كشفت مصادر جزائرية موثوقة ومتطابقة لــ”أنباء تونس” أن الترتيبات جارية للإعلان خلال الساعات القادمة من اليوم الأحد 24 فيفري 2019 بشكل رسمي عن قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي خلال الأيام القادمة عن السلطة التي مكث بها منذ 1999 و ذلك لأسباب صحية محضة.
من الجزائر: عمّار قردود
لحقيقة غير ذلك تمامًا وهي أن هناك ضغوطات داخلية وخارجية على أصحاب القرار في الجزائر جعلتهم يُراجعون قرار ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة خلال الإنتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل المقبل، وهو الترشح الذي ألهب الشارع الجزائري و تسبب في خروج الآلاف من الجزائريين في مظاهرات ومسيرات ضخمة وسلمية الجمعة الماضية 22 فيفري مناهضة لهذه العهدة.
و ينتظر الجزائريين اليوم في أية لحظة صدور بيان متوقع من الرئاسة الجزائرية يتحدث عن قرار الرئيس بوتفليقة التخلي عن الحكم لأسباب صحية و كمحاولة لإعادة الهدوء إلى البلاد. وربما سيتم الإعلان عن ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.
محاولة لامتصاص الغضب الداخلي
و توصل أصحاب القرار في الجزائر إلى الإعلان عن تنحي بوتفليقة عن السلطة – تنتهي عهدته الرئاسية في أواخر مارس المقبل- كحل إضطراري و كمحاولة لامتصاص الغضب الداخلي ومخاوف من تأثر الشعب الجزائري بثورات التغيير التي اجتاحت العالم العربي مؤخرا، و يبدو أن صنّاع القرار في الجزائر اقتنعوا مجبرين بضرورة التغيير على مستوى القيادة تلافيًا لــ”ثورة شعبية محتملة قد تأتي على الأخضر واليابس”.
و لم يستبعد مراقبون للشأن الجزائري إحتمال تنحي بوتفليقة الذي يعاني من متاعب صحية، ومن المقرر أن يسافر اليوم الأحد إلى جنيف بسويسرا لإجراء فحوصات طبية روتينية مثلما أعلنت عن ذلك الرئاسة الجزائرية في بيان صادر الأربعاء الماضي، وهو السفر الذي قالت بعض المصادر أنه بمثابة “هروب أو نفي للرئيس إلى الخارج”، فيما قالت مصادر أخرى أنه بمثابة إنقلاب أبيض على الرئيس يقضي بإستبعاده من السلطة وربما الإعلان عن الحالة الإستثنائية في الجزائر وتأجيل الإنتخابات الرئاسية إلى موعد لاحق.
لكن متتبعين سياسيين للأوضاع في الجزائر إستبعدوا إمكانية إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أو المقربين منه والحاكمين بإسمه التنحي عن السلطة لأن ذلك ليس في مصلحته ومصلحتهم وإن كان في مصلحة البلاد والعباد وذلك بمرر أن “متعة السلطة تجعل الرؤساء يستأثرون بالمناصب ولا يقبلون التخلي عنها بمحض الإرادة”، ويعتقدون أنه لامعنى لتنحي الرئيس طالما أن من يخلفه سينفذ نفس سياسات النظام السياسي القائم في الجزائر والتي أدخلت البلاد في الأزمة الحالية.
هل سيكون تبون هو الرئيس المقبل للجزائر؟
و في خضم تسارع الأحداث في الجزائر، تتوقع بعض المصادر أن يتم الدفع بالوزير الأول الجزائري السابق عبد المجيد تبون إلى واجهة الأحداث مجددًا وترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية مكان بوتفليقة الذي يبدو أن عهده قد إنتهى، وذلك لإدراك صناع القرار بأن تبون يُحظى بشعبية جارفة وقبول جماهيري لافت، لأن الرجل تم التضحية به في أوت 2017 بعد أقل من 80 يومًا فقط قضاها على رأس الحكومة الجزائرية وباشر أثناءها عملية تطهير واسعة ضد الفساد والمفسدين خاصة في أوساط مافيا المال السياسي وهي الإقالة التي إستاء منها معظم الجزائريين الذين لأول مرة يرفعون القبعة لمسؤول بارز برتبة وزير أول منذ عقود من الزمن.فهل سيكون عبد المجيد تبون الرئيس المقبل للجزائر؟ و هل سيتخلى بوتفليقة عن الحكم اليوم؟
الجزائر: مظاهرات حاشدة ضد بوتفليقة والأمن يمنع المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي
شارك رأيك