عملية بنقردان في مارس 2016.
تلقت السلطات التونسية والجزائرية رسميًا نصائح من خبراء مختصين في الأمن و مكافحة الإرهاب تحذيرها من إمكانية وقوع عمليات إرهابية محتملة خلال الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة في البلدين وضرورة التأهب لذلك و تفعيل مخطط اليقظة وتعزيز الرقابة الأمنية.
بقلم عمّار قردود
فقد حذّر خبراء أمنيون ومختصون في مكافحة الإرهاب، اليوم الخميس 21 مارس 2019، من إمكانية توفر “أرضية ملائمة لحصول عمليات إرهابية وتنامي الجريمة المنظمة” في منطقة المغرب العربي، خاصة في تونس والجزائر اللتين ستجرى إنتخابات رئاسية وتشريعية بهما نهاية العام الجاري.
وهي التحذيرات التي نبه إليها المشاركون، في ندوة بعنوان “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، التي تم تنظيمها من طرف المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، مشيرين إلى أن الفترات المتزامنة مع إجراء الإنتخابات في كل من تونس والجزائر، “عادة ما تتسم بضعف سلطة الدولة وتضاؤل قدرتها على التواصل مع شعوبها”.
العائدون من مناطق النزاع يمكن إستقطابهم في حواضن جديدة
وأفاد خبراء أمنيون إلى أن القرارات السياسية تظل لفترة معلقة في إنتظار ما ستؤول إليه نتائج الإنتخابات، مرجحين “استغلال الجماعات الجهادية لمثل هذه الظرفيات للقيام بعمليات إرهابية في المنطقة”.
وفي هذا السياق، أوضح موسى الخلفي – عميد متقاعد في الجيش التونسي -، بأن “كافة التنظيمات الإرهابية تركز نشاطها أثناء الفترات التي تتسم بالهشاشة السياسية أو الأمنية أو حتى هشاشة العلاقات بين الدول”، معتبرًا أن الوضع السياسي بالجزائر والإنتخابات المزمع إجراؤها بكل من تونس والجزائر، “من شأنه أن يفسح المجال لحصول عمليات إرهابية أو إجرامية”.
وبخصوص مستقبل التنظيمات المتشددة في المنطقة المغاربية، أوضح المتحدث أن تراجع ما يعرف بتنظيم داعش (بمنطقة الشرق الأوسط) والقضاء على فلوله في ليبيا منذ 2017، أدى إلى إنتقال بعض أفراده إلى ما يعرف بـ”تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي”، لافتًا الإنتباه إلى أن العائدين من مناطق النزاع يمكن إستقطابهم في حواضن جديدة على غرار ما حصل مع العائدين من أفغانستان من قبل التنظيمات المتشددة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، لاسيما أن هذه الحاضنة إتسعت لتشمل كلا من مالي والنيجر ونيجيريا والصومال.
قائد الجيش الجزائري: عازمون على اجتناب الضرر الإرهابي
وحول هذا الموضوع، أكد نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، أن الجزائر، أضحت قدوة ليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب، وقدرتها على إفشال رهاناته الخاسرة. وأشار، أن ذلك يتأتي بفضل الرصيد الغني بالتجارب والخبرات التي استطاع الجيش أن يحوز عليه سنة بعد سنة، ويوظفه توظيفًا سليمًا وصائبًا في مجال محاربة هذه الآفة.
وكذا في مجال التحكم الكامل في حماية الحدود الوطنية من جميع الآفات، وفقًا للإستراتيجية الشاملة والمتكاملة المتبناة.
وأضاف: “عندما نتكلم عن الخبرات والتجارب، فإننا لا نعني فقط الجانب المادي والمناهج الناجعة المستعملة، وإنما العزيمة القوية والإرادة الصلبة التي تحلت بها قواتنا المسلحة، رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى وإصرارها على تحييد الضرر الإرهابي، وتخليص بلدنا من شروره”.
شارك رأيك