في هذا المقال يحلل الكاتب مواقع القوى السياسية المختلفة في تونس قبل تسعة أشهر من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2019 ويستقرىء التحولات المنتظرة والمؤملة والممكنة في ضوء نتائج الإنتخابات الفائتة وإتجاهات الرأى العام التونسي الذي ما زال متذبذبا.
بقلم سامي بن سلامة *
عام 2011 حركة النهضة جابت في إنتخابات المجلس التأسيسي 1 مليون و498 ألف و905 صوت في دوائر تونس والخارج… منهم 65 ألف و703 صوت في الدوائر اللإنتخابية في الخارج..
أكبر نسبة أصوات جابتها وقتها في الداخل كانت في تطاوين 55.77% وبعدها مباشرة قابس 50.24%
أما في دوائر الخارج أكبرها كان في إيطاليا 48.36% وبعدها في دائرة العالم العربي 44.81%. في الجملة جابت 34.81% من مجموع الأصوات في الداخل والخارج.
في 2014 في التشريعية جابت الحركة 947 ألف و058 ألف صوت في التشريعية و26.46% من الأصوات المصرح بصحتها. يعني خسرت 551 ألف و847 صوت.
في الإنتخابات البلدية عام 2018 الحركة جابت 517 ألف و234 صوت. يعني زادت خسرت 429 ألف و824 صوت.
النهضة خسرت قرابة المليون صوتا بين 2011 و 2018
خسارة النهضة الجملية من 2011 إلى حدود 2018 بلغت 981 ألف 671 صوت. مليون صوت تقريبا.
بعد إنتخابات 2011 ما كانش فمة توازن في البلاد. الثاني في الترتيب إلي هو المؤتمر من أجل الجمهورية جاب الكل في الكل 352 ألف و825 صوت والثالث وهو التكتل من أجل العمل والحريات جاب 285 ألف و530 صوت… وهذا يخليهم بعاد على الحركة برشة…
كيف زادو تحالفو معاها بأصواتهم إلزوز الي وصلت 638 ألف و355 صوت وطلعوا للحكم زاد تعمق إنعدام التوازن وولات “الترويكا” تحكم بفضل كتلة أصوات وصلت 2 ملاين 372 ألف و260 صوت.
وهذا علاش وقتها ولاو يعيطوا للأخرين بكل وقاحة جماعة صفر فاصل..
وهذا علاش إعتبرت الحركة أنها وصلت للتمكين ومن حقها تطبق برنامج أسلمة المجتمع الكافر وتعمل إلي يظهرلها.
التمشي هذا كشفها عند الرأي العام وعراها وموش لازم نرجعوا للتفاصيل.
خسرت هي في إنتخابات 2014 الأصوات الي قلنا عليها وكملت دقدقت في جرتها المؤتمر الي جاب 69 ألف و894 صوات يعني خسر 282 ألف و931 صوت. والتكتل إلي ما جاب شيء واختفى من المشهد البرلماني بعدما خسر كل شيء.
نداء تونس متاع عمكم السبسي خان ناخبيه وتحالف مع حركة النهضة
شكون طلع في المقابل ؟
طلع نداء تونس متاع عمكم السبسي… إلي جاء الأول في تشريعية 2014 وجاب 1 مليون و275 ألف و088 صوت في دوائر الداخل والخارج.
نداء تونس خان ناخبيه وتحالف مع حركة النهضة إلي كان يوعد فيهم بإخراجها من الحكم.
وفي إنتخابات 2018 البلدية عاقبوه وما جاب كان 377 ألف و121 صوت… وخسر بالتالي 897 ألف و967 صوت…
وين مشاو أصوات النهضة والنداء الضايعين ؟
جزء كبير منها ما مشات لحد لأنها نسبة المشاركة انخفضت بطريقة دراماتيكية ومن 4 ملاين و306 ألف و367 ناخب في 2011 هبطنا إلى حدود 3 ملاين و579 ألف و257 ناخب في 2014. وزدنا طحنا إلى 1 و900 ألف ناخب عام 2018.
وجزء منها بالطبيعة مشات صوتت للنهضة والنداء وللقائمات المستقلة.
القائمات المستقلة جابت 581 ألف و930 صوت.
النهضة جابت 517 ألف و234 صوت.
النداء جاب 377 ألف و121 صوت.
القائمات المستقلة لن تسجل إختراقا كبيرا عام 2019
القائمات المستقلة وهذا حسب رأيي ما تنجمش تعمل إختراق كبير على المستوى الوطني في انتخابات 2019 لثلاثة أسباب رئيسية:
– أولا: صبغة أغلبها الغارقة في المحلية والي يخلي اشعاعها ما يتجاوزش دائرتها الإنتخابية يعني المعتمدية الشيء إلي يخلينا من 350 دائرة إنتخابية ماناش باش نلقاو برشة منها في 27 دائرة إنتخابية كبيرة يعني ولاية أو شطر ولاية.
– ثانيا: فشل أغلبها في إدارة البلديات إلي نجحت فيها نظرا لغياب الكفاءة وخاصة التخبط والخلافات الداخلية وانعدام الإمكانيات المادية.
– ثالثا: غياب قيادة وطنية موحدة للقائمات المستقلة إلى حد الآن وانعدام آفاق توحدها في المستقبل.
هذا طبعا ما يعنيش عدم تحقيق بعضها إختراقات كبيرة في بعض الدوائر في المستقبل.
هذا يورينا الي الزوز ماكينات إنتخابية الي عنا في النهاية هوما ماكينة النهضة وماكينة النداء…
الماكينة الثالثة الإفتراضية إلى حد الآن هي ماكينة التجمع… علاش نقول إفتراضية لأنها تفرقت بين الأحزاب هاذوما… وما أثبتتش لليوم إلي هي موجودة وخاصة أنو الأحزاب التجمعية ما جابت شيء لليوم في الإنتخابات الي عشناها الكل… وفشلت حتى في ترشيح قائمات في الدوائر البلدية بعدد محترم.
ماكينة النداء قايمة أساسا على شخصية الباجي قايد السبسي… يعني فمة ناس صوتت وباش تصوت لنداء تونس مهما كان المرشح الي يقدموا النداء… وهذا صالح للإنتخابات القادمة.
ماكينة النهضة في تراجع مستمر وما عاد عندها ما تضيف ولهذا الحركة هدفها باش يكون في المرحلة المقبلة ضرب الماكينة الأخرى وين باش تكون موجودة والتركيز من جهة أخرى على إثارة العواطف والنعرات والتشنجات الهووية وبالطبيعة نمنامة الإسلام في خطر.
شنوة الي باش يتغير في انتخابات 2019 ؟
عندنا أولا نقطة إستفهام يلزم نجاوبوا عليها… الباجي قايد السبسي مترشح وإلا لا ؟
النقطة هاذي أساسية… علاش ؟
أحنا نحكيو على تراجع عدد الناخبين المشاركين. وحكينا على تراجع التصويت للأحزاب الكبيرة.
الباجي قايد السبسي هو بيدو حزب أو مجموعة حزاب… لأنو في رئاسيات 2014 جاب في الدور الثاني 1 مليون 731 ألف و529 صوت. وهذا رقم مهول… ناتج عن التصويت المفيد. ووقتها فاز على المنصف المرزوقي مرشح النهضة شبه الرسمي بفارق 356 ألف و016 صوت الي ما جاب كان 1 مليون 378 ألف و513 صوت…
لكن زاده ما ننساوش الي هو جاب في الدور الأول 1 مليون و289 ألف و384 صوت. ولو كان يترشح في 2019 برشه ناس مشاو مع الشاهد مثلا باش يرجعولو ويصوتولو. خصوصا وأنو باش يستغل حكاية خلافو مع الحركة ومسألة الجهاز السري لأقصى مدى… داخليا وخارجيا. والأوراق هاذوما واضح أنو مخبيهم لوين تقرب الإنتخابات. وربما يبدا يخرج شوية منهم مع إنعقاد القمة العربية في تونس الأسابيع الجاية…
وكان ما ترشحش الأكيد أنو باش يساند مرشح آخر وماهوش في جميع الحالات باش يكون الشاهد والا العزابي… بل أنو باش يعمل المستحيل باش يطيحهم هوما وحزبهم والمرشحين متاعهم… ومعاهم الحركة بالطبيعة.
يعني هذا إلي باش نلقاو قائد السبسي والا مرشحو في الدور الأول…
المرشح الثاني إلي باش نلقاووه هو المنصف المرزوقي.حزب المرزوقي السابق المؤتمر عاقبوه الناخبين في 2014 وما جاب كان 69 ألف و894 صوت وهذا يوري حجم الأصوات الي جاتو من أنصار الحركة. وهي أصوات مخبية وينجم يرجعلوا جزء كبير منها في 2019..
المرشح الثالث القوي الي باش يكون في السباق هو مرشح حركة النهضة الرسمي… لأنها الحركة المرة هاذي باش تدخل المنافسة بوجه مكشوف الا إذا كان صارت فاجعة تخليها تخبي وجهها… بالطبيعة مرشح نهضاوي ولد الدار باش يخسر في الدور الثاني ويتكتلو عليه الناس الكل. لهذا مرشحها باش يكون واحد عندو وجه حداثي وهذا ينجم يكون كمال مرجان والا مهدي جمعة وإلا يوسف الشاهد ربما. تنجم حتى تدعم نجيب الشابي والا كآخر خيار المرزوقي.
المرشح الرابع باش يكون واحد من التيار الديمقراطي بدون شك الي حقق تقدم كبير في السنين هاذي ونتائجو في الإنتخابات البلدية 75 ألف 619 صوت موش خايبة بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى ولو إنها ماهيش خارقة للعادة… يعني واحد من العبووات. وإلا الشواشي. والتيار قادر باش يجمع من جهة الحداثيين والمجتمع مدني إلي ضد النداء والتجمع والمنظومة القديمة… ومن جهة ينجم يجمع بعض ناخبين النهضة ومساندي الروابط… لكن خطابو في الإنتخابات الجاية باش يكشف وجهو الحقيقي ويلزمو يختار وما ينجمش يرضي الناس الكل… وهذا باش يبعد عليه يا الحداثيين يا الخوانجية… وقتها يقعدولو كان المحتجين على منظومة الحكم الحالية.
المرشح الخامس ينجم يكون زعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسي… وهاذي قاعدة في الأشهر الأخيرة تاكل من الناخبين متع النداء والباجي وخاصة المعادين جذريا لأي تحالف مع حركة النهضة وأغلبهم من النساء… جزء كبير من المليون مرا الي صوتوا للرئيس لحالي ما عندهمش خيارات كبيرة.. حاليا ما عندهم لشكون يصوتوا. حتى حد ما نجم يوعدهم بمحاسبة الحركة الا موسي. هوما ما يصوتوش للباجي ويعتبروه خانهم إلا إذا عمل حاجة غير عادية كيما قلنا ونجح باش يرضيهم. وما يصوتوش بالطبيعة لمرشح النهضة ولا للمرزوقي. ومستحيل تقريبا يصوتوا لمحمد عبو..
زيد على هذا ومع تطور الحملة. الخطاب المعادي لمنظومة الحكم الفاشلة والخطاب الي باش يركز على الإستقطاب الثنائي هو إلي باش يجلب الناخبين تجمعيين وغير تجمعيين. لأنها العركة في تونس ما زالت مصيرية وما زالت معركة نماذج مجتمعية. ومرشحة الحزب الدستوري الحر باش تستفيد من جميع الأصوات الغاضبة ولي تحب تعاقب إلي حكموا ولي يعارضوا.
نجيو للمرشح السادس الي باش يكون الشاهد… هذا انجموا نعتبروه أضعف مرشح… لأنو حتى لو كان قاعد يستفيد من مكانتو في الحكم ومن إمكانيات الدولة ومن مساندة رجال الأعمال الكبار إلي يدعموا في حملتو مقابل إمتيازات تقدمها الدولة. فإنو ماهوش باش ينجم يخفي حصيلة حكمو لأكثر من 3 سنوات.
باش باش يقنع الناخبين؟ شنية الأوراق الي ينجم يلعب عليها باستثناء مساندة أجهزة الدولة والإعلام الي تحت سيطرتو ؟
الحرب ضد الفساد؟ أكبر الفاسدين معاه في حزبو.
التغيير والتطوير ومستقبل أفضل ؟ هو يحكم من مدة طويلة وما حقق شيء.
يوعدهم بعدم التحالف مع النهضة ؟ ما يصدقوا حد لأنو متحالف معاها وشاددتو من لغاليغو.
إلي نعتقدوا شخصيا إلي إنتخابات 2019 باش تكون سخونة. ونسبة المشاركة باش ترتفع برشه.
في الرئاسية ينجم يطلع مرشح مستقل في الأسابيع المقبلة ويهدد المرشحين التقليديين ويهز الكل لرغبة الناس بصفة عامة في عقاب الطبقة السياسية الحالية وفي التغيير. لكن المنافسة باش تنحصر في الإخر بين المرشحين متع الماكينات الكبيرة… وفي الدور الثاني مهما كان المرشح الي باش تدعموا حركة النهضة باش يخسر.
سيناريوهات الإنتخابات التشريعية
في التشريعية. باش نلقاو النداء والنهضة والتيار والجبهة والدستوري الحرّ… حزب الشاهد ينجم ياخذ بعض المقاعد لكنو باش يتأثر برشه من حصيلتو السلبية برشه في الحكم.
بعد التصويت العاطفي في 2011 والمفيد في 2014 والمقاطعة في 2018… التصويت العقابي باش يكون أكبر ميزة لانتخابات 2019.. وأكثر جهات باش يتم عقابها هي النهضة والنداء والباجي والشاهد… والوحيد الي عندو أوراق مخبية هو الباجي… كان ما استغلهاش باش يخرج من الباب الصغير… وكان عرف كيفاش يستعملها باش يربح أمام منافسيه الكل في الدور الثاني مهما كانت أساميهم. وطبعا حزبو باش يستفيد من العملية.
أكبر إحتمال هو أنها النهضة باش تاكل ضربة قوية في الإنتخابات الجاية لأنو الناس الكل باش يحملوها حصيلة حكومة الشاهد السلبية في الحكم… وما نتصورش الباجي قايد السبسي والا الأحزاب الأخرى باش يقبلو تغيير الحكومة أشهر قليلة قبل الإنتخابات وينقذوها مرة أخرى ويعملو غلطة 2014 وقت سمحوا لحكومة العريض باش تخرجوا ونساو العباد في إنجازاتها العظيمة.
التيار والدستوري الحرّ وبنسبة أقل الجبهة الشعبية باش يكونوا أكبر مستفيدين من التصويت العقابي ومن ارتفاع نسبة المشاركة.
نسبة المشاركة باش ترتفع لعدة أسباب… التوانسة جربوا المقاطعة في 2018 وما جابتلهم شيء..طلعت نفس المنظومة الفاسدة تقريبا وانتشرت في البلديات.. والاحتمال الأقرب أنهم يرجعوا يشاركوا في 2019 لأنو ما عادش فيها.
* عضو سابق للهيئة العليا المستقلة للإنتخابات.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
الإنتخابات الرئاسية 2019: دور ثان محتمل بين المنصف المرزوقي و عبير موسي…
شارك رأيك