أكد الكاتب وعضو الحزب الديمقراطي التقدمي احمد فرحات حمودي ان حزب حركة “تحيا تونس” يعيش حالة من المخاض ويتعرض لسهام نقد من كل صوب خاصة من أعضاء حزب نداء تونس الذين يعتبرون الحركة منازرعا لهم على موقعهم الذي احتلوه سنة 2014 كقاطرة للقوى الديمقراطية والحداثية..
وقال احمد فرحات حمودي في تدوينة فايسبوكية : “هنالك تهديد حقيقي من هذه الحركة التي إن نجحت يكون نداء تونس من الماضي ولا جدوى سياسية من بقائه وبالتالي يمكن بسهولة فهم هذا السلوك العنيف والمتوتر الذي يتعاطى به نداء تونس مع حركة تحيا تونس”.
وأضاف :”في الجهة المقابلة يتصاعد قلق حركة النهضة من سرعة انتشار الحركة السياسية الجديدة وعدم وضوح خطها السياسي في علاقة بالتوازنات السياسية بعد الانتخابات والذي سيحدده مؤتمر الحركة أواسط شهر افريل (نيسان)
وفيما يلي نص التدوينة :
لا أجوبة نهائية وقاطعة في السياسة. تعيش الحركة السياسية الوليدة تحيا تونس مخاض الولادة. تتعرض لسهام نقد من كل صوب. يشن عليها أعضاء حزب نداء تونس المثخن بمشاكله هجوما كاسحا متهمين رئيس الحكومة الذي تدور حوله حركة تحيا تونس بخيانة ولي نعمته ومؤسس نداء تونس الباجي قائد السبسي ويقرؤون ممارسة رئيس الحكومة لصلاحياته كاملة على أنها خيانة لأنه لم يكن دمية بيد ساكن قرطاج الذي يبدو أنه عينه ليكون كذلك ولا غرابة أن يستنفر ما تبقى من أنصار النداء ضد حركة تحيا تونس باعتبارها تنازعهم على موقعهم الذي احتلوه سنة 2014 كقاطرة للقوى الديمقراطية والحداثية.
هنالك تهديد حقيقي من هذه الحركة التي إن نجحت يكون نداء تونس من الماضي ولا جدوى سياسية من بقائه وبالتالي يمكن بسهولة فهم هذا السلوك العنيف والمتوتر الذي يتعاطى به نداء تونس مع حركة تحيا تونس. في الجهة المقابلة يتصاعد قلق حركة النهضة من سرعة انتشار الحركة السياسية الجديدة وعدم وضوح خطها السياسي في علاقة بالتوازنات السياسية بعد الانتخابات والذي سيحدده مؤتمر الحركة أواسط شهر افريل (نيسان). يفسر البعض سرعة انتشار الحركة ونموها بجاذبية السلطة في أحسن الحالات وباستغلال أجهزة الدولة في أسوئها.
وباعتباري من الأوائل الذين آمنوا بالفكرة قبل أن تصبح مشروعا وواقعا تعالوا لنقاش سياسي راق نحاجج به بعضنا البعض عوض الشيطنة والتخوين والتشويه الذي لن ينفع الناس في شيء بل ستكون نتيجته الحتمية هو مزيد ازدراء الناس للسياسة وأهلها وما يستتبع ذلك من عزوف على الانتخابات كلنا يعلم من المستفيد منه.
لا ضير عندي من التذكير بأن السياسة كما الطبيعة تأبى الفراغ وقد بينت الانتخابات البلدية وما سبقها وما تلاها أن التونسيين عبروا عن حاجتهم لعرض سياسي جديد يعزز هذا القول رفض 7 من 9 ناخبين كل الأحزاب الموجودة (إما مقاطعون أو صوتوا لمستقلين) ولا ضير عندي أيضا من التأكيد بأنه كان واضحا عندي أن أفول نداء تونس بتتالي مشاكله الداخلية وانقساماته كان فرصة لبناء كيان سياسي جديد يمكن أن يكون أكبر منه ويأخذ منه الريادة.
ولا ضير عندي من التذكير أيضا أن صعود نداء تونس الصاروخي كان من أهم أسبابه فشلنا نحن في الديمقراطي التقدمي أولا في الانتصار على النهضة في 2011 بسبب حملات التشويه القوية كالتي نشهدها الآن وبسبب فشلنا في مسار توحيد الديمقراطيين الحداثيين في 2012 ثانيا لأسباب ليس هنا المجال لتعدادها وبمجرد افتكاك نداء تونس للريادة حينها خسر الجمهوري معركة 2014 قبل أن تبدأ.
وعليه يمكن الاستنتاج بسهولة أن صعود هذه الحركة السياسية الوليدة ربما يفسر بجاذبية السلطة في جانب منه ولكنه يفسر أكثر بحاجة التونسيين لعرض سياسي جديد وعصري يقطع مع التنظيمات السياسية القديمة ويحمل راية القطب الديمقراطي الاجتماعي الحداثي في تونس.
وباعتبار أن المبادرين بالفكرة كانوا سليلي تجارب سياسية مختلفة ومتعددة ولكنها كانت تعاني في معظمها من ضعف في الحوكمة كان القرار ببناء عصري يعتمد على الانتخابات في كل مراحله وهياكله وباعتبار أن التنافس لابد له من أفكار وأرضيات سياسية تم إقرار التنافس بالقائمات التي تتبنى أرضيات مختلفة باعتبار أن الوسط هو هجين بين يساره ويمينه وانطلق أعضاء حركة تحيا تونس في صياغة الورقات السياسية وبناء القائمات على أساسها وحشد الأنصار لها استعدادا لانتخابات ستكون سابقة في تاريخ تونس وبإشراف هيئة انتخابات مستقلة وبمراقبة جمعيات مختصة في الغرض وبالتالي لا رئيس ولا مرؤوس ولا هيئة سياسية ولا أختها التأسيسية قبل المؤتمر كل المنخرطين في حركة تحيا تونس قبل غلق باب الانخراط أواسط شهر مارس هم مؤسسون سينتخبون بكل حرية وشفافية مجالس محلية وجهوية ومجلس وطني وستكون لوائح الحزب بناء على نتائج القائمات الفائزة في الانتخابات وسيكون هنالك بلا شك قائمة تعبر عن التوجه الديمقراطي الاجتماعي بوجوه سياسية شابة لم تصبها لوثة السياسة ستدافع على حضوضها بجدارة وجسارة في كل الجهات والمحليات وسيكون لها صوت قوي وعال في كل هياكل الحركة.
إنه خيار صعب ولكنه ممكن ومتاح وهي مهمة جسورة لوضع أفكار أمنا بها على طريق الحكم.
إن المتحدثين عن وجوه قيادية اليوم في حركة تحيا تونس إنما يجانبون الصواب فلا قيادة قبل المؤتمر هي تجربة جديدة وجديرة بالانتباه.
شارك رأيك