أكدت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري الجزائري لويزة حنون أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يزال أمامه فرصة الخروج من الباب الواسع “بشرف و كرامة” وتفادي الخروج المُذّل والمهين خاصة لشخصية عالمية محترمة لها تاريخ مُشرف، وبالتالي تجنبه تكرار سيناريو الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.
من الجزائر: عمّار قردود
أفادت السياسية الجزائرية أن تمسّك السلطة بالذهاب إلى إنتخابات رئاسية ناجم عن رغبة دوائر القرار في الإبقاء على النظام الرئاسي الذي يضمن حفاظ الرئيس على كل الصلاحيات. وذلك لتمكين القوى غير الدستورية من الإستمرار في النهب.
ووصفت زعيمة حزب العمال الجزائري خلال استضافتها ،أمس الاثنين 25 مارس 2019، في منتدى جريدة “ليبارتي” – الناطقة باللغة الفرنسية -، الندوة الوطنية التي جاءت بها ورقة الطريق التي إقترحها الرئيس بوتفليقة بـ”الهلامية”، مؤكدة بأنها ستفتح الطريق أمام العبث والحروب الأهلية، و اتهمت حنون الولاة ب”محاولة تعويم الندوة الوطنية بممثلي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي – الحزبان الحاكمان في الجزائر – وتكريس تمثيل مفبرك”.
التحذير من ركوب الموجة وتحريف المسار
كما إعتبرت حنون محاولات السلطة لتحديد أطراف لتمثيل الثورة إحتقارًا للشعب والشباب والشرائح الواعية برهاناتها. وحذّرت من وجود قوى تحاول ركوب الموجة وتحريف المسار وتحويل الثورة إلى ربيع عربي، حتى تستنسخ الجزائر أوضاع اليمن وليبيا ومصر.
لويزة حنون طالبت السلطة الجزائرية بالتراجع عن خارطة الطريق المقترحة ضمن رسالة بوتفليقة يوم 11 مارس 2019، مؤكدة بأن بوتفليقة لا يزال قادرًا على إستغلال الفرصة للتنحي قبل نهاية عهدته بعيدًا عن سيناريو الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ونظيره المصري محمد حسني مبارك، و ذلك من خلال الإعتراف بأنه “لم يحكم خلال العهدة الرئاسية الرابعة”.
واقترحت حنون إستبدال الندوة الوطنية بمن بوسعهم إعداد دستور جديد، ومنه الذهاب إلى تشكيل مجلس تأسيسي مكوّن من اللجان الشعبية التي قالت حنون بأنه من شأنها أن تحفظ الطابع السلمي وتستبعد المغامرين والباحثين عن إسباغ أي إديولوجية إسلاماوية أو غيرها.
إطارات جزائرية ترفض مناصب وزارية
وفيما يخص حكومة المرحلة الإنتقالية التي يقودها الوزير الأول الجزائري الجديد نور الدين بدوي – كان يشغل منصب وزير الداخلية -، كشفت حنون بأن بدوي و لعمامرة – نائب الوزير الأول و وزير الخارجية الجزائري الجديد – التقيا بـ 517 إطار جزائري وجميعهم رفضوا الحقائب الوزارية التي اقترحت عليهم، ليجد الوزير الأول ونائبه نفسيهما أمام خيار إعادة رسكلة الوجوه القديمة دون مبالاة بالتداعيات.
ما يحدث في الجزائر ثورة شعبية واضحة المعالم و الأهداف
وقالت الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري بأن ما يحصل منذ 22 فيفري الماضي بالجزائر هو إجماع شعبي على رفض واضح لمبادرات الداخل ومناورات الخارج، مشيرة إلى أن ما يحدث في الجزائر لا يتعلق بحراك ولا بربيع عربي ولا حتى أمازيغي بل هي ثورة، أظهر الشعب من خلالها معارضته للتمديد تحت غطاء رسكلة جديدة. بعد سنوات من الصبر على عدم حكم بوتفليقة وتولي قوى غير دستورية لذلك خلال العهدة الرئاسية الرابعة لحكمه.
ورافعت حنون بخصوص عدم تبني الحراك الشعبي الجاري في الجزائر لأي صبغة إيديولوجية، مؤكدة بأن مطلب ثورة 22 فيفري تبنى “رحيل النظام وليس الإسلاماوية”، و بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ استفادت من 27 بالمئة في ظروف غير ديمقراطية. مشيرة إلى أن “السيستام العروبي الذي إستغل الدين، كان وراء تكرّس الإنحرافات والتوظيف السياساوي للقضايا”.
أحمد قايد صالح قائد الجيش الجزائري يُطالب بإعلان شغور منصب الرئيس
شارك رأيك