تجمع مئات الآلاف من المحتجين في وسط العاصمة الجزائرية ومعظم المدن الجزائرية الأخرى، اليوم الجمعة 15 مارس 2019، في أكبر إحتجاجات منذ بدأت الإضطرابات أو ما يسمى بــ”الثورة الجزائرية”، شهر فيفري الماضي، وذلك للمطالبة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 20 سنة.
من الجزائر : عمّـار قردود
المتظاهرون شرعوا في التجمع في ساحة البريد المركزي بالجزائر ثم تزايد عددهم بعد صلاة الجمعة، و هذه هي الجمعة الأولى منذ إعلان بوتفليقة تأجيل الإنتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أفريل المقبل وانسحابه من الترشح وتمديد ولايته الرابعة التي يفترض أن تنتهي في 28 أفريل القادم.
وإتفق المتظاهرون عبر كافة أنحاء الجزائر، هذه الجمعة، على مطالبة الرئيس بوتفليقة بالرحيل هو وباقي النظام القائم في الجزائر و ردد المحتجون في أغلب المسيرات هتافات من نوع “ترحلوا… يعني ترحلوا”، وعبّر المتظاهرون من خلال لافتات عن رفضهم للقرارات التي أصدرها الرئيس بوتفليقة مؤخرًا.
قيادي في الحزب الحاكم: بوتفليقة أصبح من التاريخ
وفي موقف لافت، قال قيادي بارز في حزب جبهة التحرير الوطني إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “أصبح تاريخًا الآن”. وأضاف عضو القيادة الجماعية لحزب الحاكم في الجزائر، حسين خلدون، خلال مقابلة تلفزيونية، أمس، أنه يتعين على الحزب “أن يتطلع إلى الأمام وأن يدعم أهداف المحتجين”. وأكد خلدون مساندة الحزب الحاكم لـ”الحراك الشعبي”، وأشار إلى أن “حزبه تعرض للتهميش واستعمل كواجهة للنظام من قبل أصحاب المال والشكارة”.
تصريحات القيادي بالحزب الحاكم في الجزائر الذي يرأسه الرئيس بوتفليقة تعتبر ضربة موجعة لهذا الأخير و بداية التخلي عنه و الإصطفاف في صفّ الشعب الجزائري.
الصهيوني برنار ليفي يُحرضّ الجزائريين على إسقاط النظام!
بدأت الأيادي الأجنبية تتحرك بشكل أسرع و تنكشف وتعمل على استغلال الحراك الشعبي في الجزائر و الYستثمار فيه من خلال الدعوة إلى نشر الفوضى والخراب و إسقاط النظام.
التحريض هذه المرة و كما كان متوقعًا و منتظرًا جاء من “عرّاب ثورات الربيع العربي” الكاتب الفرنسي الصهيوني Bernard-Henri Lévy برنار هنري ليفي الذي دعا الجزائريين إلى إسقاط النظام و بعث الفوضى في البلاد.
فقد كتب الصهيوني ليفي تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي المصغر “تويتر” قال فيها : “أدعو الجزائريين إلى المزيد من الإحتجاج لإسقاط بوتفليقة والنظام”. وأشار إلى أنه رغم تخلي بوتفليقة عن ترشحه لفترة رئاسية خامسة، فإن “الثورة في الجزائر” في منتصف الطريق.
وتساءل ليفي بخبث: “هل ستنتقل #الجزائر من خريف بطريرك (لغارسيا ماركيز) إلى الصيف في تيبازة (لألبير كامو)؟”، ليجيب بنفس المكر: “كل هذا سيعتمد على تعبئة الجزائريين. ولكن أيضا هذه الأجهزة السرية الهائلة، المترادفة مع الدولة الجزائرية والذين لم يقلوا بعد، أتصور، كلمتهم الأخيرة”.
شارك رأيك