهم نحو الرفاه الانساني
ـ الحد من الأمراض القاتلة
ـ تخصيص جزء من ارباحهم لبناء المدارس والمسشفيات
ـ تشريك الشباب والشابات في فض النزاعات والتوقي منها وحفظ السلام
ـ العمل على إحترام التناصف في مواقع صنع القرار وضمن قوات حفظ الأمن والدفاع.
بلاغ.
شارك رأيك