في الذكرى الثلاثين لقيام الإتحاد المغاربي قال أمينه العام الطيب البكوش: “إذا كان المغاربيون يريدون إحياء الإتحاد، وإعطاءه دفعة جديدة، فإن ذلك يجب أن يتم عبر عقد القمة السابعة لرؤساء الدول المغاربية المعطَّلة منذ ربع قرن”.
بقلم عمّـار قـردود
أكد بيان إحياء الذكرى الثلاثين لقيام الإتحاد المغاربي صادر عن الأمانة العامة أن “كل الإنجازات لا تخفي حقيقة الوضع الحالي الذي يمر به الاتحاد، فليس سرًا أن التنظيم يعيش منذ سنوات تعثرا يعرقل مسيرته ويؤثر سلبًا على صورته وسمعته ومكانته”، لافتًا إلى أن “الأزمة الليبية القائمة انعكست بشكل سلبي على الإتحاد المغاربي”.
وأضاف البيان أن “الوضع خطير، لكن ما يبعث على التفاؤل هو أن الساحة الدولية والإقليمية شهدت مؤخرًا انفراجًا لأزمتين كبيرتين، هما “الكورية–الكورية”، و”الإثيوبية–الأريتيرية”، وكلاهما أشد خطرًا وأطول عمرًا، ولعل هذا المشهد بالذات هو ما يفسر التمسك بالأمر في قرب حصول انفراج”.
القمة المغاربية السابعة معطَّلة منذ ربع قرن
وأكمل المصدر ذاته: “الوضع الحالي ليس قدرًا يجب الاستسلام له، بل يمكن تجاوزه إذا توفرت الإرادة والعزيمة وتضافرت الجهود وتوحدت الأهداف وصفت القلوب والعقول، وهي أمور كلها ليست بالمستحيلة”.
ومن جانبه قال التونسي الطيب البكوش، الأمين العام للإتحاد إنه “إذا كان المغاربيون يريدون إحياء الإتحاد، وإعطاءه دفعة جديدة، فإن ذلك يجب أن يتم عبر عقد القمة المغاربية السابعة (قمة رؤساء الدول المغاربية) المعطَّلة منذ ربع قرن”. مشيرًا على أن عقد تلك القمة “سيكون له تأثير كبير على الشعوب المغاربية”.
وشدَّد البكوش على “أن المشاكل التي تعرقل سير إتحاد المغرب العربي، وضمنها قضية الصحراء، يمكن أن تحلَّ عبر الحوار”، داعيًا قوى المجتمع المدني المغاربية إلى المساهمة الأدبية والأخلاقية والسياسية في الدفع بمسيرة الاتحاد إلى الأمام.
وأضاف بأن “المنظمة حققت العديد من الإنجازات السنة الماضية، وعلى رأسها استمرار الجهود من أجل مد الطريق السيار المغاربي؛ كما تم إحراز تقدم في الدراسات الخاصة بالقطار المغاربي، إذ أصبح حلم تحقيقه أقرب من أي وقت مضى”، مشيرا إلى أنه “في مجال التجارة تم التركيز على إعداد البروتوكولات المرفقة بمشروع اتفاقية إقامة منطقة للتبادل الحر بين دول الإتحاد، وتتعلق أساسا بالتقييم الجمركي ونظام تسوية النزاعات وقواعد المنشأ”.
تنفيذ “الرؤية المستقبلية للفلاحة المغاربية في أفق 2030”
وأَضاف البكوش، في كلمة له في احتفالية نظمها الإتحاد تخليدًا الذكرى الثلاثين للإتحاد المغاربي، أمس الإثنين 18 فيفري 2019، بالعاصمة المغربية الرباط، أن “المنظمة تعمل أيضا على تنفيذ “الرؤية المستقبلية للفلاحة المغاربية في أفق 2030″، والتي أعدتها بالتعاون مع “الفاو”، وتهدف بالخصوص إلى تحقيق الأمن الغذائي بكيفية مستدامة في إطار مسار تدريجي للاندماج الإقتصادي للمنطقة المغاربية بالتعاون مع الشركاء الحاليين والمحتملين”، وزاد: “سيتم تنفيذ الخطة إلى غاية 2020، وستتبعها خطة ثانية إلى غاية 2030”.
وأوضح وزير الخارجية التونسي سابقًا أن “عقد اللقاء مفاده الاستمرار والتشبث بكل عزم وبكل إرادة بتحقيق حلم الآباء بالوحدة والاندماج”، لافتًا إلى أنه “على المستوى الأمني تدارس وزراء خارجية البلدان الخمسة الإشكالية بشكل موسع، ودعوا من خلال “بيان الجزائر” إلى ضرورة مكافحة المخاطر التي تهدد المنطقة المغاربية في إطار مقاربة متكاملة ضمن إستراتيجية شمولية، وهو ما كرسه أيضا “بيان الرباط”، الذي أنشأ فريق عمل في مجال مكافحة الإرهاب”.
مونديال 2030… هل يكون مغاربيًا ؟
وبخصوص ملف “مونديال 2030″، قال البكوش إن “الأمانة العامة أطلقت مبادرات من أجل ترشح مغاربي مشترك لكأس العالم 2030″، مشيرًا إلى أن المبادرات “لاقت ترحيبًا مغاربيًا ودوليًا منقطع النظير، وذلك إيمانًا بإمكانيات بلداننا المغاربية في هذا المجال”.
شارك رأيك