كشفت دراسة حديثة صادرة عن معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا بجنوب إفريقيا أن الهجرة غير النظامية تزايدت في الدول المغاربية ومن ضمنها تونس منذ سنة 2011، بفعل توسع شبكات التواصل الإجتماعي التي يستعملها الشباب بالدرجة الأولى عوض وسائل الإعلام الكلاسيكية، بحيث أدمنت هذه الفئة على مواقع “فيسبوك” و”أنستغرام” و”واتساب” و”يوتيوب”، لأنها تبث محتويات رقمية تقدم صورة مثالية عن أوروبا.
إعداد عمّـار قردود
أوضحت الدراسة، المعنونة بـ “شبكات التواصل الإجتماعي آلية لتجاوز الخلافات في شمال إفريقيا من أجل تسهيل الهجرة”، أن “الأشرطة المنشورة في مواقع التواصل الإجتماعي تُصوّر المنطقة الأوروبية على أنها المكان المثالي للعيش، نتيجة الفرص الإقتصادية والإجتماعية التي توفرها للمواطنين، بخلاف الواقع اليومي لهؤلاء الشباب في البلدان المغاربية”.
وأبرزت الدراسة أن “الشباب في المنطقة كانوا يتوصلون بأخبار القارة الأوروبية عبر المهاجرين، لكن مع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي صارت العملية أسهل، حيث انتشرت العديد من الشبكات السرية التي تساعد الشباب على الهجرة بشتى الطرق، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الأمن القومي لهذه البلدان بفعل ظواهر التطرف والإرهاب، لكن التهديد الأمني الذي تشكله الهجرة غير النظامية ضئيل، ما يجعل الحكومات المغاربية لا تهتم بتحليل وفهم هذه التيمة”.
63 في المائة من التونسيين دائمو الإتصال بالنت
كما حذّرت الدراسة من محاولة التضييق على محادثات مواقع التواصل الإجتماعي من خلال سعي الحكومات المغاربية إلى فرض الرقابة على تيمة الهجرة في الشبكات الرقمية، لأن من شأن ذلك أن يساهم في إنتقال الشباب صوب منصات جديدة، داعية الحكومات إلى “استغلال هذه الشبكات الإلكترونية بغية دراسة سلوك هذه الفئة، لاسيما ما يتعلق بعوامل الإحباط التي تدفعهم إلى الهجرة غير النظامية”.
وشدد ت الدراسة على أن “البلدان المغاربية يجب أن تنفتح أكثر على بعضها البعض، من خلال بحث سبل معالجة هذه الإشكالية على الصعيد الإقليمي”، معتبرة أن “كل دولة على حدة تتدارس أزمة الهجرة غير النظامية على المستوى الوطني، لكنها تغفل أن المشكل يكتسي بعدًا إقليمًيا”، مردفة أن “غالبية الباحثين والمراقبين لا يعيرون هذه الشبكات أية أهمية، لكن منبع المشكل يأتي من الأشرطة والمنشورات والنصائح الموجودة في مواقع التواصل الإجتماعي”.
ولفتت الدراسة ذاتها الإنتباه إلى كون “شباب المنطقة صاروا على تواصل مشترك من خلال بوابة الانترنت، ذلك أن 63 في المائة من المغاربة والتونسيين دائمو الاتصال بالنت، بينما تصل هذه النسبة إلى 53 في المائة بالنسبة للجزائريين، باستعمال الهواتف النقالة على وجه الخصوص”.
شارك رأيك