تحتضن تونس، منذ يوم أمس الثلاثاء 26 مارس 2019 وإلى غاية 31 من نفس الشهر الجاري، أشغال الدورة الثلاثين العادية للقمة العربية التي بدأت مؤشرات نجاحها في اليومين الأولين، لاسيما على المستوى الإقتصادي والحركية التجارية بالعاصمة.
بقلم سنيا البرينصي
من المنتظر أن يحضر أشغال القمة العربية التي تحتضنها بلادنا أغلب الرؤساء والملوك العرب باعتبار الريادة الكبرى التي تحظى بها بلادنا وإشعاعها العربي والإسلامي والدولي، إلى جانب علاقاتها المميزة والوطيدة مع أغلب الدول العربية ما يثبت تجذر وترسخ تونس الثابت في محيطها العربي والإسلامي طيلة تاريخها.
إنعقاد القمة العربية ببلادنا خلال هذه الأيام جعل تونس وجهة عربية ودولية متألقة بإمتياز، وكعادتها دوما في المحافل الكبرى، من جميع النواحي السياسية والديبلوماسية والإقتصادية والإعلامية.
على وقع أشغال الدورة تتوهج تونس وتتألق، خاصة بعد أن استعدت جيدا من كل النواحي لاحتضان هذا الحدث الهام الذي بدأت مؤشراته نجاحه في اليومين الأولين، لاسيما على المستوى الإقتصادي.
وتؤكد اخر الإحصائيات التي نشرها موقع “بوكينغ” أن أغلب النزل والوحدات السياحية بالضاحية الشمالية، وعلى رأسها قمرت، شمال العاصمة نونس قد أوقفت المبيعات منذ أول يوم لإنطلاق الأشغال، وحتى قبل ذلك، لإمتلائها كليا بالوفود المشاركة، خاصة الوفد السعودي الذي يضم نحو 1400 شخصا.
التداعيات الإقتصادية الإيجابية في القطاع السياحي شهدتها كذلك نزل تونس الكبرى، على غرار نزل “لايكو”، و”أفريكا”، و”نوفوتال” التي نالها نصيب كبير ولافت من توافد الوفود المشاركة في أشغال القمة، وهو ما سيضفي زخما كبيرا في مسار إنتعاشة إقتصادنا الوطني.
وعلى وقع أشغال القمة العربية، وجبت الإشارة في هذا الصدد إلى تحسن قيمة الدينار التونسي التي ارتفعت مؤخرا مقابل العملات الأجنبية الأخرى ورجوعها إلى مستوى جانفي 2019، إلى جانب إرتفاع أيام التوريد وتحسن موجودات العملة الصعبة وتطور مستوى التصدير.
لا شك أن القمة العربية التي تحتضنها بلادنا خلال هذه الفترة هي حدث سياسي وديبلوماسي بإمتياز سيناقش الملفات العربية الحارقة المرتبطة بالأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين، ولكن مكاسبها ونتائجها الإقتصادية ستكون أكثر من هامة بالنسبة لتونس، خاصة وأنه من المنتظر أن يتم توقيع إتفاقيات اقتصادية على هامش هذه الأشغال.
شارك رأيك