نظّمت لجنة الفلاحة والأمن الغذائي والتّجارة والخدمات ذات الصلة ، اليوم الإثنين 25 مارس 2019، بمقر الاكاديمية البرلمانية بالمبنى الفرعي لمجلس نواب الشّعب يوما دراسيّا برلمانيّا حول ” الفلاحة البيولوجيّة : آفاق واعدة ” افتتح أشغاله عبد الفتّاح مورو النّائب الاول لرئيس مجلس نواب الشّعب، وحضره عدد هامّ من النواب والفلاّحين والمهندسين الفلاحيّين وبعض ممثّلي الجمعيّات المختصّة في القطاع.
وفي مستهلّ كلمته، أشار السيّد عبد الفتّاح مورو النائب الاول لرئيس المجلس إلى أنّ تونس التّي تعدّ مطمورة روما والتي أنجبت أفضل عالم في تاريخ الزّراعة “ماقون الإفريقيّ ” صاحب أكبر موسوعة في تاريخ الزّراعة في قرطاج، تظلّ علامة فارقة في البعد الحضاريّ للأنشطة الفلاحيّة وأعمال الزّراعة للشّعوب .
وثمّن المشروع التونسي الجزائري المرتقب في مجال الاسمدة البيولوجية، مبرزا عمق التّرابط بين البلدين الشقيقين، ومستعرضا أوجه الشّراكة الفاعلة بينهما على كافّة الأصعدة ومن ضمنها برامج التّعاون في القطاع الفلاحيّ .
ودعا إلى ضرورة تعميق التّواصل التّونسيّ مع البلدان الشّقيقة والصّديقة في مجال حيويّ وواعد يتّصل بالزّراعة البيولوجيّة .
ومن جهته، ذكّر السيّد زهيّر الرّجبي رئيس لجنة الفلاحة والأمن الغذائي والتّجارة والخدمات ذات الصّلة بما تتطلّبه الرّؤية المستقبليّة للزّراعة البيولوجيّة من تعزيز للكفاءات المختصّة في هذا المجال المرتبط بضمان الامن الغذائيّ وتحقيق الإكتفاء الذاتي على مستوى المنتوج الفلاحي الوطني. ورحّب بإستضافة هذا اليوم الدّراسي لكفاءات تونسيّة شابة في رصيدها شهادات تقدير دوليّة في المجال.
وبيّن أنّ هذا اليوم البرلماني يهدف إلى إرساء مقاربة تشاركيّة بين سلط الإشراف والفاعلين والمتدخّلين في هذا القطاع الحيويّ. وذكّر بأنّ مبادرة لجنة الفلاحة بتنظيم هذا اليوم الدّراسي حول الفلاحة البيولوجية تندرج في إطار التّفاعل مع الدّعوة التّي وجّهها المدير العامّ للمنظّمة العالميّة للأغذية إلى ضرورة إعتماد إستراتيجيّة التّغيير الجذريّ في النّظم الغذائيّة المعتمدة لجعلها أكثر استجابة لشروط الإستدامة للموارد الطّبيعيّة وحماية لصحة المستهلك.
وفي مداخلتها حول ” إستراتيجيّة وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحريّ في مجال الفلاحة البيولوجيّة “، أوضحت سامية معمّر، المديرة العامة للفلاحة البيولوجية بالوزارة أبرز ملامح مشروع تطوير المنظومات البيولوجيّة على مستوى مخطّط الوزارة لسنوات 2016-2020 ،مستعرضة الخطط المتعلّقة بتثمين المنظومات الفلاحيّة والأهداف الإقتصاديّة لمشروع إحداث مسلك سياحيّ بيولوجيّ بكلّ ولاية . كما تطرّقت إلى مواضيع تتّصل بدور الفلاحة البيولوجية في دفع التّشغيليّة في صفوف اليد العاملة المختصّة وتثمين المراتب الطّلائعيّة التّي يحتلّها قطاع الزّيتون البيولوجيّ على الصّعيد الدّوليّ.
وإهتمّ السيّد سليم الشّارني الرّئيس المدير العامّ للشّركة التّونسيّة للأسمدة البيولوجيّة في مداخلته حول “ممارسة فضلى للفلاحة البيولوجيّة ” بتسليط الأضواء على الطّرق العلميّة الأفضل في تثمين بعض الموارد الطّبيعيّة وتحويلها إلى أسمدة بيولوجيّة موضّحا أنّ هذه المواد، تعدّ في مجملها ثروة قابلة لإعادة الرّسكلة بيولوجيّا بما يضمن لبلادنا تحقيق الإكتفاء المؤمّل على مستوى المنتوج الفلاحيّ فضلاعن دفع إنتاج الأسمدة ذات القيمة المضاعفة بيولوجيّا .
كما أعلن عن تجسيد للشّراكة التّونسيّة الجزائريّة من خلال التّفكير قريبا في بعث الشّركة التّونسية الجزائرية للأسمدة البيولوجية ودعا إلى دعم وتفعيل المقترحات التّشريعيّة الرّامية إلى مزيد تعزيز المنظومة الإنتاجية للفلاحة البيولوجيّة وتنويع القنوات التّجاريّة لتسويقها وطنيا ودّوليا.
وفي محور خاصّ بتبسيط بعض المفاهيم الفنيّة والتدخّلات الإنتاجيّة المرتبطة بالعلوم الفلاحيّة والمواد المرسكلة بيولوجيّا ، تطرّق السيّد خالد بن ساسي ، أستاذ جامعيّ وباحث بالمعهد الوطنيّ للعلوم الفلاحية بتونس إلى بعض الإشكاليّات النّاجمة عن نقص التّوازن البيئي في الضّيعات ومزيد دعم المعاصر البيولوجية . وتطرّق السيّد زياد البرجي المدير العام للمركز الفني للفلاحة البيولوجية إلى مسألة التّعاطي مع المنتوجات الفلاحيّة البيولوجيّة من منظور التّسويق، موصيا بإعتماد منهجيّة مدروسة في إقناع المستهلك بمميّزات المنتوج البيولوجيّ ومزيد تحسيس الفلاّحين بأهميّة توظيف البذور والأسمدة البيولوجيّة بطرق علميّة وعصريّة
وطرح الحاضرون اثناء النقاش توصيات تعلقت بالخصوص بالدّعوة إلى ترسيخ ثقافة التّثمين العضويّ للنّفايات في المجال الفلاحيّ، ومزيد النّهوض بمقوّمات الإقتصاد الإجتماعيّ التّضامنيّ وتخصيص إستشارة تحسيسية لفائدة الكفاءات التّونسية بالخارج قصد دعم منظومة الفلاحة البيولوجيّة وجلب الإستثمار الدّولي
شارك رأيك