جددت تونس رفضها الشديد لاستقبال مراكز إيواء اللاجئين فوق أراضيها، و ذلك ردًا على ضغوط أوروبية مورست عليها وعلى الجزائر والمغرب وليبيا وذلك قبيل إنطلاق أشغال القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ بمصر أمس الأحد 24 فيفري 2019.
بقلم عمّـار قردود
قال وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أمس، على هامش هذه القمة إن سياسة بلاده في ما يتعلق بالهجرة واضحة، مشيرًا إلى حرصها على حماية حدودها مع ليبيا والجزائر وأنها لا تسمح بأي هجرة غير شرعية لأوروبا.
وأضاف الجهيناوي في تصريحات للصحفيين أن الحوار متواصل مع مختلف الأطراف كدول وكمجموعة للإتحاد الأوربي للنظر في مقاربة للهجرة تتماشى مع الجانبين، مشددا على رفض تونس أن تكون منطقة عبور أو مركز إيواء للمهاجرين غير النظاميين.
عشية القمة، أصدر الاتحاد الأوروبي تقريرًا شدد فيه على إرتباط البلدان العربية والأوروبية بتاريخ طويل من العلاقات الإستراتيجية تعززه رغبة الجانبين بتطوير التعاون من أجل تحقيق الطموحات المشتركة ومواجهة التحديات الآنية وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وكانت جميع دول شمال أفريقيا قد رفضت بشكل منفرد و شديد مقترح مراكز اللجوء على غرار تونس والجزائر والمغرب وليبيا.
وكان الجهيناوي كشف في 2018 إن بلاده تعارض أي مشروع يهدف إلى تحويلها لمنصة للمهاجرين، ردًا على “مساعٍ أوروبية تقودها ألمانيا لإقناع الحكومة التونسية بتوفير منصة للمهاجرين غير النظاميين واللاجئين على أراضيها”.
وأوضح الجهيناوي، خلال مباحثات مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أنه “حتى لو طرح علينا الأمر، فإننا نرى أن هناك أساليب أخرى أولها مكافحة الهجرة غير الشرعية حمايةً لمواطنينا، ولأمن الأطراف الأخرى”. وأشار إلى أن “موضوع الهجرة غير الشرعية لا يمكن معالجته برفض الآخر وتشييد مثل هذه المنصات، فأوروبا اليوم بحاجة إلى دعم بشري ديمغرافي من خارج أوروبا وبلدان جنوب المتوسط أساسًا”.
وسبق لمجلة “دير شبيغل” الألمانية قد أكدت عزم الحكومة الألمانية الإتحادية تعقيد طريق اللجوء عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا بشكل كبير، عبر التخطيط لإقامة مخيمات إستقبال أولية للاجئين في تونس.
وأثيرت المسألة أيضًا أثناء زيارة المستشارة الألمانية لتونس عام 2017، ضمن “مقايضة ألمانية” لتونس تقوم على أساس ضخ الاستثمارات، والمساعدات الاقتصادية، مقابل فتح الباب لاستقبال المهاجرين حال إنقاذهم من البحر.
و في جوان 2018،استبعدت الجزائر القبول بمشروع من تمويل الاتحاد الأوروبي لإقامة مراكز استقبال المهاجرين على أراضيها، فيما تسعى دول الاتحاد خلال قمة بروكسل الخميس والجمعة لتجاوز خلافاتها حول الهجرة.
وبينما سعت دول الإتحاد الأوروبي إلى تجاوز خلافاتها بمناسبة قمة بروكسل المنعقدة آنذاك لإيجاد حلول واقعية لمعالجة أزمة المهاجرين، الذين يتدفقون على أراضيها وإقناع الدول الأفريقية على تكثيف جهودها لمنعهم من ذلك، أعلنت الجزائر، على لسان وزير خارجيتها عبد القادر مساهل، رفض فكرة إقامة مراكز استقبال على أراضيها وفرز المهاجرين الذين يقطعون مسافات طويلة عبر الصحراء على أمل عبور المتوسط.
وبناء مراكز من تمويل أوروبي في دول شمال أفريقيا وفي منطقة الساحل لفرز المهاجرين هي من بين المشاريع التي يدافع عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض قادة دول الإتحاد الأوروبي مثل أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي، لكن يبدو أن هذا الهدف صعب المنال بسبب رفض معظم دول شمال إفريقيا التي يمر عبر أراضيها عدد كبير من المهاجرين الأفارقة، بحكم الحدود الشاسعة التي تتقاسمها مع دول أخرى مثل ليبيا ومالي والنيجر.
شارك رأيك