في تدوينةٍ له على صفحته الرسمية على الفايسبوك نشرها أمس الإثنين 18 فيفري 2019، أشار النائب الصحبي بن فرج إلى أهمية التصريحات الأخيرة التي ادلى بها القيادي في نداء تونس رضا بلحاج في الكشف عن “الصفقة التي بدأ طبخها” منذ عودة هذا الأخير إلى النداء والتي تهدف حسب رأي بن فرج إلى “إسقاط الحكومة وتحقيق مصلحة الرئيس ونجله حافظ.”
وكتب بن فرج في تدوينته :
“لا أحمل السيد رضا بلحاج في قلبي، اعتبره شخصيًّا أحد أهم عناصر الأزمات التي تعاقبت على النداء منذ توليه إدارة الديوان الرئاسي : في عهده إنشطرت الكتلة الى إثنتين وانقسم الحزب الى اربع واستولى بفظله حافظ قايد السبسي رسميا وحصريا وقانونيا ونهائيا على الباتيندة
في المقابل، يُحسب لرضا بلحاج أنه في حالات الانكسار والتراجع يتيح للراي العام بتصريحاته أن يكتشف بعض ما كان قد أُخفي عنه في الماضي وفي الحاضر
اولا، يقول رضا بلحاج انه عاد في جويلية الى قيادة النداء بطلب صريح من “منظمة وطنية” مع ضمان ووعد غامض من الرئيس (لم ينفذه الى اليوم) بتأخير نجله وتعويمه في قيادة جماعية لنداء تونس (وليس إبعاده تماما)
وكان من المفروض ان تشمل العودة حزب مشروع تونس وامينه العام محسن مرزوق ( الذي يبدو أنه تفطن بعد ذاك الى عدم صدقية الضمانات بإبعاد حافظ فانسحب من الاتفاق)
أتذكر جيّدًا، أننا خضنا طيلة شهري جوان وجويلية صراعا حقيقيا داخل حزب مشروع تونس ضد هذا التوجه. صراع انتهى باستقالتنا من الحزب، واعتبرنا حينها ان فكرة العودة الى النداء بقيادته تلك، وبتلك الضمانات الواهية ستكون خديعة ومجرد توفير للغطاء البرلماني والسياسي والشعبي لتحقيق رغبة الرئيس ونجله في عزل يوسف الشاهد
ثانيا، يؤكد رضا بلحاج أن السعي طيلة ثمانية اشهر لإسقاط الحكومة كان فقط لمصلحة نداء تونس (أي في الواقع لمصلحة الرئيس ونجله): يعني لا مصلحة وطنية ولا تحالف مع النهضة ولا حصيلة سيئة ولا فشل حكومي ………..فقط مصلحة حافظ قايد السبسي
تماما كما كنا نحاجج ونناقش ونحاول أن نُقنع من كانوا يحاولون إيهامنا بالعكس
إذا جمعنا المعلومة الاولى مع المعلومة الثانية فهذا يعني بالضرورة ان صفقةً ما كانت تُطبخ طيلة الصائفة: المساهمة في إسقاط الحكومة وإزاحة يوسف الشاهد مقابل اعادة تشكيل قيادة نداء تونس التاريخية مع وعد غامض وضمان رئاسي بإبعاد حافظ قايد السبسي عن الواجهة (وليس عن القيادة)
هذه هي الصفقة التي أفشلها وأسقطها تشكيل كتلة الائتلاف الوطني (26 أوت 2018)
ثالثا، يرى رضا بلحاج أن يوسف الشاهد أصبح رقما ثابتا(!!!)، وأن الحكومة باقية الى الانتخابات، ويشير ضمنيا إلى أن بقاءها قد يكون إيجابيا في الميزان السياسي والانتخابي للعائلة الندائية الموسّعة!!!!
هل يدرك الندائيون اليوم حجم الكارثة السياسية التي صنعوها بأنفسهم وبحزبهم وعائلتهم السياسية الموسّعة طيلة أكثر من عام بسعيهم المحموم والانتحاري الى إسقاط حكومتهم وإهداء مواقعهم فيها الى غيرهم؟ فقط من أجل عيون حافظ؟
رابعا، يؤكد رضا بلحاج أن لا أمل في نداء تونس بوجود حافظ وان الخطر الذي يمثله حافظ سيتجاوز النداء الى كامل العائلة الندائية الموسّعة وربما الى الدولة برمتها، ما لم يتحرك الرئيس المؤسس الذي يمتلك في رأيه 90٪ من أوراق الحل : إبعاد نجله ومحيطه عن الحزب لعله ينقذ حزبه ورئاسته وحتى شخصه ومكانته ورمزيته ورصيده التاريخي
ماذا يعني ان 90٪ من أوراق الحل بيد الرئيس؟ عمليًّا يعني أن 90٪ من أسباب المشكل عند الرئيس
إما لانه لا يقدر على إبعاد إبنه أو لانه أصلا لا يريد ذلك (وهذا ما أرجحه)
ماذا يلام على يوسف الشاهد؟ أليس تصريحه بأن حافظ قايد السبسي دمّر النداء وفي طريقه لتدمير الدولة
هل أخطأ يوسف؟ هل نعتبر أنه غدر ولي نعمته و “عضَّ” اليد التي نصّبته رئيسا للحكومة أم نعترف بأنه صارح الشعب (والرئيس) بالحقيقة المرة والمؤلمة التي يتفادى قولها أباطرة السياسة خوفا من غظب الرئيس؟ ألم يفتح بذلك على نفس بابا للجحيم كان في غنًى عنه؟ ألم يكن بإمكانه دفن رأسه في الرمل “ويسلّك” أمورو كما يفعل الجميع ؟ ألم يكلفه ذلك نعته ظلما بأنه صنيعة النهضة؟ هل تُرك له خيار آخر غير الاصداع بذلك حتى يضع الراي العام شاهدا على ما يحدث؟
في نهاية الامر، ما صرح به رضا بلحاج يؤكد مرة اخرى صحة القرار والتوجه والتمشي الذي توخيناه منذ جويلية الماضي:
•تمسكنا ببقاء الحكومة ويوسف الشاهد واعتبرنا إزاحته عبثا بالدولة ورفضنا اعادة تسليم اوراق اللعبة للرئيس ليعيدها بدوره الى نجله
•اعتبرنا ان السيد حافظ قايد السبسي هو العقبة الرئيسية التي من المستحيل التعامل معها او إزاحتها نظرا للحماية الرئاسية المطلقة والنهائية
•حسمنا أمرنا في العودة الى نداء تونس ورفضنا كل حديث عن ضمانات اعتبرناها غامضة وتهدف فقط الى منعنا من خلق البديل
•كوَّنا كتلة نيابية وازنة ساهمت في إنهاء الازمة الحكومية والسياسية المزمنة
•أطلقنا ديناميكية سياسية جديدة قائمة على تأسيس حزب وسطي جامع وجبهة سياسية واسعة
المواقف والتصريحات والشهادات والاحداث تثبت يوميا صحة التمشي ووضوح الرؤية وثبات الأهداف
تحيا تونس “
شارك رأيك