بالرغم من أن الحب يحتلّ مكانة كبيرة في وجدان التونسيين المعروف حبهم للحياة، كونه جزءاً من ثقافتهم، حيث عرفوا أشعار الحب وقصص العشاق منذ العصور الغابرة، إلا أن اليوم هناك من بينهم من يُحاول “المتاجرة بـالحب” مستغلاً عيد العشاق العالمي المصادف لــ14 فيفري من كل عام للترويج عن طرق جديدة مبتكرة تهدف للكسب السريع…
بقلم عمّـار قـردود
هذه الطرق أطلقها تجار هدفهم الأسمى ربح المزيد من الأموال و لو على حساب مشاعر التونسيين خاصة منهم المراهقين. ففي بادرة غريبة و مثيرة و مستفزة وغير معهودة في تونس وعشية الإحتفال بعيد الحب الخميس المقبل، سارع أحد المطاعم التونسية بقمرت بالعاصمة إلى الإعلان والترويج لعرض غريب يتعلق الأمر بعرضه لحبيب أو حبيبة مؤقتة “للإيجار” أو “للكراء” وذلك لكل الأشخاص الراغبين في ذلك شرط أن يكونوا وحيدين و لا يرغبون في قضاء عيد الحب بمفردهم!
وأكدت إدارة المطعم أنها ستُلاقي الزبون أو الزبونة الوحيدين بـ”حبيب” يُهدي إليه خاتمًا أو علبة شوكولاتة على طاولة رومنسية مليئة بالشموع.
صاحب مطعم “كافيشانتا” Kafichanta قال في تصريح لوسائل الإعلام إن هذه الخدمة ستكون مجانية، ولن يضطر الزبون إلى دفع أموال إضافية مقابل توفير شريك أو شريكة بصفة مؤقتة.
هذا العرض المثير و غير المسبوق تفاعل معه رواد منصات التواصل الإجتماعي بشكل كبير من التونسيين بين مؤيد و مُبارك للفكرة ومهلل لها بحُكم أنها حصرية و تحضّ على الإنفتاح و التحرّر خاصة من طرف الشباب و المراهقين وبين معارض و مستاء من مضمون الفكرة التي تنطوي على أمور غير أخلاقية تتعارض و تقاليد و عادات الشعب التونسي.
“عشّاق للإيجار” حتى في الصين
فكرة المطعم التونسي بتوفير حبيب أو حبيبية خلال عيد الحب ليست بالأمر الجديد أو المستحدث أو المبتكر، فقد قام في 2014 موقع صيني للتجارة الإلكترونية بعرض إعلان عن توفر “عشاق للإيجار”، حيث يبلغ سعر تأجير الرجل، في اليوم الواحد مقابل رحلات إلى مدن أخرى وزيارة العائلة، 800 يوان صيني، ويختلف السعر في حالة أن يكون مطلوب منه التظاهر بدور العشيق أثناء التسوق ليصل إلى 150 يوان صيني في الساعة الواحدة.
وأوضح الإعلان، الذي لاقى رواجًا كبيرًا وإقبالاً غير متوقع، أن سعر العشيق يبلغ 50 يوان صيني مقابل كل 20 دقيقة يستمع خلالها لشكاوى أو سوء معاملة تعرض لها الطرف الآخر و تفريغ الطاقة السلبية لديه.
وتنتشر ظاهرة “تأجير العشاق” في الصين عند حلول إحتفالات رأس السنة القمرية، لكن بالنسبة للكثير من الرجال والنساء غير المتزوجين، وقبل بداية العام الصيني الجديد تكون هناك قوائم مزدحمة من الرجال الذين يعرضون تقديم خدماتهم من أجل التظاهر بدور العشيق.
عن عيد الحب العالمي ؟
يحتفل العالم بصورة خاصة في يوم 14 فبراير بعيد الحب، ووفاء لذكرى القديس فالنتين الذي عاش في بداية ظهور الديانة المسيحية، والذي تم إعدامه في هذا اليوم من عام 269 كما يعتقد البعض بسبب مهمته الإنسانية في الحب من خلال تزويج الشباب.
يتم الاحتفال بعيد الحب سنوياً من خلال قيام الأفراد بالعديد من الممارسات مثل إرسال الأزهار والشوكولاتة لمن يحبون، بالإضافة إلى إرسال البطاقات المختلفة للتعبير عن الحب؛ حيث يقدّر عدد البطاقات المتبادلة سنوياً ما يقارب من 141 مليون بطاقة، ويمكن زيادة القيمة المعنوية للبطاقات من خلال قيام الفرد بصناعتها بنفسه، ثم كتابة بعض الأمور التي تعبّر عن حبه وامتنانه عليها، كما يمكن للفرد اللجوء لتقديم الهدايا لمن يحب.
مراسم الاحتفال بعيد الحب
يحتفل التونسيون بعيد الحب من خلال تبادل الورود والهدايا أيضا، فعلى الرغم من بعض الأفكار الرافضة للإحتفال بعيد الحب في تونس، إلا ان الكثير منهم يحتلفون بهذا اليوم، وكذلك يقوم التجار باستغلال هذه المناسبة لبيع الورود والهدايا.
يحتفل بعض المصريين بعيد الحب من خلال شراء الهدايا والورود باللون الأحمر وأهدائها لمن يحبون، وقدرت مبيعات الورود في 14 فبراير 2006 ما قيمته ستة ملايين جنيه مصري أي مانسبته 10 في المائة من إجمالي بيع الزهور السنوي.
يحتفل اليابانيون بعيد الحب بطريقة مختلفة، حيث تقوم النساء العاملات بتقديم قطع الشوكولا لزملائهم في العمل في عيد الحب، وبعد شهر تماماً في 14 مارس الذي يصادف ما يعرف باسم اليوم الأبيض يقوم الرجال بإهداء هدية إلى من قدمت لهم شوكولا في عيد الحب، وتقسم الشوكولا إلى ثلاثة أنواع، أولها ما يوزع في العمل ويطلق عليه “شوكولا إلزامية”، والثانية تعني “شوكولا حقيقية” وهي التي يتم إعطائها للحبيب، والثالثة تعرف باسم (友チョコ تومو تشوكو) وتعني “شوكولا الأصدقاء”.
شارك رأيك