في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة يوسف الشاهد عن قرارات هامة لفائدة المرأة التونسية بمناسبة اليوم العالمي للمراة كإطلاق برنامج “احميني” الذي سيسمح بإمكانية ادماج نصف مليون إمرأة ريفية بما في ذلك جامعات المحار في منظومة التغطية الإجتماعية عبر نظام يراعي خصوصية نشاطهن وقدرتهن التمويلية، الأمر الذي سيسمح بتمتيعهم بالعلاج وجراية الشيخوخة والباقين على قيد الحياة وغيرها من المنافع.
و كذلك اذن بالترخيص لأصحاب النقل العمومي غير المنتظم لنقل العاملات الفلاحيات خارج مناطق الجولان المرخص فيها ، و اقر مشروع قانون خاص بعطلة الأمومة يقر بالتمديد في عطلة الأمومة خالصة الأجر و احداث عطلة ما قبل الولادة لتفادي أي تأثير للحمل على المسار المهني وعلى صحة المولود.
وفي حين احتفى الشاهد بالمراة التونسية فالتقط صورة تذكارية مع نساء قصر الحكومة تخليدا لهذه الذكرى ،تجاهل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي هذا اليوم التاريخي فلم ينبس بنت شفة ولا حتى قدم التهاني للمراة التي وضعته في قمة السلطة .
ونسي الباجي او تناسى ان نساء تونس هن من رشحنه ليصبح رئيسا شرعيا للجمهورية التونسية، حيث قدر عدد النساء اللاتي أدلين بصوتهن لفائدة مرشحن السبسي بما يناهز المليون امرأة أي بنسبة تفوق 61 بالمائة في حين صوت له 600 ألف رجل،كذلك تجاهلت الصفحة الرسمية لنداء تونس المرأة التونسية في عيدها العالمي وغاب عنها كل ما يتعلق بالاحتفاء بهذا العيد العالمي.
أما رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فقد هنئ كلّ نساء تونس بيوم المرأة العالمي مشيدا بدورها الفاعل في الثورة و في مسار الانتقال الديمقراطي “باعتبارهنّ نصف المجتمع و النصف الآخر يتربّى في أحضانهنّ”.
ومن جهته دون سليم العزابي المنسق العام لحركة تحيا تونس مايلي :اليوم التوانسة رجال ونساء، نحتفلو باليوم العالمي للمرأة، وعلى غِرار أغلب بلدان العالم، تونس “عاصمة المرأة العربية في 2019″، تُنادي بالمساواة التّامة بين المرأة والرّجل في الحقوق.
ورغم المكاسب الكبيرة إلّي تحققت للمرأة التونسية، وخلّاتها رائدة ومثال يُحتذى به في العالم، مازالت قدامنا نضالات كبيرة، ومعارك أخرى لازم نخوضها مع بعضنا اليد في اليد! لازمنا نربحوا معركة المساواة في الميراث، أول خطوة في تكريس المبدأ الدستوري الي يقضي بالمساواة التّامة! لازمنا نواصلوا معركتنا ضدّ العنف والتحرّش المُسلط على المرأة، على خاطر حتى مع صدور القانون الي يحميها، مازلنا للأسف ما غَيّرناش العقلية المقيتة لدى البعض، إلي كيف المِتضرّرة تِستجمع شجاعتها، و تبلّغ على إلي إعتدى عليها، يقولولها “لازم انت إستفزيتو”، ويزيدو يسلطو عليها عنف أقوى وأبشع! قدّامنا معركة ضدّ عدم المساواة في الأجر، و الحقّ في عطلة أمومة كافية، وضدّ إستغلال المرأة الريفية، الّي رغم القرار الثّوري للحكومة بتمكينها من التغطية الإجتماعية، تُقعد ظروفها صعيبة ومحتاجة لإحاطة أكبر وأشمل!
شارك رأيك